همتك نعدل الكفة
170   مشاهدة  

وجوه استثنائية أصبحت اعتيادية 

وجوه


نرى مئات الوجوه يوميًا فى الصباح، نمر على آلاف التعبيرات، فمنهم من نستطيع معرفة ما بهم، ومنهم من نعجز عن تخمين ما حل بوجوههم، ونتسائل هل هذه هى طبيعتهم عند استيقاظهم من النوم؟ أم هى بسبب بعض الأمور فى حياتهم جعلت وجهم ذات تعبير واحد مُصمت، فهل هناك ما هو يستحق أن يجعل الشخص ذات تعبير واحد دون التأثر بما يدور من حوله؟ دون محاولة البعض الابتسام فى وجوه الآخري؟

نري وجوه مبتسمة ومستبشرة باليوم الجديد، متفائلة، تجعلك تحب الحياة وتتفاءل بيومك وانت مازلت تقولاصطبحنا واصطبح المُلك لله“، تبتسم لهم تلقائي حتى لو هناك ما يشغل بالك فالابتسامة من مجهول فى طريقك تنسيك ما بك من هموم وكأن الله يهوّن عليك ولكن بأسلوبه الإلهى.

وعلى النقيض تمامًابل الأكثريةنرى وجوه جامدة، لا تمت للحياة بصلة، فكأنهم أُناس بلا أرواح يسيرون لقضاء مشاغلهم وفقط، لا يتأثرون بما يحدث حولًا، كأنهم أموات حقًا.

أحيانًا نرى وجوه حابسة لدموعها خوفًا من كونها فى الشارع وسط الناس، فلا أفهم ما هذا السبب الذى يجعلك غير قادر على كتم دموعك خارج المنزل؟ مع العلم ان البُكى ليس عيبافأنا ضد كتم مشاعركولكن على أرض الواقع كلنا نؤمن بنفس الشئ لكن نقوم بالعكس لان هذا هو الدارج وهذه هى العادات والتقاليد العقيمة، فمن المستحب ان تظهر مشاعرك وتخرجها فى الخفاء.

حضرنى موقف من شخص لا اعرفه شخصيًا لكنه كان حاصل على بكالوريوس فى احد المجالات ولكن شائت ظروفه أن يعمل كشخص يرتدى الشخصيات الكرتونية لمداعبة الأطفال فى أعياد الميلاد وهكذا، فقال انه من شدة كبته لمشاعره وحزنه على حاله كان يدخل المرحاض يبكي ويمسح دموعه ثم يخرج مبتسمًا ليواجه العالم، هذا الموقف ملئ بالحزن والأسى ولا اعلم ما الشئ الذى يستحق ان يفعل مثل هذا بشخص ما؟ هل هناك ما في الكون يستحق؟

نرى وجوه حاملة الهموم من تلقاء نفسها، فتجد الكثير من السيدات عابسات الوجه وكأنها عائدة إلى المنزل لتواجه المطبخ والطبيخ وكأنه بالفعل حِمل ثقيل، وترى الرجال عائدين من يوم طويل بالعمل بوجه صلب وكأنه تخلص من العالم الخارجي ليواجه عالم آخر ولكن بنفس الوجه ولا أدري هل الحياة قاسية إلى هذه الدرجة ام نحن من نجلعها قاسية أكثر بتعاملنا مع المواقف؟

نرى الطلاب الذاهبين إلى امتحاناتهم اليومية والتوتر يملئ وجوههم، نري الشيوخ وحالة من الرضا والهدوء والسكينة بهم، نرى الأطفال وحالة من البجهة تحل عليهم على الرغم من الإزعاج الذي يسببوه.

لا أدري هل أستطيع ان ادعو للأمل والتفاءل والبسمة وال “بلا بلا بلا” أم أحترم خصوصيات الأشخاص وحالة الجماد التي وُجودوا عليها؟ ولكن من المؤكد أننا نعيش في حالات استثنائية ومختلفة بلا استثناء تدعو لل “ولا حاجة” موود، اذا سألك أحدهم ب”مالك؟”. 

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان