وجه آخر لريتشارد قلب الأسد.. ذبح اليهود وعذبهم وكان مثليا
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
أحد أكثر الشخصيات تأثيرًا في تاريخ الشعوب، نظرًا لإنجازاته الحربية والسياسية على مستوى دول العالم في عهده، إنه الملك ريتشارد الأول الملقب بـ ريتشارد قلب الأسد، الذي عرفه العرب وقت الحروب الصليبية في رحلته إلى القدس، وحربه مع صلاح الدين الأيوبي على أراضي المسلمين، وقد دارت حوله عدة شائعات طوال فترة حكمه كان أقساهم تلك الشائعات التي تقول بأنه قام بذبح وتعذيب اليهود في بلاده، والأخرى التي تقول بأنه كان شاذ جنسيًا، فما هي حقيقة تلك الروايات وهل هي حقيقية فعلًا أم مجرد شائعات؟.
مذبحة اليهود
تم تتوّيجه ملكًا رسميًا في الثالث من سبتمبر عام 1189م، ومنع وقتها جميع اليهود والنساء من حضور مراسم التتويج نظرًا لأن المراسم تمت داخل دير، ولكن وفقًا للمؤرخ رالف ديكيتو حضر بعض قادة اليهود مُقدمين له الهدايا، وقام أتباع ريتشارد بضربهم وجلدهم وتجريدهم مما بحوزتهم ومن ثم طردهم إلى الخارج.
بعد ذلك انتشرت شائعة تفيد بأن ملك انجلترا قد أمر بقتل جميع اليهود، فقام سكان لندن بارتكاب مجزرة بحقهم، وتعرض الكثير منهم للضرب حتى الموت، وللسرقة، كما حُرق بعضهم أحياء، وتعرض بعضهم للتعميد قسرًا، وشعر ريتشارد بأن هذه الاعتداءات قد تزعزع من استقرار مملكته، لذلك أمر بإعدام المسؤولين عن أفظع جرائم القتل والاضطهاد، وأصدر مرسوماً ملكياً يطالب بترك اليهود بشأنهم وعدم الاعتداء عليهم، وعلى الرغم من ذلك، استمرت الاعتداءات وأشهرهم مجزرة يورك التي وقعت في 16 مارس 1190م، والتي تُعتبر واحدة من أبشع المجازر وأشرسها.
إقرأ أيضًا…
أن تستغرق 41 يومًا لتصوير 35 ثانية..عن شادي عبدالسلام وملحمة المومياء
هل كان ريتشارد مثلي الجنس ؟
تزوج الملك البريطاني من برنجاريا الأبنة الكبرى لـ سانشو السادس ملك نافارا، عقد حفل الزفاف في 12 مايو 1191م، وكان حفل الزفاف ضخمًا، وغايةً في الروعة والفخامة، احتوى على الكثير من الولائم والأطعمة، وتوجت برنجاريا ملكةً على كل من قبرص وإنجلترا، وكان الهدف من هذا الزواج هو الحصول على نافارا وجعلها إقطاعية، وبعد الزواج بوقت قصير، ذهب ريتشارد إلى الحملة الصليبية برفقة زوجته الجديدة، لكنهما عادا بشكل منفصل، ولم ينجبا أطفالاً من هذا الزواج.
وطوال الوقت كانت قضية حياته الجنسية مثيرة للاهتمام والجدل، ولكنها كانت من المحظورات الممنوع الكلام بها، مع ذلك تحدث المؤرخ جون هارفي عام 1948م، وأكد أنه كان مثليا واعتمد في تلك الفكرة في المقام الأول على الوثائق التاريخية التي تخص سلوك ريتشارد، حيث تؤكد بعض السجلات التاريخية أن ريتشارد قام بالاعتراف والتوبة مرتين. كما أنه لم ينجب أطفالاً طيلة فترة زواجه من برنجاريا.
ونفس الكلام أكده المؤرخ روجر الهوديني نقلًا عن راهب كان قد حذّره من خطر اللواط وطلب منه عدم القيام بالأعمال غير المشروعة، وبناءً على ذلك كان ريتشارد قد حصل على الغفران، فعاد إلى زوجته التي هجرها زمنًا طويلاً، وابتعد عن الفاحشة التي كان يقوم بها، وظلّ مخلصاً لزوجته حتى أصبحا كالجسد الواحد.
أم المؤرخ جان فلوري، فيقول بأن معظم المؤرخين في الوقت الحاضر يعتقدون بأن ريتشارد كان شاذ جنسًيا مستدلاً بذلك على توبة ريتشارد عام 1191م، وكذلك 1195م، التي يقول فلوري أنها كانت توبة من اللواط، كما يقول فلوري بأن ريتشارد أقام علاقات مع النساء بالقوة وله ابن غير شرعي من إحداهن، ويعتقد جون فلوري أن ريتشارد أقام علاقات مع كلًا من النساء والرجال خلال مراحل مختلفة من حياته، ومن أشهر العلاقات المثلية كانت علاقته مع الملك فيليب الثاني ملك فرنسا حيث كانا ينامان سويًا في نفس الفراش.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال