يهود الفلاشا في إثيوبيا ..أصل مجهول وتفاهم بين تل أبيب وأديس أبابا
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
رسمت عدة مراحل تاريخ يهود الفلاشا في إثيوبيا مع التهجير إلى إسرائيل، لأسباب لا يعلمها كثيرون، إلى أن عاد ملفهم حينما وقعت سلسلة أعمال شغب منهم في إسرائيل خلال السنوات القليلة الماضية.
قصة يهود الفلاشا في إثيوبيا
كلمة “الفلاشا” مشتقة من اللفظ العربي “فالاشاة” بمعنى يهاجر أو يدخل الأرض غصبًا، وهي تطلق على اليهود الإثيوبيين الذين أقاموا في منطقة بحيرة تانا شمال غرب إثيوبيا، وردت أخبار يهود الفلاشا لأول مرة في القرن السابع عشر الميلادي، حيث كتب أحد الرحالة اسمهم دون ذكر تفاصيل ثم ورد أسماءهم في تقرير لأحد مستشفيات منابع النيل سنة 1790 م.
اقرأ أيضًا
اليهود في ثورة 1919 .. كلام لم ولن يجرؤ سعد الدين إبراهيم على قوله
يشير عبدالوهاب المسيري في موسوعته عن اليهود والصهيونية إلى أن الباحثين اختلفوا حول أصل يهود الفلاشا، إذ أن بعض المؤرخين اعتبرهم أحفاد يهود اليمن تم جلبهم من دولة حمير حينما غزاها ملك أكسوم وكان يحكمها ذو نواس.
واعتبر الباحثون أن يهود فلاشا هم أحفاد هؤلاء الأسرى، وعلى هذا يكون بداية دخول اليهودية إلى أثيوبيا في القرن السادس الميلادي ، بعد أن كانت المسيحية قد دخلتها في القرن الثالث- الرابع الميلادي.
مجتمع داخل إسرائيل
بدأ الاهتمام الصهيوني بيهود الفلاشا لأول مرة عندما تحرك بعثة علمية بقرار من رجل الأعمال اليهودي سولومون رابوبورت عام 1900 لدراسة مجتمع اليهود الإثيوبيين، حيث أراد أن يجعل لهم مستعمرة في السودان، أما أبراهام قالانت بعد 7 سنوات فكرر نفس المحاولة وحاول التواصل مع المعتمد البريطاني لكن تكللت هذا الجهود بالفشل لتمسك يهود الفلاشا بإثيوبيا ورغبتهم في عدم الاتصال بيهود الخارج بسبب الحرية التي تمتعوا بها في إثيوبيا بالإضافة إلى أسباب دينية تحرم عليهم التعامل مع غيرهم من الملل.
بدأت الخطوات الجدية من إسرائيل في اعتبار يهود الفلاشا جزءًا من الدولة المزعومة عام 1977 بسبب قلة الهجرة إلى إسرائيل، نقل نحو 2500 شخص في عملية موسى الأولى، ثم جاءت ثاني عمليات التهجير خلال عام 1982 م وتم نقل 25 ألف من إثيوبيا إلى إسرائيل، وساهمت السودان في عام 1983 بنقل آلاف الفلاشا إلى داخل فلسطين وظلت عمليات التهجير حتى عام 2012 عبر عملية أجنحة الحمام حيث سُفر حوالي 7846 من يهود الفلاشا إلى إسرائيل.
تُظْهِر التقارير الإسرائيلية الرسمية حال يهود الفلاشا وما يتعرضون له من عنصرية فمثلاً يحصل 55.4% فقط من طلاب المدرسة المنحدرين من إثيوبيا على الشهادة الثانوية، ينال 39% منهم الشروط اللازمة للالتحاق بالجامعات، ومتوسط الدخل الشهري لعائلات اليهود الإثيوبيين أقل بنسبة 35% بالمقارنة مع المجموعات الأخرى في إسرائيل.
مع وقوع أعمال الشغب بين الأمن الإسرائيلي ويهود الفلاشا عام 2019 تبين أن الإسرائيليين لا يزالون ينظرون إلى المهاجرين الإثيوبيين نظرة دونية ويتعاملون معهم بسياسي التمييز العنصري النظامي الممنهج.
هل تهجيرهم لا زال مستمرًا ؟
لم تتوقف عمليات التسفير ليهود فلاشا فآخر كان يوم الثلاثاء 25 فبراير الماضي حيث وصل 43 مستجلبًا من يهود الفلاشا إلى فلسطين المحتلة، على متن رحلة جوية قادمة من مطار العاصمة الأثيوبية أديس أبابا.
توضح وسائل الإعلام الصهيونية أن تسفير يهود الفلاشا جزء من محاولة من رئيس حكومة الاحتلال المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو، تشجيع يهود الفلاشا على التصويت لحزب الليكود، في انتخابات الكنيست، ولم تتخذ السلطات الإثيوبية أي إجراء حتى الآن
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال