418 مشاهدة
وحيد حامد وشريف عرفة الرباعية المقدسة (3) الإرهاب والكباب .. بطريقة التصادم
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
في رأيي إن اللى أهم فرق في الإرهاب والكباب عن الرباعية المقدسة هو عن شريف عرفة ووحيد حامد لقوا أخيرا العنصر الناقص اللي يكمل التركيبة دي، والعنصر ده هو البطلة، مين هتلعب معانا لعبة الأحلام، الإجابة طبعًا “يسرا”.
في السينما في نمط من الأفلام كدة اسمه سينما الأزمة، ودي في العادي بتدور أحدثها في وقت ضيق يوم أو ليلة أو حتى بضع يوم، الميزة في الأفلام دي إنها لما بتتكتب صح مينفعش تفوت منها كادر، وكمان تنفع لكل الأنواع السينمائية تراجيدي أو كوميدي، أكشن أو اجتماعي أو كوميدي، زي الإرهاب والكباب.
البناء الدرامي في الإرهاب والكباب بناء مميز، أول مشهد أصلا بيبدأ في المجمع، اللي هو مكان الأحداث وبسكيوانس كارتوني شديد السخرية، بنتعرف على كل حاجة تقريبًاـ المكان- البطل وسبب تواجده في المكان، الشخصيات المساعدة للبطل، والشخصيات الثانوية، واللي مبنعرفوش هنا هو الحدث، ومضاد البطل، لأننا حرفيًا معندناش شرير ودي هنجيلها بعدين.
ولما إحنا عرفنا كل ده في السكوانس الأولاني إمال هنعرف إيه بعد كدة؟ لا تعالي أقولك هنعرف بيئة البطل وحالته الاجتماعية وعلاقته ببيته وبزمايله ورؤسائه في الشغل، وحالته الاقتصادية وصراعاته مع كل دول، والأهم هنا إن كل الأحداث دي هي اللي بتأسس للدوافع والأسباب اللي بتؤدي للحدث.
لو قررت أجيب مثال واضح لاستخدام الأحداث الكارتونية الكوميدية المبالغ فيها لخلق تصاعدي درامي مقبول ومنطقي ومعقول، لازم أختار مشاهد بداية من مشهد أحمد وهو شايل العيش وصولًا لمشهد هو وهو بيترمي على سلم جامعة الدول العربية، مفيش مشهد ما بيخدم على أخوه، الموضوع كأنه مستويات بتتصاعد لحافة الأنفجار وبعدين يحصل الانفجار، وتعالي نشوف إزاى!
في الأول أحمد بيتعرض للسخرية من بنتين في الشارع علشان شايل عيش، مشهد عادي وقد يظنه البعض عابر، بس ده المسمار الأول، لأن ببساطة غحنا بنشوف عرضه للسخرية من لا شيء، بناخد فكرة إن الراجل الناس بتعامله على أنه مستباح، ولما تيجي السخرية من ست على راجل بيكون وقعها تقيل عليه لأنه بيخبط في ثقته بنفسه كراجل في المطلق، ودي أسوأ إهانة يتعرض لها راجل.
الإهانة اللي بتكتمل في المشهد التاني فورًا، والمرة دي من مراته اللي بيتحايل عليها علشان يوم الخميس وهي بتتعامل معاه بقرف وتكمل، لما تزعقله وتهينه وترفضه بالشكل ده قدام عياله، لقطة احمد وهو بيدي ضهره للعيال وبيخبي وشه لقطة في منتهى الانكسار.
ويجي عامل محفز خفي بمشهد على الرغم من كارتونيتة فهو شديد الواقعية، مشهد الراجل العجوز في الاتوبيس، الدور البسيط اللي عمله باقتدار الممثل والملحن العظيم عبدالعظيم عبدالحق، الشخص اللى من كتر ما انضغط بقى بينفجر في الناس بكلام حقيقي وموجع وسليط، الراجل اللي تحول لسخرية الناس، الراجل ده اعتقد انه المصير اللي خايف منه احمد وكمان المحفز لما عاير الجميع بسلبيتهم “وانتوا متعبيين إيه.. لبن رايب؟! لو اترج يبقى زبدة؟!!”
المشهد ده كان لازم يكون مشهد مؤثر، لازم المشاهد يحفظه ويفضل فاكره، علشان عايزينه قدام، لأننا هنستخدمه كفتيل، وهنا وحيد حامد كالعادة بيبدع في الحوار، الكلام السهل البسيط المباشر اللي دمه خفيف، كل ده علشان تطلع فاكر المشهد ده لو ما طلعتش حافظه او حافظ منه جمل.
وبيكمل التصاعد برضو بنفس الشكل الكارتوني، بمشهد مدحت جدا مدحت خالص، وبعدين الإهانة الكبيرة برميه على السلم بشكل مهين، علشان يلمح احمد الراجل العجوز وهنا يكون ده الفتيل، علشان الجمهور يكون مع البطل في نفس الكفة، الشعور بالإهانة وفجأة الفتيل، ويتبعه الانفجار.
والإنفجار هنا مش احتلال المجمع، الاحتلال هو نتيجة عير محسوبة للانفجار، الانفجار هنا هي خناقته مع الأستاذ رشاد، وهنا بيستمر وحيد حامد في نظرية الفجوة أو تصاعد الأزمة، ل خطوة بتؤدي لخطوة أكبر وهكذا، وهنا برضو بيكون المبرر لظهور خصم البطل، ومع ظهور الخصم بيتحول الصراع ويبدأ الحلم.
معروف إن علشان تخلق صراع لازم يكون الخصم أقوى من البطل، ولأن البطل مواطن عادي جدا، فأقوي خصم ممكن يقابله هو الحكومة ومش أي حد في الحكومة ده وزير الداخلية، عالمين بيصطدموا ببعض، الماشيين جنب الحيط والحكومة، في لحظة انفعالية غير مرتبة أو مخططة مسبقًا، طب والنبي هو في صراع أحلى من كدة، ما بالك بقى لما يكون كوميدي.
صراع المواطن أحمد ووزير الداخلية، وهنا في دلالة على الأسماء، أحمد ده اسم زي NEW FOLDER كدة اللي هو اسم من أسماء الغالبية العظمى في البلد دي، ووزير الداخلية مالوش اسم أصلا، امه وزير الداخلية، اللى هو يا أخونا ده صراع مواطن وسلطة، وش كدة، الصراع هنا بيكمل في نفس الشكل الكارتوني بس بيتحول لأغرب حاجة ممكنة، السلطة في موقف ضعف والمواطن في موقف قوة، هو ده الحلم.
الحلم اللي أحمد بيشرك كل الناس فيه بمجرد انه يخليهم يحطوا رجل على رجل ويتمنوا أمنية وتتحقق، والنقطة دي مهمة جدًا في الصراع، لأنه ببساطة حول كل الناس اللى في المجمع من أعداء لحلفاء، بأكلة كباب، والكباب هنا مش مجرد أكلة حلوة وخلاص، الكباب هنا له دلالة درامية تصدق بقى
الكباب في الثقافة الشعبية المصرية أكلة المرتاحين الأغنيا، أكلة فخمة غير متداولة على سفرة الطبقة المتوسطة فيما هو إدني، الكباب في اسر من الطبقة المتوسطة بتشوفه 3 أربع مرات في السنة وقتها، الكباب وقتها هو أغلى حاجة للناس دي، افخم حاجة، فهي أمنية كبيرة مش صغيرة، ولما تتحقق، الناس دي هتصدق إن ممكن يطلعوا كسبانبن من اللعبة اللي اتحشروا فيها، رغم خوفهم على حياتهم لكن في جواه حاجة بتقول إن الناس اللى خاطفينا دول مش هيأذونا.
وده بيتأكد في مونولوج عظيم بيقوله أحمد لما الوزير بيسأله عن مطالبه، المونولوج اللي كل واحد فيهم بيشوف فيه نفسه، المونولوج اللي من غيره، مكناش هنفهم دوافعه وأسبابه للإنفجار وإزاى بيستقبل الاهانات اللي بيتعرض لها في حياته، وكمان بنعرف والمخطوفين بيعرفوا إنه منهم.
في المقابل بتتقلب الطاولة لما الخصم بيقرر يضحي بالرهاين، في مونولوج لا يقل عظمة من وزير الداخلية، مونولوج هو السلطة في حد ذاتها لما تتكلم، السلطة المهتمة بالمصلحة العامة على حساب الخساير، والأهم اللي بتكشر عن أنيابها لمجرد عن حد يهدد مكانتها او هيبيتها.
من غير الكباب كانت النهاية العظيمة دي ما حصلتش، كان الحلم اللي حلمه الجميع في لحظة اتقلب فيها الميزان -او ممكن نقول اتعدل- وبقى المواطن هو اللي في موقف قوة، واستطاع انه يتصادم مع السلطة وما يمشيش جنب الحيط ويطلع منتصر، بترجمها نظرة النصر على وشوش الأبطال سواء العسكري هلال أو شلبي ماسح الأحذية اللي فضلوا في المجمع، أو وشوش الموظفين، أو وش سمير بسيوني وهند وطبعا ضحكة احمد في الأخر.
لما تيجي تبص على الإرهاب والكباب وتحطه كدة جنب أخواته في الربعاية المقدسة هتلاقيه التزم بعدد من السمات الأساسية، زي واقعية المكان وكارتونية الحدث، التصادم بين عالمين مختلفين تمامًا، البطل العادي ابن الطبقة المتوسطة أو الأدني، الحلم اللي بيحصل وبيتحقق، فلما تيجي تقارنه بالفيلم الأول اللي برضو فيه نفس السمات، يخليك تقول إحنا بنقرا حدوتة تانية بس من نفس الكتاب، بنلعب مرة تانية لعبة الحلم وتصادم العالمين، اللعبة اللي اتلعبت كدة في *اللعب مع الكبار وفي *المنسي واتكلمنا عنها، بس هتتلعب بشكل تاني خالص في طيور الظلام.
الكاتب
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide