همتك نعدل الكفة
1٬567   مشاهدة  

يا مرأة من حليب البلابل.. حينما استنفذ « درويش » شاعرية الشعراء في وصف القدس

محمود درويش
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



محمود درويش وفلسطين

تركت نكبة فلسطين جُرحا غائرًا في وجدان كل عربي، ما جعلها مادة خصبة لإثارة مشاعر الشعراء والكُتاب، فحاولوا رسم القضية بصورة واضحة و إرساء الهوية العربية لفلسطين المحتلة .. رسموا تاريخ النضال و أصّلوا  روح المقاومة جيلًا بعد جيل .

ولعل أبرز هؤلاء الشعراء محمود درويش، فهو صاحب تجربة شعرية صادقة، حاول رسم القدس في كلماته فجعلها و ترًا موسيقيًا يعزف به على ضمير الإنسانية ، و جعل القدس ذاتها في أشعاره من حليب البلابل.

 

شاعرية «درويش» رسخت بكل صدق روح النضال، فكانت كلماته صرخة استغاثة للعرب والعالم يؤكد فيها على هُوية فلسطين مقابل  سياسية التهويد التي يتبعها المحتل الصهيوني .

القدس حليب البلابل

تسموا القدس في شعر «درويش»، وتنتشي بعنفوان التاريخ الملحمي التي خاضته ليس في التاريخ المعاصر فقط بل على مر الأزمان، لذلك حرص «درويش» في معظم أشعاره عن القدس على بث الحياة فيها رغم دمار الحرب، ولما لا وهي رمز ديني غائر في قلب كل عربي، تلك المدينة الصامدة في وجه المحتل  فيقول:

هنا القدس

يا امرأة من حليب البلابل، كيف أعانق ظلّي..

وأبقى؟

خُلقتَ هنا .. وننامُ هناك

مدينة لا تنام وأسماؤها لا تدوم، بيوت تغيّر

سكانها والنجوم حصى

وخمس نوافذ أخرى، وعشر نوافذ أخرى تغادر

حائط

وتسكن ذاكرة.. والسفينة تمضيمحمود درويش

 

كيف كان درويش صوتًا لكل فلسطيني يحن لوطنه؟!

فهم« درويش» العلاقة الكاملة الكامنة بين أبناء فلسطين ووطنهم، فهو اتحاد كامل بين التراب والجسد، اتحاد فهمه مبكرًا و صاغ على أساسه قصائد حملت من الفاعلية وقوة الحضور ما يُبرهن على أن شعور الشاعر شعورٌ فطريّ، وإذا ما تحدثنا عن الفطرة فتكون علاقة الأم بولدها تلك هي الفطرة في أوْجها فكانت علاقة فلسطين بالشاعر فيقول:

أحنُّ إلى خبز أُمي

وقهوة أُمي

ولمسة أُمي

وتكبرُ فيَّ الطفولةُ

يوماً على صدر يوم

وأعشقُ عمري لأني

إذا مُتُّ،

أخجلُ من دمع أُمي

نضال ….

شكّل« درويش» الشخصية الفلسطينية التي تنبعث منها نيران الغضب، تلك النيران التي تحرق المحتل لإثبات أحقيتها بالأرض، و استغاثات للضمير الإنساني في مواجهة القمع وسياسة التهويد التي يمارسها المحتل على كل فلسطيني فلا تفرقة بين صغير وكبير رجل وامرأة هو فقط محتل متمرس في سلب حقوق صاحب الأرض .

خُذوا حَذراً..

من البرق الذي صكَّته أُغنيتي على الصوَّانْ

أنا زينُ الشباب، وفارس الفرسانْ

إقرأ أيضا
بيت العائلة

أنا ومحطّم الأوثانْ

حدود الشام أزرعها

قصائد تطلق العقبان!

وباسمك، صحت بالأعداءْ:

كلي لحمي إذا ما نمت يا ديدانْ

فبيض النمل لا يلد النسور..

وبيضة الأفعى..

يخبئ قشرُها ثعبانْ!

خيول الروم..أعرفها

وأعرف قبلها أني

أنا زين الشباب، وفارس الفرسانْ!

محمود درويش

مَنْ يقرأ شعر محمود درويش يراه يعزف على أوتار الألم المكمم يعزف على أوتار الحقيقة المسلوبة.. أوتار تُقاوم الألم و الهزيمة، التي تتعرض لها فلسطين كل يوم.. فكان كل فلسطين فيها عازفًا ..صوت وترْ.

 

الكاتب

  • محمود درويش مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
1
أعجبني
1
أغضبني
1
هاهاها
2
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان