ورجعنا لوجع القلب ويا سفينة .. حمزة نمرة ونهاية رايقة لألبوم رايق
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
أخيرًا أسدل الستار على ألبوم حمزة نمرة الجديد “رايق” بعد صدور آخر أغنيتين فيه “ورجعنا لوجع القلب، يا سفينة”.
“يا سفينة”
يحاكي الشاعر محمود فاروق بعض تجارب شعراء جيل الوسط في فكرة تدور في إطار إنساني حول رحلة الحياة وصعابها والخوف من المجهول القادم، تلك المحاكاة ظهرت بوضوح في شطر “في السفر صورتك معايا” والتي تفتح بابًا للتأويل يختلف بحسب المتلقي هل هي صورة الأم أم صورة الحبيبة وهو أسلوب كان منتشرًا جدًا في تلك التجارب، مع استخدامه لبعض المفردات التي قلما تستخدم في الأغنية المصرية الحالية مثل “سفينة، مدينة”
ميز كلمات فاروق هو ترابطها الذي منح تماسك في فكرة الأغنية وايضًا ابتعاده عن التنظير في معالجة الفكرة أو تناولها على طريقة محاضرات التنمية البشرية “اعمل الصح”.
لحن حمزة نمرة على مقام الكرد بجمل لحنية تحمل بصمته الخاصة حيث نفس التدفق والتتابع في جمل اللحن المترابطة، هذا اللحن تحديدًا يحيلك تلقائيًا إلى تجاربه الأولى في ألبوم “احلم معايا” بالأخص في جزء السينيو “رايحة بينا فين يا رحلة وفين هترسي يا سفينة”
توزيع كريم عبد الوهاب دسم جدًا بدأ بكوردات متنوعة من الجيتار الأكوستيك خلفه تئن الكولة بصولو شجي جدًا سلمت الغناء بكل سلاسة، يدخل الناي كي يصاحب الغناء في الكوبليهات مع جملة إيقاعية قوية، لا يوجد فاصل موسيقي مجرد إعادة لجملة السينيو “رايحة بينا فين يا رحلة” مرتين ثم يدخل مباشرة في المقطع التالي حتى يطلق العنان للكولة في نهاية الأغنية بصولو يحمل بعض الحليات والعرب اللحنية وينهيها على طريقة الـ Fade Out.
“ورجعنا لوجع القلب”
كلمات محمود فاروق تصور الضجر والملل الذي يصاحبنا عادة بعد العودة إلي العمل من إجازة طويلة، لكن مع شخص غير مكترث بأي شئ ويتعامل مع الحياة باستهتار تسوقه اهوائه ويتصور أنه يفعل كل ما في وسعه رغم أنه يؤجل كل شئ من حوله.
الصياغة حملت بعض التمرد واللمحات الساخرة من فاروق مثل “وبسأل أمي هو بشطارتي قالتلي لاء ده بركة دعايا” وعكس مقولة “لا تؤجل عمل اليوم إلي الغد” التي صاغها كي تليق بهذا الشخص الكسول “سيب عمل اليوم للغد” العيب الوحيد في الصياغة أن الأغنية تنقصها نهاية صادمة تليق بهذا الشخص العابث.
لحن حمزة نمرة على مقام البياتي بجمل لحنية تعبيرية تحمل بعض السخرية لامست الفلكلور في بعضها، توزيع اليوناني Apostolis Mallias فارغ في جزء الهارموني حاول أن يضفي بعض الأجواء الساخرة على موسيقى الأغنية بداية من جملة الكيبورد الافتتاحية التي ستدخل ايضًا في جملة الفاصل الموسيقي مع الناي، مع ظهور عود و جيتار يصاحبا الغناء على استحياء في المقاطع و جملة إيقاعية خافتة قليلًا.
على مدار أكثر من شهر كان ألبوم “رايق” حديث الساعة وفجر حالة من الجدل حول حمزة نمرة وتجربته في العموم، هذا الجدل كان في صالح الألبوم حيث تربعت بعض الأغاني على عرش قوائم استماع منصات الموسيقى واحتلت ترندات مواقع التواصل الإجتماعي، ويبقى السؤال هل حقق الألبوم نجاحًا يساوي نجاح الألبوم السابق “مولود سنة 80” أم كان محاولة لمحاكاته بعض الشيء وسوف أترك تلك المسألة لطرحها بشكل منفصل في مقال كامل عن الألبوم نستعرض فيه الجدل الذي أثير حوله وحول تجربة حمزة نمرة في العموم.
مرايات حمزة نمرة وسياسية الكيل بمكيالين
الكاتب
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال