يوميات القلق..متى ستتوقف عن استجداء الآخر ليقبلك؟
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
القلق عندما يتغذى على روحنا يعطلنا ذلك خصصنا مساحتنا الحرة “يوماتي القلق” لهؤلاء من يعانون منه أو من يتعايشون مع اضطراب القلق العام الذي أحيانا تكون شدته قوية على فئة من الناس تجعلهم في معاناة حقيقية.
وربما تختلف تجربة كل شخص عن الآخر في طرق محارباته لهذا التوتر، أو تعافيه منه لو كان مجرد عرضيا ومرحلة أخذت وقتها وانقضت.
ولكن هناك من يلازمهم القلق كظلهم بالضبط، وشبهته بمقال سابق أنه كالضفدع يقفز في رأسك ومعه أخوته من الضفادع ليتسابقوا بمجموعة من الأفكار القلقة التي تبدأ دائمًا بماذا لو وتنتهي بمصيبة ما تدعو للتوتر والخوف.
واستعرضنا في مقالات سابقة بيوميات القلق أكبر الأسباب التي تدفعه للازدياد والسيطرة على الإنسان، كما استعرضنا أيضا الفرق بينه وبين القلق المرضي.
وفي عجالة سريعة جدا سنلخص التوتر الطبيعي والمرضي؛ والطبيعي هو الذي يدفك للانجاز؛ كقلقك من الامتحان الذي يدفعك للمذاكرة.
بينما القلق المرضي الذي يدفعك للعكس، يأكل من روحك بأفكار مضطربة تقول لك دائما أن هناك مصيبة ما ستحدث. أو تسيطر عليك بأفكار منذ سنوات مضت تراجع فيها ما قد فعلت وتسبب لك القلق حول تصرفاتك مع الناس.
أما الأسباب التي تزيد من القلق اللعين، فكان من أهمها القلق من أحكام الآخرين علينا. واليوم سنتحدث عن سبب يقترب لهذه النقطة؛ وهو الخوف من عدم قبول الآخرين لنا.
ومن أكثر الأسباب التي تجعلنا في توتر مستمر انشغالنا بفكرة قبول الآخر لنا. عندما نتعرف على أشخاص جدد ينتابنا توتر طبيعي حول كيف سيدور الحوار بيننا، وهل ستكون القعدة خفيفة؟
.هل عاني توفيق الحكيم من القلق؟
ولكن من يعانون من التوتر أحيانا تلازمهم أفكارا متطرفة وتكون الأسئلة التي تدور برؤسهم مختلفة عن مشكلة قبول الآخريين لهم، وربما تدفعهم للتوتر في مقابلات العمل أو التعرف على مجتمعات مختلفة.
وأحيانا تجعلهم يبذلون مجهودا كبيرا كي يكسبوا ود وقبول الآخرين لهم، بالتودد وتقديم الخدمات بلا حدود، أو بالهدايا الكثيرة على سبيل المثال.
وبكل تأكيد في العلاقات بذل المجهود بشكل كبير من طرف واحد لا يحبذ على الإطلاق، كما أن قبول الأخرين لنا لا يكون بهذا الشكل الذي يتحول لاستجدائهم لقبول صداقتنا أو قبولنا كما نحن.
إذن فما العمل قبل التعرف على جتمع جديد؟..العمل الوحيد هو الانشغال بأن نتقبل أنفسنا . فإذا كان الانسان لديه مشكلة ما مع شكله، فليس عيبا أن يبدأ في الاهتمام بمظهره وبعمل بعض التمارين الرياضية.
وإن كانت ثقته في نفسه مهزوزة بسبب قلة معلوماته، فليبدأ في أن يثقف نفسه، وستعطيه الثقافة ثقة بنفسه مختلفة.
المهم بالأمر أن يأخذ كل إنسان قلق فترة تدريب طويلة يفرز فيها مميزاته ويتقبل فيها عيوبه وظروف حياته وتنتهي فترة التدريب هذه بقبوله بنفسه بكل هذه المميزات والصفات والعيوب والظروف التي خلقه الله عليها.
وعندما يبدأ الإنسان في تقبل نفسه فسيتقبله أشباهه من الناس، وليضع دائما قاعدة أن من يريد قبوله فيا أهلا وسهلا به، ومن لا يريد قبوله فيا مع السلامة بكل ود واحترام.
ودون أن يضغط الإنسان على نفسه فعليه تصديق هذا الكلام، وعليه أن يحيط نفسه بمن يتقبلونه ويدعمونه فقط حتى لا يقع به القلق في بحر من الأفكار السلبية التي لا تنتهي.
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال