همتك نعدل الكفة
1٬384   مشاهدة  

وصلت إلينا النسخة الثالثة..فما هي حكاية النسخة المختفية لفيلم ” الناس والنيل “؟

الناس والنيل


قررت المؤسسة العامة للسينما عام 1964 أن يخرج يوسف شاهين فيلمًا عن السد العالي باسم «الناس والنيل»، واقترحوا عليه رواية للكاتب موسى صبري بعنوان “غدًا تبدأ الحياة”، لكن “شاهين” لا يقبل أن يملي عليه أحدًا ولو فكرة، فرفض الرواية، لم تكن متوافقة مع أفكاره وقناعاته لإخراج الفيلم، فنحاها جانبًا.

بدأ يوسف شاهين يكتب سيناريو آخر، بعيدًا عن الرواية، وقدمه للرقابة العامة على السينما، فوافقت، فبدأ في اختيار الممثلين، ووقع اختياره على نادية لطفي وسناء جميل وسيف الدين، وسافر بعدها لإسوان ليصور لقطات تسجيلية لعملية بناء السد العالي، لكن الأمر لم يمر بسلام، فما الذي حدث؟

بعد عودة “شاهين” من أسوان، استدعاه رئيس المؤسسة العامة للسينما، وفوجئ المخرج العالمي بوجود موسى صبري في مكتبه، ونظرت عدم الارتياح تعلو وجوههم، وسأل رئيس المؤسسة “شاهين” قائلًا:”انت بتصور إيه، إن الرقابة لم تعطك تصريح السيناريو؟، فرد “شاهين”:” التصريح معي، وتوجد معي نسخة السيناريو التي بحوزتك”.

شعر “شاهين” أن رئيس المؤسسة العامة للسينما يجامل موسى صبري، ورئيس الرقابة، خشية غضبه، بالإضافة إلى أنه عرف أن الكاتب الصحفي مصطفى أمين قال لـ”صبري” بسخرية:”ياعم ولا بيشتغلوا على الرواية بتاعتك ولا حاجة”، فغضب “صبري” وتضامن معه رئيس المؤسسة العامة للسينما، الذي قال لـ”شاهين”:”إنت عاوز تفكر على مزاجك؟”.

أخبرهم “شاهين” أنهم كانوا يعلمون أنه لا يعمل على رواية موسى صبري، لكن تجاهله للرواية، حرمه من 17 جائزة كان سيحصل عليها من وزارة الثقافة لنجاح فيلمه “صلاح الدين”، بالإضافة إلى أن “شاهين” تجاوز في حديثه مع وكيل الوزارة،  وكان رئيس لجنة التحكيم وقتها المخرج محمد كريم.

الناس والنيل

نفى “شاهين” نفسه إلى لبنان، إيمانًا منه بأنه لن يستطيع أن يقف في وجه السلطة، وبعد مرور السنوات استدعاه الرئيس جمال عبد الناصر، وعاد “شاهين”، وعادت فكرة فيلم “الناس والنيل” مرة أخرى.

استكمل يوسف شاهين الفكرة من جديد، وكتب سيناريو جديد عن قصة للكاتب عبد الرحمن الشرقاوي، واختار ممثلين جدد، وكانون، عماد حمدي، زوزو ماضي، مديحة سالم، سيف الدين وصلاح ذو الفقار، وبعد انتهاء التصوير، في العرض الخاص فوجئ بكارثة، المصريون والسوفيات لم يعجبهم الفيلم.

المصريون رأوا أن الفيلم أهان المهندس المصري، وصور المهندس الروسي وكأنه هو الذي بنى السد، كما اعترضوا على أشياء “هايفة” في وجهة نظر “شاهين”، فمثلًا، اعترضوا على مشهد يسير فيه المهندس المصري مع المهندس الروسي وأثناء السير يتقدم المهندس الروسي ليبدو وكأنه يسير أمام المهندس المصري، رغم أن الفنان عمادي حمدي كان مرهقصا أثناء التصوير في المشهد، وهو ما تسبب في هذا التقدم.

الناس والنيل

كما اعترض المصريون على مشهد ظهر فيه المهندس المصري في منزله وهو يرتدي الجلابية وفجأة يزور المهندس المصري فيقوم بارتداء السروال والقميص فوق الجلابية، وقال لـ”شاهين”، إنك جعلت المهندس المصري يبدو متخلفًا.

أما السوفيات، فرأو أن “شاهين” صور النوبة وكأنها تبدوا أجمل من موسكو، كما أنه أغفل تصوير الأماكن الجميلة في موسكو.

إقرأ أيضا
رأس الحسين في باب الفراديس

وضع الفيلم على الرف، وجاء الاشتراطات الجديدة على المخرج الراحل، بأنه لابد أن يصور الفيلم ببطولة الفنانة سعاد حسني، فقام بأخذ مشاهد من التصوير التسجيلي للفيلم، وبعض مشاهد الممثلين الروس التي صورت في الاتحاد السوفيتي، وأضافها إلى الفيلم الجديد الذي صوره بطاقم ممثلين ثالث، وكانوا سعاد حسني، عزت العلايلي، محمود المليجي.

لكن بعد مرور 21 عامًا، اكتشف وجود نيجاتف للفيلم في السينماتك الفرنسي، وأنقذ الفيلم وأصبح هناك فيلم أسماه شاهين بدلًا من الناس والنيل، النيل والحياة.

 

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
1
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان