همتك نعدل الكفة
555   مشاهدة  

و إن هبّ فيك عفريت اسأله.. لبستني ليه!

السحر
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



الوهم قاتل، خاصةً و إن اقترن هذا الوهم بالجهل و الجن و الشعوذة، لم يكن في بالي و أنا أكتب هذا المقال سوى كلمات للشاعر صلاح جاهين في إحدى رباعياته وهو يقول :

ولدي نصحتك لما صوتي اتنبح ..
ما تخافش من جني ولا من شبح ..
وان هب فيك عفريت قتيل اساله ..
مادافعش ليه نفسه يوم ما اندبح

السحر في مصر 

أكتب عن ظاهرة الدجل والسحر و الشعوذة في ربوع الوطن العربي لاسيما مصر فتلك المسألة في مجتمعي خطيرة جدًا، فلم يقتصر الأمر على الدجل والسحر بل امتد الأمر لممارسة الرذيلة باسم خروج الجن أو فك السحر .. نعم كما أقول! .

كما امتد ذلك إلى أن تناقش مسائل الدجل والشعوذة وفك السحر وجلب الحبيب ورد المطلقة عبر القنوات الفضائية ، والغريب أن الناس تؤمن يقينا بكل هذا! غافلين عن تدبير الرب دون سواه في حياتهم .

 

وأتساءل هنا هل يفكر الغرب مثلما نفكر! ولما لم نسمع عن جلب الحبيب ورد المطلقة وفك السحر هناك !!! هل الجن ترك الأرض كاملة وسكن الوطن العربي فقط ، ولما ينتشر الجن بكثرة في مصر وحدها دون غيرها من البلدان ، ولما يكثر في قرى مصر وصعيدها أكثر من أي مكان في الأرض!!!

ربما تستغرب كلماتي عزيزي القارئ لكن لكوني صحافية فمرّ عليا قصص و روايات لا يصدقها العقل ارتبطت ارتباط كلي بالسحر والدجل، فمنذ عام تقريبا ذهبت إلى قرية تدعى الحسينية التابعة لمحافظة الدقهلية ، رأيت بأم عيني النساء تجلس على حافة المصارف و الترع اعتقادًا أنهم متلبسين من الجان ، و مقتنعين تمام الاقتناع أن فساد زيجاتهم بسبب الجن والسحر !!! ، و حينها ذهبت معظم الفضائيات والصحف لأخذ تلك اللقطات، ولم أرى قناة واحدة أو صحيفة مثلا تناقش تلك المسألة من جهة الطب النفسي أو حل المشكلات المجتمعية التي تواجه تلك المنطقة رغم كثرتها !، وانتهت المشكلة وقتها حينما ظهرت تحريات المباحث وأثبتت أن الحرائق وأن فساد أفراحهم كانت أشخاص يعيشون بينهم افتعلو كل المشاكل للحصول على ميراثهم، أي أن الأمر الذي شغل بال الإعلام حينها لم يكن سوى خناقة على ميراث .

المرض النفسي ليس سحر !

و عايشت في موضع آخر، فتايات في ربيع العمر يتوهمون بأن الجن قد تلبسهم، يصرخون يبكون ..يتحدثون بين صرخاتهم ، هم الذين يقومون بفعل ذلك بسبب هلوسات أو أمراض نفسية من الطبيعي أن تحدث لأي إنسان فالمرض النفسي كالمرض العضوي تمامًا لا فرق لكن بدلًا من الذهاب إلى الطبيب نذهب إلا دجال أو معالج شعبي ، يسقي هؤلاء الفتيات ماءٍ وملح وربما يأكل الدجال نفسه اللحوم وبعض المأكولات .. والرد على هذا العبث، هو أن الجن طلب هذا !!! ، ناهيك عن أنواع السحر كما يقولون، فهذا سحر سفلي وهذه تلبسها شيطان، وهذا شرب وتلك أكلت ..عبث ..عبث .

وفي موضع آخر كان لي حديثا مع إحداهن أن هناك دجالا طلب أن يمارس معها الجنس نظير فك عملها !!!! ، وربما سمعتم أنتم أيضا قصص وحكايات مشابههة لتلك الواقعة ، لعل أبرزها مؤخرا دجال لُقب بـ ” الشيخ أبو إزازة”أكاد أُجن من كل هذا العبث !!

ولم يعد الأمر يقتصر على المستويات الشعبية الدنيا و إنما امتد ليشمل مستويات تعليمية عالية تصل إلى مستوى أساتذة الجامعات خاصة حين يصطبغ العلاج الشعبي بالصبغة الدينية أو يتستر وراءها.!

إقرأ أيضا
تفيدة علام

أرقام مرعبة 

و بالأرقام، أثبتت الأبحاث أن 70-80% من المرضى النفسيين في المجتمع المصري يترددون على المعالجين الشعبيين طلبا للعلاج .

وطبقا لتقارير المركز القومي للبحوث ( سبتمبر 2003 ) فإن في مصر مليون مواطن يعتقد أنه ممسوس بالجن وثلاثمائة وخمسون ألف شخص على الأقل يعملون في مجال العلاج بإخراج الجن ويطلق كل منهم على نفسه لقب معالج أو شيخ .

أرى أن المجتمع بالغ كثيرًا في الحديث عن عالم الجن والسحر والحسد بحيث اختلطت الحقيقة بأضعافها من الخيالات والأوهام والحكايات وعلق كل شيء في عقول العامة فما الحل للخروج من كل تلك الخرافات والأوهام إذا كان الإعلام نفسه يدعم هذه الخزعبلات فهو رغم كل شيء هو من يستطيع توجيه أو على الأقل لفت أنظار الناس إلى الحقيقة .

الكاتب

  • الوهم مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
4
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide






حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان