“ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر”.. من الزمان الغابر إلى إغواء إبليس للعرب!
-
أحمد الأمير
صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر على عكس العديد من القصص التي تناولت الآلهة التي كان يعبدها الناس في وادي النيل والشام والعراق في العصور القديمة تبقى عبادات عرب الجزيرة قبل الإسلام غير معروفة وقليلًا ما تسمع عنها فقد تعبد العرب قبل ظهور الإسلام العديد من الأصنام والأوثان وهناك فارق بينهما فالصنم ما هو إلى شخص مصنوع من الخشب أو الذهب والفضة أما الوثن فصنعه من الحجارة فقد يختلفان من حيث الملامح فلا هيئة للوثن ولكن الصنم له هيئة بشرية تميزه وهو ما ينطبق على ما سنتناوله تباعًا.
قسم العرب ألهتهم إلى فئتين أولى وثانية ورد ذكر بعضهم في آيات القرآن الكريم فالفئة الأولى كانت عبادتها هي الأكثر انتشارا بين الناس وحظيت بهذه المرتبة نظرًا لكثرة عابديها بجانب ما حظيت به من اهمية في وجدان العرب القدامى وتضم اللات والعزى وهبل ومناة وتأتي فئة ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر في المرتبة الأقل بين أهلة العرب قبل الاسلام والفارق بينهما أشبه بالكهنوت الذي يكون واصيًا ووسيطًا بين الناس والمعبود الكبير أو الرب المتخصص في الأعمال الكبيرة.
إقرأ أيضًَا…
شيخ العرب همام والعثمانيين ..هل كان أمير الصعيد ثائرًا عليهم ؟
جاء ذكر الآلهة من المرتبة الثانية في سورة “نوح” في إعراض العرب الذين كانوا يعبدونها و رفضوا أن يؤمنوا بما جاء به النبي نوح لعبادة الإله الواحد وظلوا في عبادتها وفي الآية 23 والأية 24 من سورة نوح “وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا وقد أضلوا كثيرا ولا تزد الظالمين إلا ضلالا”وهي آلهتهم التي كانوا يتوسلون إليها رفضًا لنبؤة نوح عليه السلام.
وتقول إحدى القصص القديمة:”إن عمرو بن لحى وهو من عرب خزاعة كان يسير على أحد شواطئ جدة وعثر على أحد التماثيل المدفونة واقترب منه حتى نبش مكانه وأخرجه ثم قام بتنظيفه ونظر إليه مليًا وأكمل سيره حتى وجد أربعة تماثيل أخرى مختلفة عن ما عثر عليه أولًا ثم حملهم جميعًا وأكمل السير ثم قابله إبليس من الجن وأخبره بأن هذه الألهه تدعى ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر وكان الناس يعبدونها في الزمان الغابر ثم أمره بأن يقوم بتوزيعها على كل قبيلة بعد أن أقنعه الجن بعبادتها.
ومن هنا بدأت عبادة ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر في مكة ويقال أن هذه الأصنام ترجع إلى عبادًا صالحين لله وبعد أن ماتوا أغوى الشيطان الناس بعبادتهم بعد أن قاموا بصناعة تماثيل بهدف إحياء ذكراهم وبعد انقضاء أول جيل أصبحت عبادة هذه الأصنام موروثًا وانتقلت إلى العرب.
دعا عمرو بن لحى إلى عبادة الأصنام الخمسة المذكورة في القرآن عند قوم نوح وتحطمت جميعها بعد دخول الإسلام مكة ضمت سواع التي كانت إمرأة كانت تعيش في “ينبع” وقد هدمه عمرو بن العاص أما يغوث فهو صنم على هيئة أسد يرجح المؤرخين بأن أصوله تعود إلى مصر أو الحبشة لتشابب مع ألهة شعوب منطقة إفريقيا وكان في اليمن عند ساحل البحر الأحمر اشتق اسمه من فعل الغوث.
أما يعوق فكان صنمًا على هيئة فرس كان الناس يعبدونه في منطقة اليمن أيضًا وكان يشبه في هيئته صنم “اليعبوب” معبود قبيلة “طيئ” التي كانت تسكن شمال الجزيرة العربية أما نسر فهو كان معبود قبيلة حمير اليمنية قبل اعتناقها اليهودية وهو من آلهة الساميين القدماء وكان شكله على هيئة “نسر”
الكاتب
-
أحمد الأمير
صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال