همتك نعدل الكفة
614   مشاهدة  

ورحل الولد الشقي

هشام سليم
  • مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



غادرنا اليوم الفنان هشام سليم صاحب التاريخ الطويل من الأعمال الفنية المميزة، ابن الطبقة الأرستقراطية، حامل تاريخ والده أسطورة النادي الأهلي صالح سليم.
هشام سليم رحمة الله عليه بدأ حياته الفنية وهو طفل في فيلم “أمبراطورية ميم” مع سيدة الشاشة العربية، ثم توالت الأعمال والتي كان من البداية واضح أن اختياراته لم تكن من أجل البقاء او الانتشار ولكنه كان له ذائقة خاصة ورؤية.
وفي سن المراهقة والشباب المبكر تعاون هشام سليم مع المخرج يوسف شاهين في فيلم “عودة الابن الضال”، و”اسكندرية كمان وكمان”.
واستمر هشام سليم يبحث عن الدور الحلو واستكمل مسيرته في التليفزيون فقدم أعمال هامة أبرزها دور عادل البدري في ليالي الحلمية، وهشام في الراية البيضا وغيرها من الأعمال الهامة مثل المصراوية ومازال النيل يجري.
استطاع هشام سليم أن يكوّن خلطة خاصة به، واستطاع أن يمتزج بالناس ويصبح شبه الناس العادية في كل مراحل عمره ولكنه لم يتخل يومًا عن كونه ابن صالح سليم ولم ينكر هذه الحقيقة يومًا.
رسم هشام سليم لنفسه طريق خاص فهو المتمرد في هدوء من أول دور قدمه، حتى في الأدوار الارستقراطية قدمها من وجهة نظره فدوره في امبراطورية ميم رغم إنه الفتى المدلل ابن الطبقة الارستقراطية المولود في فيلا تضم أسرته وأخواته إلا إنه كان المتمرد بخطورة فهو من أقدم على تجربة شرب السجائر وسرقتها ومغازلة خادمة صديقه في الاسانسير، ومشهد اعترافه لأمه ودهشتها وسؤالها الاستنكاري إنت كبرت إمتى؟ وجملتها العظيمة “إذا كانت السجاير هتبوظ صحتك مفيش داعي تبوظ اخلاقك”
وفي دوره في هوانم جاردن سيتي كان الشاب الأرستقراطي البعيد كل البعد عن طبقته ولم يُقدر حب عبلة كامل زوجته واستهان بها فقررت أن تتركه وتلقنه درس عمره وتبتعد بعد أن أحبها.
وفي ليالي الحلمية انحاز لحي الحلمية الشعبي وترك السرايا واختار قمر السماحي ابنة البيئة والحي الشعبي، وعاش وسط أهل الحي وانحاز لهم.
وفي الراية االبيضا كان هشام ابن المحامي الشاب الذي رفض فلوس الشابة سمحة ابنة فضة المعداوي وانحاز للطريق الأصعب ومناصرة الحق.
وفي السينما ربما لم يكن البطل الأوحد ولكنه كان البطل المنير والبارز في الفيلم من أول دور ابراهيم نموذج شباب الستينات ومحاولة تجاوز الهزيمة والتحليق لأعلى والانتصار للحلم، وأصر على الحلم والتغيير فقدم أدوار مهمة في السينما وغنى ورقص في السينما، ومن بعدها المسرح في مسرحيته الشهيرة “شارع محمد علي” والتي وقف فيها أمام أساتذة الكوميديا وحيد سيف والمنتصر بالله وفنانة الاستعراض شريهان واستطاع أن يكون الولد الشقي الند لكل هؤلاء ورقص وغنى أمامها.
هشام سليم كان فنان كبير يستطيع أن يقدم أي دور ولم تكن موهبته بخيلة بل أعطته القدرة لأن يكون كل الشخصيات التي قدمها بجدارة.
وفي الحياة هشام سليم واجه مواقف صعبة، ولم تكن حياته سهلة، واختبر أكثر من مرة وكان مضطر لأخذ قرارات صعبة منها قراره بالاعتزال والاتجاه نحو السياحة والعمل في الغردقة عدة سنوات ثم العودة للتمثيل وعدم القدرة على الابتعاد، وانفصاله عن زوجته الأولى أم بناته والتي حرمته منهم فيما بعد، وواجه بعد ذلك حروب ومعارك متعلقة بتاريخ والده والنادي الأهلي وأعلن موقفه صريح وواضح أكثر من مرة ولم يخشى لومة لائم في قول الحق من وجهة نظره، وجاء الموقف الأصعب عندما وقف لجوار ابنه نور في معركة تحوله الجنسي من فتاة لفتى يافع، وسانده وأيضا كان واضحا متمردا وأعلنها على الملأ بنفسه ولم ينتظر الشائعات والتكهنات أو الغمز واللمز.
عاش حياة صعبة ولكنه كسب الاحترام والمحبة والقرب من كل الناس، واليوم بعد وفاته شعر الجميع بأن واحد من الأسرة المصرية غاب وفراقه سيكون صعب، ولا نملك إلا أن نسأله
إيه العمل في الوقت ده يا صديق؟
غير إننا عند افتراق الطريق
نبص قدامنا
على شمس أيامنا
نلقاها بتشق السحاب الغميق

الكاتب

  • هشام سليم إيمان أبو أحمد

    مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان