ومن الضحك ما قتل .. قصة محاولة “اغتيال” حسن فايق وبشارة واكيم على خشبة المسرح
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كان يضحك ضحكته الشهيرة التي تشبه فرامل السيارة المُسرعة التي فوجئ سائقها بمطب فقرر أن يحتك الكاوتش بالأسفلت بأكبر قوة ممكنه ليستطيع السيطرة عليها .. ال ضحة الشهيرة التي كان يُنهيها دائمًا نصف قفزة وتصفيق اليدين برفق .. أستاذ الكوميديا التي لا تخطئة العين .. الخفيف كالريشة والثقيل كممثل الأستاذ حسن فايق .. ولا بأس أن الضحكة الشهيرة هذه المرة في محلّها تمامًا .. وذلك حين كان يحكي في حوار صحفي لمجلة الكواكب بالعام 1951 .. موقفين شديدين في الخطورة .. حيث كان الحديث عن لحظة كاد يفقد فيها روحه تمامًا على خشبة المسرح بسب إحدى المقالب .. ولحظة أخرى كاد أن يرتكب فيها جريمة القتل بسبب المقالب أيضًا .. ويعتبر الفنان الكبير الراحل بشارة واكيم عاملًا مشتركًا في الموقفين .. حيث كانت تجمعهما علاقة صداقة قوية للغاية خارج خشبة المسرح .. انتقلت بدورها إلى داخل العروض المسرحية وكاد أن يضيعا تمامًا ليصبحان الدبتان التي قتلا بعضهما !
هذه نادرة يرويها الأستاذ حسن فايق: كانت زميلتي السيدة (فكتوريا حبيقة) تمثل دور خادمة بلهاء في إحدى روايات المرحوم الأستاذ الريحاني .. وكان عليها في أحد المشاهد أن تودعني بوابل من المقشات، وقد أعدّت إدارة المسرح مقشة خاصة لهذا الغرض، قشها من النوع النعام اللين بحيث كان يرن على ظهري دون أن أحس به .. وذات ليلة سحبت فكتوريا مقشتها –كالمعتاد- وهوت بها على ظهري، فلم تكن إلا ضربة واحدة، تعالت بعدها صرخاتي إلى عنان السماء .. وخرجت عن دوري فطفقت أقفز كالمجنون .. فقد شعرت كأن تلك المقشة مجموعة من الدبابيس الحادة نفذت في ظهري، وخُيّل لي أن أحد تلك الدبابيس قد أصاب عظام السلسلة الفقرية، فلاح لي طيف عزرائيل يتراقص من بين الكواليس .. ولكن الله سلم ولم أصب إلا بوخزات دامية في ظهري من أثر دبابيس دستها يد في الخفاء بإحكام في نهاية المقشة .. وجرى التحقيق والتحريات فأسفرت عن إن الذي دبّر لي المقلب الخطير هو صديقي وزميلي المرحوم بشارة واكيم، وكان ذلك ردًا على مقلب لا بأس من أن أرويه أيضًا ..
حيث كان بشارة يمثل في إحدى الروايات دور مريض بمرض عصبي، وكان كلما ثار أسرعت إليه بكوب من الدواء .. وكنا في الأيام الأولى من تمثيل تلك الرواية نضع له في الكوب (تمر هندي)، ولكنه كان لا يحبه، فأحضر من عنده زجاجى ويسكي لهذا الغرض، كنا نصب له كاسات منها فتؤدي الغرض أمام المتفرجين وتجلب لصديقي النشوة والانبساط .. وذات ليلة خطرت لي فكرة شيطانية فنفذتها لأضحك على صديقي العزاز .. وملأت له كأس الدواء نصفه من الويسكي ونصفه من صبغة اليود .. وابتلعه في لحظة خاطفة كما كان يفعل دائمًا .. ثم راح يصرخ ويلتوي بجد، والجمهور يضحك ويزداد ضحكًا كلما تعمق صديقي في الصراخ والتألم .. ولولا لطف الله لمات بشارة من نار صبغة اليود، ومات الجمهور من الضحك على صدق تمثيله للألم !
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال