يحيى سينماتيك .. الذين ندهتهم النداهة
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
ناقد وليس بناقد .. مؤرخ سينمائي لا يؤرخ السينما .. ان شئت قل زاهد أو درويش سمع صوت نداهة السينما فلبّى النداء ، رجل قرر أن يجلس في السينما عندما يغلقون الباب بعد آخر حفلة حين لا يتبقى أحد فيها ، أحد الذين قرروا أن يقتفي أثر أقدام الذين سحرتهم السينما لكنهم أصبحوا متخصصين ، ظاهرة لم تتجاوز مدتها فترة كبيرة ، لكنها صاحبة تأثير لا بأس به ، أكونت شخصي على فيس بوك يدعى يحيى سينماتيك ، يعتبر هذا الأكونت حاليًا مبيتًا شتويًا للسينمائيين من مخرجين لكُتّاب سيناريو لفنيين ، ظهر فجأة فحقق انتشارًا واسعًا بين ناس الفن .. ما السر وراء هذا الغريب؟
عامل بشركة شحن وتفريغ بمطار القاهرة منذ خمسة عشر عامًا ، يسكن بمنطقة المرج .. عم يحيى حسني ، زهد في كل ما يمكن أن يسعد الإنسان ، وضبط ترمومتر مزاجه بالموسيقى التصويرية للأفلام ، جمعتني به مكالمة تليفونية قال فيها أنه يعشق السينما والسينمائيين ، يرى أن مهنة الفن هي أرقى المهن في الحياة ، لديه ولدين وابنة ، يتمنى لو يعملون جميعًا في الفن ، يمتنى لو ترك هو وظيفته وعمل بالفن ، يتمنى أن يقدر الناس في المناطق العشوائية تحديدًا قيممة الفن على العموم والسينما على الخصوص .. يرى أن أفضل حدث صادفه في حياته ، حين حاول أن يتصل بالزعيم عادل إمام بعد أن مرر له أحد أصدقائه رقم زعم أنه رقمه ، فقرر أن يحاول الاتصال به يائسًا في أن يرد ، وفجأة جاءه الرد : ألو .. مين معايا؟ .. قال عم يحيى : أحسست أن الدنيا مش سيعاني ، لم أعرف ما يمكن قوله ، أو ما يمكن فعله ، تلجلجت ، تلعثمت حتى أخبرته من أنا ، ومن أكون ، ورحّب بي الزعيم قائلًا : عشت يا اخويا ، وكانت مكالمة قصيرة مقتضبة لكنها تحمل من الحميمية مالا كنت أتوقعه . يقول عم يحيى أن ثمة شئ يجذبني للسينما لا أعرف ما هو بالتحديد ، لكن كل ما يقترب من السينما كعمال أو كفنيين أو صحفيين أو نقاد ، أشعر بأنهم أهلي ، وبأنني من هذا الوسط منذ النشأة ، مع أنني لا يمكن وصفي بغير مشاهد أو عاشق .. الفن عندي أهم أحيانًا من الأكل والشُرب ، وعن الانتشار الواسع الذي حققه حسابه الشخصي على فيس بوك قال بأنه لا يشعر بكل ذلك ، فقط أفعل ما أحبه في هذه الحياة : الحديث حول السينما .
تنده نداهة الفن أحيانًا على أناس أحيانًا تظنهم سيلبون النداء ، وبالفعل يلبّون ، سبق وأن ندهت على الحاج سعيد الطحّان ، المُتيّم بصوت الست أم كلثوم ، لفّ وراء صوتها المسارح المصرية وغير المصرية حتى أفلس وانتهى به الحال مريضًا ملقى على قارعة الطريق، لكنه يؤنسه صوت الست ، لذلك قررت الست أن تعيد له بعضًا من المال ليتمكن من حضور الحفلات … كثيرون مثل سعيد الطحّان ويحيى حسني وغيرهم ممن لم نعرفهم .. فنداهة الفن لازالت تريد المزيد .
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال