همتك نعدل الكفة
271   مشاهدة  

ويليام بيت الأصغر .. قصة أصغر رئيس وزراء للمملكة المتحدة حتى الآن

ويليام بيت الأصغر
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



صار ويليام بيت الأصغر في سن  الثالثة والعشرين وزيرًا لمالية بريطانيا، وفي سن الرابعة والعشرين صار رئيسًا للوزراء، وبذلك عادت سيرة ويليام بيت الأكبر للصدارة مرة أخرى.

اقرأ أيضًا 
ويليام بيت الأكبر .. صوت أنقذ بريطانيا من الهلاك لتنقذه زوجته بعدها

استطاع ويليام بيت الأصغر أن يشغل مثل هذه المناصب الكبرى في ظل سياسات القرن الثامن عشر التي حكمت اختيار رئيس الوزراء، فقد كان رؤساء الوزراء في إنجلترا لم تكن باختيار الأحزاب السياسية، بل الذي يختارهم هو الملك، فضلاً عن أن معظم أعضاء البرلمان لم يصلوا بالانتخاب السليم، ولكنهم اختيروا عن طريق أحد ملاك المقاطعات الصغيرة ذات الحكم الذاتي أو المتعفنة الفاسدة.

سيرة ويليام بيت الأصغر

ويليام بيت الأصغر
ويليام بيت الأصغر

ولد ويليام بيت الأصغر  في 28 مايو 1759 م، وكان طفلاً مبكر النضوج تلقى تعليمه في المنزل، وفي السابعة من عمره استطاع كتابة خطاب باللاتينية، وفي الخامسة عشرة من عمره التحق بكامبردج وقبل دخوله البرلمان اشتغل بالقانون فترة قصيرة، وكان انتخابه نائبا عن ابلاي المدينة الصغيرة ذات الحكم المحلي، وسرعان ما صنع لنفسه اسمًا كعضو في جماعة أبيه المتوفى المعارضة، التي كان يقودها لورد شيلبيرن وقام بحملات لم يكتب لهـا النجاح للإصلاح البرلماني، وهاجم في أحاديثه الرشوة والفساد، وعندما أصبح لورد شيلبيرن رئيسا للوزراء سنة 1782 م، عين ويليام بيت الأصغر وزيرًا للمالية.

حاول بيت الأصغر أن يضم إلى الحكومة تشارلز فوكس عضو الأحرار الذكي والمنحل في آن واحد، فرفض فوكس ولم يؤد رفضه إلى ترنح الوزارة فحسب، بل بدأت العداوة بين الاثنين تلك العداوة التي كان مقدرا لها أن تستمر طوال حياة هذين السياسيين، وكانت الحكومة التالية ائتلافًا بين فوكس ونورث وفي السنة ذاتها أي في سنة 1783 لم يفضل الملك جورج الثالث المذكرة التي تقدم بها فوكس لإلغاء امتيازات شركة الهند الشرقية فأوصى اللوردات برفضها وما لبث أن أقال الوزراء وعين بيت الأصغر رئيسا للوزراء.

تعيين ويليام بيت الأصغر رئيسًا للوزراء

وليام بيت
وليام بيت

بدت فكرة تعيين ويليام بيت الأصغر رئيسًا للوزراء حينها غير صائبة، إذ كان فوكس يتمتع بتأييد أوسع نطاقًا، وتنبأ بأن حكومة بيت ستترك الحكم في غضون ثلاثة أسابيع، لكنها استمرت سبعة عشرة سنة، وفي بادىء الأمر رفضت جميع مذكراته، لكن خطابته ونزاهته أعطتا له التأييد تدريجًا داخل المجلس وخارجه، وسدد بيت ضربته في الوقت المناسب، إذ أجرى الانتخابات في مارس 1784 م التي هزم فيها 160 من مؤيدي فوكس وعاد بيت إلى المجلس ممثلا لجامعة كامبردج التي ظل يمثلها طوال حياته.

وكانت مهمة بيت الأولى تقويم الوضع الاقتصادي المروع للبلاد وكانت التجارة في حالة انهيار والدين القومي ضخمًا بالنسبة لذلك العهد، وبدأ بيت في تخفيض التعاريف الجمركية لترويج التجارة، وكان يعتبر أن من الواجب إلغاء الضرائب نهائيا بالنسبة لأصحاب المصانع، وبدأ تلك السياسة الرامية لتحرير التجارة والتي أكملها هسكيسون ، وبيل، وجلادستون.

من أشكال سياسة بيت الأصغر اقتصاديًا أنها خفضت الضريبة على الشاي من 119% إلى 12 %،  ولرفع الدخل الحكومي استن عددًا من الضرائب الجديدة، وفي سنة 1797 قرر ضريبة الدخل وفي تعامله مع الدين القومي ابتدع عام 1786 م نظامه الشهير السندات المستهلكة الذي يعتمد على سندات تتزايد بفوائد مركبة تقوم بتسديد الدين بالكامل ولقد منحته تلك السياسة ثقة عظيمة.

بيت يقف في الوسط يخاطب مجلس العموم بشأن اندلاع الحرب مع فرنسا 1793 م
بيت يقف في الوسط يخاطب مجلس العموم بشأن اندلاع الحرب مع فرنسا 1793 م

 أما سياسة بيت الأصغر الخارجية فكانت الحرب تحكمها، مع الثوار في بادىء الأمر، ثم مع فرنسا النابليونية التي أعلنت الحرب عام 1792 م، إذ كانت تدرك أن الحرب مع بريطانيا أمر محتوم، لأنها كانت قد قررت غزو بلجيكا الأمر الذي لم تكن بريطانيا تسمح به، وظل بيت يعمل دائبًا باقي حياته لعقد الأحلاف ضد الفرنسيين والإنفاق عليها، وإن كانت هزيمة فرنسا تمت بعد موت بيت بزمن طويل، لكن ذلك كان يرجع إلى حد بعيد إلى تصميم بيت والنجاح الاقتصادي الذي هيأه لبريطانيا في الأعوام الأولى من الحرب.

غيرت الحرب سياسة بيت الأصغر الداخلية تغييرًا جذريًا، إذ نبذ مخططاته للإصلاح البرلماني، وقام بالتركيز على سحق أي حركة من حركات التطرف الفرنسية في انجلترا، ومن 1795 م إلى 1801 م، أوقف العمل بقانون التحقيق الجنائي، وهذا يعني أن الناس يمكن أن يلقوا في السجن لفترات غير محدودة دون محاكمة، أما أولئك الذين كانوا يؤيدون الإصلاح مثل منح صوت لكل فرد فقد سجنوا أو نفوا.

إقرأ أيضا
طريق M5

إلى جانب المشاكل الكبرى المتعلقة بالحرب الخارجية والسلام الداخلي، واهتم بيت أيضًا بمشكلة أيرلندا، وفى عام 1800 أمضى المرسوم الذي يقضي باتحاد بريطانيا وأيرلندا كدولة واحدة، وذلك يعنى أنه لن يكون هناك مزيد من الخطر على التجارة بينهما، فاستفادت أيرلندا من ذلك فائدة كبرى، وكان بنفسه يتطلع لرؤية الكاثوليك الأيرلنديين وقد حصلوا على حقوقهم المدنية ولكن الملك عارض خططه فاستقال بيت لذلك في 14 مارس 1801 م وخلفه الفيكونت أدنجنون.

مع الذي جرى بأيرلندا صار بيت الأصغر هو أول رئيس لوزراء بريطانيا العظمى بعدما صار اسمها المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا، وهو الاسم الذي حملته هذه الدولة حتى عام 1927 م، وحتى الآن هو أصغر رئيس وزراء.

السنوات الأخيرة

النصب التذكاري الضخم لوليام بيت الأصغر
النصب التذكاري الضخم لوليام بيت الأصغر

بالرغم من أن سلامًا قصيرًا عقد مع فرنسا سنة 1802 م، فإن وزارة أدنجتون فشلت فشلاً ذريعًا، فاندلعت الحرب ثانية في العام التالي، وطالب البرلمان والشعب بعودة بيت الأصغر، الذي عاد كرئيس للوزارة في العاشر من مايو عام لكن وزارته الأخيرة كانت مغمورة، فقد امتصت الحرب جميع طاقاته وأنهكت صحته، وعاش بيت ليسمع الأخبار الرائعة عن ترافالجار، لكن نصر نابليون بونابرت الأعظم في أوسترلتز قضى عليه فمات في الثالث والعشرين من يناير 1806 م.

المراجع
  1. الحروب النابليونية – وثائقي
  2. سياسة بريطانيا الخارجية تجاه فرنسا (1756-1815)  – سحر أحمد ناجي

الكاتب

  • ويليام بيت الأصغر وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان