همتك نعدل الكفة
400   مشاهدة  

يرقص الأمراء وينثرون الذهب على الراقص.. كيف بدأ الرجال الرقص ومن أشهرهم

رقص الرجال


لم يكن الرقص في عصر الحضارة العربية قاصرًا على النساء، فكانا عامًا على الرجال والنساء وشائعًا عن الخاصة، فالامراء في عصر السلاطين المماليك بمصر كانوا يرقصون في الحفلات التي يقيمها سلاطينهم، فالملك الاشرف خليل بن قلاوون حين اتم قصره سنة 692 صنع مأدبة لم يصنع نظيرها ودعا اليها الامراء ليحتلفوا ببناء القصر، رقص الامراء ونثروا اكياس الذهب على كل من قام منهم

وكانت لرقص الجماعات تقاليد وعادات يجب مراعاتها في مراقصهم بدقة، ومنها عدم التشويش على الراقصين، وان لا يرقص من لا يحسن الرقص او من يُستثقل رقصه ويلوح للجميع منه اثر التكلف وكان ذلك متبعًا حتى في رقص الصوفية

من عمل الكهان ورجال الدين، عُرف الرقص، كانت تقام الحفلات في الهياكل، فيرقص الكهنة والكاهنات حول المذبح، ويتموجون على نغمات الطبول والأبواق، ولكل موجة من موجات الجسد لها معنى وهدف، وعلى
حد زعمهم يكرمون برقصهم آلهتهم، ويستدرون عطفها، ويتحاشون بها غضبها. وكان اليونانيون اشد خلق الله بالرقص واهتمامًا به، ولم يفرقوا بينه وبين أى فن آخر..بل امتزجت كل الفنون عندهم بجميع مظاهر الحياة العامة كلها

يقول الاصفهاني:( ان كبيش وعبد السلام الراقص، كانا من أرقص الناس عند عرب الجاهلية) وفي موضع آخر يقول: ( ان اسحق الموصلي نابغة الموسيقى العربية قد فاقهما في الرقص، وعندما قام ورقص طربًا فكان والله احسن رقصًا من كبيش وعبد السلام، وكانا من ارقص الناس)

اما الخلفاء العباسيين فقد حشدوا في قصورهم المغنيين والموسيقين والعازفين، ويقال انه كان في قصر الخليفة هارون الرشيد ثلثمائة غانية حسناء من كل جنس ووطن، بالإضافة إلى الندماء والمضحكين، وكانت الجارية لا تستكمل المحاسن كلها ولا تبلغ منزلة عالية، ولا تمتلك قلوب الخلفاء والوزراء الا حين تجمع جمال الوجه والصوت وبراعة الرقص والغناء.واشتهر في الأندلس عدد من المغنيين والراقصين ومن الذين اشتهروا بالرقص ووفدوا على ملوكه وطافوا ممالكه، حيدر بن احمد ابن ابراهيم ابو الحسن واخوه ابراهيم الشاب الظريف، وجاؤا الى الملك الاشرف بمصر وذاع صيتهم في الرقص والموسيقى.كما ذكر ابن حجر في الدرر الكامنة

واشتهر بالرقص ايضًا «جعفر الراقص» مخترع خيال الرقص، فكان يرقص وراء ستار شفاف فتنعكس بفعل الاضواء للمتفرجين، وشاع اللعب به عند نساء الشرق وجواري مصر والعراق وغيرهما، وكانت مدينة اشبيلية مدينة الطرب والسرور، واهلها اشد حبًا للرقص، كما ذكر الشقندي في رسالته في .فضل الاندلس على بر العدوة

 وقد ذكر ابن خلدون ان الناس قد اولعوا بالرقص وشغفوا به، عندما اصبح فيها معلمون للرقص فقال:« ومن وجوه المعاش في مصر لمنتحلها بل تكون فائدتها من اعظم فوائد الاعمال لما يدعوا اليه الترف في المدينة مثل الدهان ومعلم الغناء والرقص واذا كان العمران خارجًا عن الحد كما بلغنا عن اهل مصر ان فيهم من يلعم الطيور العجم والحمر الانسية وتعليم الحداء والرقص»

إقرأ أيضا
الجمال النائم

 

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
1
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان