همتك نعدل الكفة
2٬443   مشاهدة  

يصنعون الأصنام ولدينا ذاكرة السمك..فماذا نحن فاعلون؟

الأصنام


يقولون في الأثرإنه في زمان بعيد مات قوم صالحون، فأحب أهلهم أن يتذكروهم، حتى لا يحيدوا عن فعلهم الصالح في الدنيا، فصنعوا لهم تماثيل لتذكرهم بهم وبفعلهم، ومع مرورالزمن فُتنت الناس بتلك التماثيل فكانت الأصنام التي يتقربون بها إلى الله زلفى.

و يقول الأديب الكبيرالراحل نجيب محفوظ ” آفة حارتنا النسيان”.

فكيف الحال بنا في هذا العصر الذي تصنع فيه الأصنام ، ويا ليتها لقوم صالحين، وفي زمان صارت فيه ذاكرة السمك هي السائدة؟!

أصنام هذا العصر أصبحت تصنع بإيدى التابعين والمهووسين، أو بلغة هذه الأيام الأولتراس.

فكل مشهورفي بلدنا لديه من يدافعون عنه بالحق أوبالباطل، هذه مهمتهم في الحياة، منهم المنتفعين من وجوده، أوالمؤمنين بأفكاره، أوالمأجورين بالمال، وإذا اقترن هذا الدفاع بالجهل، كلما زادت الطينة بلة.

فإذا قررت يوما ما طرح وجهة نظرأوإنتقاد لموقف لهذا المشهور، قامت الدنيا عليك، فلقد كفرت بما فعلته.

في العالم كله تحسب على الشخصية العامة مواقفها، وانتمائتها الفكرية،  كما تحاسب أيضا على ما تقدمه من منتج ثقافي أو فني ولكن بمنظور نقدي. فهي تخطيء وتصيب وكما قال سيدنا عيسى” من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر”.

أما في بلادنا فإن قمت بنقد موقف لصنم من هذه الأصنام ، فلقد صبئت، وستجد أولتراس كل واحد منهم ينهال عليك بالسياط، على الرغم من أنك تنتقد تضارب في المواقف أوالأفكار ولا تنتقد شخصه لشخصه.

ولكن  هذا غير مسموح، فهذا شيخ جليل، وهذه فنانة مشهورة وهذا إعلامي لا يخرج الباطل من بين يديه،  فمن نحن لنذكّر الناس بمواقف لهم تتعارض مع ما يقولون أويفعلون أو يدعون به. وبالطبع لا ندعي إمتلاك الحقيقة. ونترك لمن يقرأ الحكم.

عندما نتسائل هل عقلك يصدق شيخا يدعوك ليل نهار للتقشف وهو يعيش حياة رغدة فارهة؟ يقال: من أنتم لتنتقدون هذا الشيخ الجليل.

 وعندما نندهش من فنان أو فنانة يحدثك كل يوم عن أهمية تشجيع منتج بلدك، وهو لا يتعامل معه على الإطلاق؟! أوفي يوم ما فرط في جزء من موروثه الفني من أجل المكسب المادي فقط؟ يقال لن نسمح لك بتشويه الرموز، من أنت لتسأل؟!

وعندما ننتناقش هل يجوزأن تصدق إعلاميا نافق كل سلطة حكمت، إن دعاك لموقف ما؟! فيكون الرد أنت حاقد على ما وصل إليه من شهرة!

على الرغم من أن القضية ليست شخصية على الإطلاق أو من ضد من.

 القضية هي الدعوة لإعمال العقل، تلك الفريضة الغائبة.

القضية بأن نحاول أن تعود الذاكرة لتلك الأسماك.

القضية هي الدعوة لأن نفعل مثلما فعل  سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام  منذ أكثر من 1400 عام عندما حطم أصنام الكعبة، وشهد بوحدانية الله.

 

ًإقرأ أيضا

عاش مجتمع الذكور

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان