همتك نعدل الكفة
61   مشاهدة  

ولاد الشمس إبداع وإمتاع… بس أنا متغاظ

ولاد الشمس
  • شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



مسلسل ولاد الشمس تركيبة مجتمعية حلوة وثرية وبعيدة عن ثنائية دراما الكومباوندات ودراما الشبحنة، والتنفيذ تم بمنتهى الإبداع، كادرات مرسومة.. موسيقى تصويرية بديعة.. رسم للشخصيات غاية في الإبداع والإتقان لدرجة تناسب اختيارات الشخصية مع تركيبتها النفسية؛ فـ”ولعة” المتعلق بشبح أمه طول الوقت.. يتعلق بحب واحدة أكبر منه، و”مفتاح” المدبوح بشعور الرفض.. يقع ضحية شخصية انتهازية بشكل مفضوح لمجرد إنها اظهرت له القبول، وغيرهم شخصية.. شخصية.

اختيار للممثلين موفق تماما؛ بداية من نجم بحجم محمود حميدة يدعم مجموعة من الشباب الصاعد، في خطوة عظيمة مش مستغربة على فنان كبير ومثقف زيه، وصولًا لوجه جديد معجون موهبة اسمه مينا أبو الدهب يُحسب لصناع العمل تقديمه في مساحة بالحجم ده وشخصية صعبة ومُعقدة زي شخصية “عبيد”.

يُحسب لهم إنهم وفروُّلُه فرصة يقدم نفسه للساحة الفنية (صُناع وجمهور) بوصفه ممثل بديع مش مجرد “كراكتر” زي ما الغالبية ممكن يستسهلوا، وعندنا نماذج كتير شوفناها بتتحول للممثل التخين اللي لو خس هيقعد في البيت أو أبو نضارة تخينة اللي لو عمل ليزك مش هيلاقي شغل.. إلخ.

التمثيل في الواقع محتاج كُتيب صغير عشان يتكتب فيه قصيدة شعر في كل شخصية من حيث تركيبها وإبداع الممثل/ة في تقديمها.

سيفونية تمثيلية

محمود حميدة وتقديمه لشرير بَشِع بدون ما يجعر ولا يكرمش حواجبه، أحمد مالك وتقديم نموذج لممثل يقدر يعمل أكشن بس وهو أساسا بيعرف يمثل، طه دسوقي وتقديمه لنموذج ممثل يقدر يلعب كل الألعاب.. يضحكنا من غير استظراف ويعيطنا من غير حزء، دينا ماهر وأداءها الممتع طول الوقت وأزاي الواحد يفضل مصدقها من أول لحظة لأخر لحظة.

البديعة فرح يوسف وتقديمها لشخصية غنية وصلتلنا كل مشاعرها وأحاسيسها في مختلف اللحظات والمواقف المرتبكة والمعقدة بصدق وبساطة شديدة، معتز هاشم حباية كريز الدار اللي كل الناس حبيتها درجة البكا على موت “قطايف”.

مينا أبو الدهب صاحب واحدة من أصعب الشخصيات؛ “عبيد” الخادم المطيع الغرقان لحد ودانه في التبعية لجلاده لدرجة التماهي معاه.. في نموذج درامي يُدرس لمتلازمة ستوكهولم.

الكل بلا استثناء أبدعوا في تقديم شخصياتهم من أكبر دور لأصغر دور.

لكن لسبب مبهم المواطن لازم يتغاظ والحلو مايكملش.. افتقدت الدراما للمنطق في تفاصيل رئيسية مُحركة للأحداث أو الفرعية المكونة ليها.

متغاظ م الملف

منعًا للاسهاب هركز على حجر الزاوية في أحداث “ولاد الشمس”؛ وهو الملف اللي فيه دليل تزوير “ماجد” وإن “ولعة” هو الوريث الشرعي للدار وإن اسمه الحقيقي “مصطفى”.. إلخ، رحلة الملف ده بدءت من الحلقة التانية واستمرت لأخر حلقة، والبداية كانت غير مفهومة ولا مبررة ولا منطقية.

مش مفهوم ليه “بابا ماجد” فِضِل حابس الصحفية “تهاني” في الدار.. حتى بعد ما عرف إن خلاص الشباب سرقوا تليفون رئيس التحرير؟ كمان لما هو مجرم ومزور ومحتفظ بورق “يوديه في داهية” جوه خزنة الدار “اللي وارد ييجي عليها تفتيش في أي وقت” إزاي بعد كل ده “تهاني” تكون فايتة بالصدفة فتلاقي نفسها في مكتبه والخزنة مفتوحة؟

ومش مبرر ليه “تهاني” بعد ما كانت بين الحياة والموت بسبب الدار والملف ده.. تسلمه لرئيس التحرير؛ كده ببساطة من غير ما تعمل نسخة وتحتفظ هي بالأصل أو بالنسخة على أقل تقدير؟!

بعد وصول الملف لرئيس التحرير، فجأة “ماجد” بيطلب من الولاد إنهم يروحوا يسرقوا الملف نفسه من شريكه القديم “ياسين”، أمتى وإزاي الملف أتنقل من عند رئيس التحرير لخزنة “ياسين”.. ماحدش يعرف.

زي ما بالظبط ماحدش يعرف “ماجد” جاب منين معلومة إن الملف وصل عند “ياسين”؟، ولا حد بيفهم لما “ماجد” عنده رجالة جامدة تقدر تضرب “ولعة” و”مفتاح” عشان تسرق منهم عِدة التليفون (وهيتسخدمهم بعدين في سرقة الملف وقتل “مفتاح”).. إيه المنطق إنه في عملية استعادة الملف بينفضلهم ويستعين بالعيال اللي لو أي حد منهم فتح الملف هيشوف بقية الصورة الموجودة مع ولعة؟

إقرأ أيضا
الفيلم نوار

كمان طَلعِةّْ الشبيبة لسرقة الملف بيحصل خلالها إنه بيقع من “مفتاح” فيلمح محتوياته بسرعة؛ منطقيا الحاجة الوحيدة الوارد يشوفها ويفهمها في اللحظات الخاطفة دي.. هي الصورة؛ لإنها مش محتاجة قراية وكمان جزء منها متخزن في دماغه من كتر ما شافه مع “ولعة”.

والأهم إنه مستحيل -حتى لو قرا الملف كله- يفهم إن “ولعة” هو نفسه “مصطفى” ابن صاحب الفيلا المتوفي.

ختام

مسلسل ولاد الشمس عمل جميل جدا اتنفذ -باستثناء اختيار اللوكيشانات- بإبداع كبير؛ خصوصا في التمثيل والإخراج.. حتى على مستوى السيناريو -رغم وقعه في فخ الاستسهال؛ الناتج غالبا عن الاستعجال في التقفيل والتسليم- أبدع الكاتب في رسم الشخصيات مركبة ومعقدة وعلاقاتها متشابكة.

فكل الشكر للكاتب مهاب طارق على خلق هذا العالم البديع، وإن كنت أتمنى يهتم بمنطقية الأحداث نفس اهتمامه باختيار قضية حساسة وخطيرة زي الرقابة على دور الرعاية، شكرًا للمخرج شادي عبد السلام على اختياراته الموفقة جدا للكاست وكادراته البديعة، وشكرا للممثلين جملة وفرادة لإن كلهم أبدعوا بشكل فردي وجماعي.

شكرا لكل حد ساهم في العمل الممتع ده.

الكاتب

  • ولاد الشمس رامي يحيى

    شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
‫إظهار التعليقات (0)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان