عشيقة ولي عهد بريطانيا التي قتلت نبيلا مصريا وحصلت على البراءة ليصنع من قصتها الريحاني ووهبي فيلمين

أول فيلم مصري ناطق تم انتاجه عام ١٩٣٢ بعنوان  أولاد الذوات من بطولة فيه يوسف وهبي، بعدها بعامين قدم نجيب الريحاني فيلم بعنوان  ياقوت يتناول القضية ذاتها، وهي زواج الرجل الشرقي من امرأة غربية وما يحدث على أثر ذلك.

المدهش أن هذا يقودنا لقضية قديمة حدثت منذ حوالي ١٠٠ عام، عندما زارت فتاة فرنسية شابة في الثلاثينيات من عمرها القاهرة وكان اسمها مارجريت لورينت تحديدا في صيف عام ١٩٢٢ بصحبة عشيق ما التقته في بيت دعارة ميزون دي راندي التي التحقت به في العشرين من عمرها بعدما أنجبت ابنتها غير الشرعية في السابعة عشر من عمرها والذي ساعدها على إقامة علاقة مع ولي عهد انجلترا الأمير إداورد الذي غادر باريس بعد الحرب وتركها وحيدة مع احتفاظها بالعديد من المستندات التي تثبت علاقتها به.

في القاهرة وتحديدا في الزمالك التقت بالنبيل المليونير علي فهمي الذي كان يبلغ من العمر ٢٣ سنة وتكبره بعشرة سنوات، أدركت الفاتنة الباريسية قدر ثروته فأوقعته في حبالها وتزوجته رسميا في العام نفسه في فرنسا ثم على الطريقة الإسلامية في يناير ١٩٢٣.

عاش الزوجان في قصر الزوج الفاخر في حي الزمالك،  قبل أن يسافرا في الأول من يوليو سنة ١٩٢٣ إلى لندن في رحلة ترفيهية مع سكرتير خاص وخادمين، ليفاجيء الزوج بالسلوك غير المحتشم لزوجته والذي لم يقبله كرجل شرقي فراح يعنفها ويتشاجر معها حتى وصل به الأمر إلى ضربها في أكثر من مناسبة، في النهاية لم تستطع مارجريت تحمل تلك المشاحنات أكثر من ذلك، فأقدمت صبيحة  يوم العاشر من يوليو على قتل زوجها بعد شجار عنيف دار بينهما بسبب رفض الزوج سفرها إلى باريس لزيارة ابنتها غير الشرعية، أطلقت عليه ٤ رصاصات من مسدس على مرأى ومسمع مع خدم الغرف.

المدهش أنها حصلت على البراءة عقب تعيين المحاني الإنجليزي إدوارد مارشال الذي عاث فسادا في المحكمة وتحدث عن ظلم الرجل الشرقي للمرأة واستغلالها وأن المتهمة تعرضت لقهر معنوي وبدني وجنسي أوصلها لهذا وكانت المحكمة محط أنظار العالم لدرجة أن جريدة الأهرام أرسلت موفدا لها لنقل وقائع الجلسات.

وفي النهاية حكمت المحكمة ببراءة المتهمة وسط ذهول عائلة القتيل، بينما عزت الصحف الفنرسية الحكم للعنصرية البيضاء وهو ما تأكد بعد رفع مارجريت قضية أمام المحاكم المصرية لتنال ميراثها تم رفضها تماما لتكتب أشهر الصحف الفرنسية أن جريمة قتل زوجها هي الجريمة الكاملة حيث قتلت الرجل ونالت البراءة ثم تطالب بحقها في الميراث.

لم يكن لعلي فهمي سوى اخت واحدة هي عائشة فهمي التي تزوجت من يوسف وهبي والذي صنع فيلمه الأول الناطق عن قصة أخيها الحزينة وهو ما كرره الريحاني بعد ذلك.

إقرأ أيضا

تاريخ دار الفطرة في مصر “قصة مؤسسة حكومية مهمتها إعداد كحك العيد وتوزيعه مجانًا”

أما مارجريت فأكملت بقية حياتها في شقة صغيرة في باريس، واحتفظت حتى آخر حياتها بالرسائل الغرامية التي أرسلها لها الأمير إدوارد أثناء علاقتهما، وكانت تعتبر تلك الرسائل بمثابة تأمين على حياتها،  ويعتقد كثيراً من المؤرخين الذين أعادوا دراسة القضية مؤخراً أن السبب الخفي  في هذه القضية تعود لتدخل صديق قديم للمتهمة هو الأمير إدوارد ولي عهد بريطانيا للضغط على المحكمة لتغيير الحكم وذلك بعد أن لوحت مارجريت بقدرتها على تفجير فضيحة تهز الأسرة المالكة فيما لو تمت إدانتها من قبل المحكمة البريطانية.