همتك نعدل الكفة
212   مشاهدة  

يحارب الشيطان و يوثق بطولات القديسين.. الوشم في الثقافة المصرية

وشم
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



انفرد الوشم بخصوصية كبيرة في الثقافة الشعبية، وأصبح جزء من معتقدات كثيرة لدى شعوب الأرض قديمًا، وربما قلّ الاهتمام بفن الوشم في الثقافة المشرقية الإسلامية لحرمته، لكنه ما زال موجودًا  ضمن أبعاد اجتماعية وممارسات ثقافية مورثة لدى هذه الشعوب .

الوشم في الأديان القديمة 

عرفت الحضارات القديمة فن الوشم، وقد ارتبط بالديانات القديمة، واعتبروه رمزًا شديد الخصوصية  في التعبير عن آلهتهم و الديانة التي يتبعها، كما كان للوشم دور آخر في الديانات القديمة، إذ كان وسيلة هامة لمحاربة الشيطان والقضاء على السحر الأسود.

وقد عرف المصري القديم الوشم، واستخدمه في علاج الحسد، وتعويذة تحارب الأرواح الشريرة، وقد استخدمته المصريات في الطرق التجميلية، ويقصد بها إما تزيين الجلد أو وضعه كإشارة معينة يميزها بها، وقد وُجدت جثث محنطة تعود إلى ما قبل سنة 4000 قبل الميلاد، لتؤكد على وجود وانتشار مثل هذه الفن.

وكانت المرأة المصرية في العهد الفرعوني ترسمه أسفل الوجه وتحت الشفة وفي ظهر اليد والرسغ، بهدف الزينة، أما الرجل فكن يوشم صورة طائر ما على صدغه أو رأسه لحمايته من الصداع،  وفي مواضع أخرى كان يضعه فوق الذقن أو الجانب الأيمن من الأنف لحمايته من ألم الأسنان، أو في نقطة في جفن العين لحمايته من أمراض العين.

ويقول بعض الباحثين إن انتشار الحلي فوق أجزاء معينة في العصور الحديثة كمنطقة الأنف أو الحاجب أو الشفة هو امتداد لما كان موجودًا قديمًا في بعض الحضارات التي استخدمت الوشم بهذه الطريقة.

الوشم عند المسيحيين المصريين 

وتحظى الوشوم  عند المسيحيين المصريين باهتمام بالغ، إذ نجد أتباع المسيحية في مصر يرسمون القديس ماري جرجس وهو يمطي جواده يقتل الشيطان، في صورة التنيين أو الثعبان العظيم ليعبر عن فترة كفاح المسيحيين إبان انتشارها.

وشم
وشم ماري جرجس

ويوشم المسيحيون في مصر هذه الصورة على اعتبار أن القديس ” ماري جرجس” من أشد رعاة المسيحية، خلال حكم الرومان مصر، ولأن ارتباط الدين لا ينفك عن الموروثات الشعبية والثقافات المحلية فإن الفنان المصري قد اتخذ من أيقونة ” ماري جرجس” وهو يمتطي جوادة مادة خصبه لربطه أو تفاعله مع البيئة المحيطة، فقد صوره وهو  رمحًا طويلًا يقتل به ثعبانًا ضخمًا يحاول أن يلتهمه  في حين تواليه غادة عذراء طائرة اللب مشفقة عليه من هول المعركة.

وشم الصليب 

إقرأ أيضا
صوفي حبيب جورجي

ومن التقاليد الدينية المعروفة عند المسيحين هو رسم الصليب على اليد اليمنى منذ الميلاد ويظل مرافقًا لهم وحتى الموت، وفي سياق التقليد المسيحي أنه إذا ذهب مسيحي إلى أورشليم فإنه يوشم السيد المسيح في قيامته وتحت الصورة يوضع سنة الزيارة، وقد استمد المسيحيون هذه العادة من الموروثات متعارفة في مصر الفرعونية يذكر المؤرخون أن أقدم وشم عثر عليه كان في ‏مومياء‏ ‏أمونيت‏ ‏كاهنة‏ ‏الإلهة‏ ‏حتحور ومرضعة‏ ‏مونحتب‏ ‏الثاني .

وشم
وشم الصليب

بعد هذا العرض التاريخي يجدر الإشارة إلى أن الوشم وُجد منذ القدم، وأصبح فنًا يتفاعل مع البيئة، وما تركته من معتقدات وعادات موغلة وظهر في استخدام المسيحيين المصريين لهذا الفن امتدادًا لما كان فعليه في الحضارة المصرية القديمة .

اقرأ أيضًا : كسوة الشتاء حسبة الأسرة المصرية منذ عقود 

الكاتب

  • الوشم مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان