يسلم لي اللي بيغار .. مروان خوري .. القدرة على إبهار المستمع في كل مرة
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
يمثل مروان خوري حالة فنية غريبة ومثيرة للدهشة في آن واحد، فنان يكتب ويلحن ويغني وأحيانا يقوم بالتوزيع الموسيقي بالإضافة إلى عزفه المتمكن سواء على البيانو أو الكيبورد، تلك الحالة الغريبة تكسر اسطورة المثل الإنجليزي “صاحب الصنائع السبع لا يجيد أي صنعة” حيث تجده يجيد في كل ما يصنعه وبإتقان شديد.
المثير للدهشة في مروان خوري هو أنه يلعب في مسارات محددة لا يخرج عن إطارها سواء في أفكار أغانيه وطريقة تناولها شعريًا أو في بنية الألحان ومع ذلك قادر على إبهارك بكل مرة بشئ جديد ومختلف.
يدور أغلب طرح مروان خوري حول المواضيع العاطفية ومحاولة تفكيكها بشكل مبسط خالي من التكلف وفي نفس الوقت يخرج منها بعدة مواضيع شائكة لم يطرقها أحد من قبل مع بناء لحني يحمل بصمته الموسيقية الخاصة التي تجعلك تعرف الأغنيات التي كتبها ولحنها وغناها غيره من المطربين والمطربات.
يعود مروان خوري بأغنية منفردة جديدة بعنوان “يسلم لي اللي بيغار” من كلماته وألحانه وتوزيع الكساندر ميساكيان.
الكلمات:
تنثر كلمات خوري سحرًا عجيبًا يعطيك لمحات عن عاشق متيم لا يتغزل في المحبوب بشكل فج او مبتذل بل يقدمه لنا في أبهى صورة ممكنة.
يعيد خوري غزل مفردات قاموسه الشعري الخاصة ليقدم لنا حالة متماسكة في الفكرة عن المرأة التي يعشقها وعن حالة الحب التي لا تخلو من مشاكل أو صعاب وينتصر الحب العميق الذي يربط بينهما في النهاية.
“يسلملي الروقان – يسلملي الدوبان – قهوة وسكّر بيدوب – عم يغرق بفنجان – صُبح منوّر ورايق – ورد الاحمر سياجو – اول ما بيبقى فايق – شو بْحِبّلّو مزاجو “
رغم أن خوري يعيد تدوير نفس قاموس مفرداته إلا أنه يجبرك على التعاطي مع الكلمات بسبب بساطتها وعفويتها وصدقها دون تكلف أو مبالغة.
الموسيقى:
في العموم لا تعتمد ألحان خوري على التطريب القح المبالغ فيه ويبدو كل همه هو التعبير عن فكرة الكلمات وهي سمة يتفرد بها لأنه غالبًا يكتب كل كلمات أغانيه ولو بفرض صاغ اللحن أولًا فحتمًا سوف يكتب كلمات تتناسب مع أجوائه لذا دائمًا ما نجد حالة تطابق شديدة بين الكلمات واللحن.
على مقام النهاوند العاطفي يسير اللحن بتدفق عالي جدًا وجرعات رومانسية حالمة يحمل نفس التقطيعات التي تميز ألحان خوري في العموم بالأخص في جملة السينيو “يسلم لي اللي بيغار” مع قفلات متماسكة جدًا عبرت عن تلك الحالة الرومانسية بسلاسة شديدة.
توزيع الكساندر ميساكيان عبر عن تلك الحالة العاطفية باقتدار شديد، البداية من الجيتار الأكوستيك الحالم جدًا خلفه كوردات بيانو رقيقة جدًا صاحبت غناء خوري في المطلع، يدخل الإيقاع مع جملة لحن السينيو، جملة الفاصل رائعة جدًا غير مستنسخة من اللحن باّلة القانون يصاحبها كوردات هلامية غالبًا معزوفة بالكيبورد وإيقاع مقسوم بطئ، فينالة الأغنية أكثر من رائعة بجمل وتريات خاطفة مع كوردات البيانو حتى ينهي خوري الأغنية بصوته.
يواصل خوري في أغنيته الجديدة الحفاظ على نسق تجربته الفنية التي تغرد خارج السرب مع قدرة عالية على ابهارنا بنفس الدرجة التي أبهرنا فيها أول مرة.
الكاتب
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال