همتك نعدل الكفة
3٬164   مشاهدة  

يوميات طالب الكلية الحربية (٢) .. فترة المستجدين

الكلية الحربية
  • كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



توقفت في مقالي السابق يوميات طالب الكلية الحربية (١) .. البداية عند اجابتي الساذجة لسيادة اللواء نائب مدير الكلية الحربية بأنني لا أحب العدس، عندها استدار سيادة اللواء وأشار للصول المسؤول عن مطعم الكتيبة الثانية التي ترتدي الكتافات الخضراء، تتمايز الكتائب في الكلية بلون الكتافات بدلا من الرتب، فترتدي الكتيبة الأولى الأصفر والثانية الأخضر والثالثة الأزرق والرابعة الأحمر وهكذا حتى السادسة، وتتميز السنين بشريطة بيضاء واحدة للسن الأولى وشريطتين للثانية حتى أربعة شرائط للسنة النهائية – .

يسرع الصول ويضع حلة كاملة من العدس أمامي، ينظر لي سيادة اللواء بعيون خالية من أي مشاعر قائلا

  • كُل

أتلفت حولي حالما بأن يكون الأمر موجها لأحدا غيري قبل أن ألتقط معلقتي وأبدأ في تناول العدس لأول مرة في حياتي  – ١٧ عاما – لأقع في غرامه بقية العمر بعد ذلك، لأدخل في أزمة جديدة.

الكلية الحربية مصنع الرجال، كذلك أعتقد كلية الطب وكلية الهندسة إلخ إلخ، مصر هي مصنع الرجال والنساء معا

سبق أن ذكرت أن واقعة العدس كانت في اليوم الرابع من دخولي الكلية الحربية، لكنني نسيت أن أكشف سر عدم دخولي الحمام طيلة هذه الأيام الثلاثة، لأن كل دورات المياه في الكلية الحربية هي حمامات بلدي – لأنها الأكثر صحية – ولم أكن معتادا على استخدامها نهائيا، لكن بعد حلة شوربة العدس التي شربتها عن بكرة أبيها، صرخت طالبا من عريف المستجدين دخول الحمام.

ولمدة تزيد عن ساعة ضاع علينا فيها طابور التفتيش الطابور الرئيسي لليوم في الكلية الحربية، لأن مبنى محمد فريد الذي تقع فيها الكتيبة كفيل بأن تتوه فيه لعدة ساعات قبل أن تحفظه، فلم يتمكن عريف المستجدين من تركي وحيدا.

معاناة الحمام البلدي لمراهق لم يعتدها تشبه أول تمرين سكوات لمستجد دخل الجيم، أو محاولة ربط الحذاء لصاحب كرش قيم يمنعه من رؤية قدميه

أن تجري لمدة ٤٥ يوما كفيل بأن تصبح شخصا أخر

هناك قانون غير مكتوب في الكلية الحربية أن الطالب المستجد عليه أن يجري منذ مغادرة الفراش في الخامسة والنصف صباحا حتى يعود له في العاشرة مساء، وبالفعل لم أتوقف ومعي دفعتي عن الجري طيلة فترة المستجدين، وحدها تلك اللحظات التي أمسكت فيها سلاحا وأطلقت النار كانت قيمة لمراهق وهبه السلاح شغفا وقوة ما.

كان التباري في التمارين الرياضية وحفظ فك وتركيب السلاح وسرعة أداءه مع الحركات العسكرية ووجودنا داخل ميادين الرماية ايحاء بالقادم والذي تعدنا الكلية له.

أو تلك اللحظة التي يصرخ فيك معلم ما يرتدي رتبة ما لم تعرفها بعد بحكم جهلك بالحياة العسكرية، أن القوات المسلحة وضعت النجوم على كتف الضابط لأن رأسه يجب أن تكون أعلى من السماء الدنيا.

لكن زيارة المستجدين التي كانت تتم كل يوم جمعة خلال الاسابيع الستة التي كنا فيها في فترة المستجدين

حملت الجديد والجديد.

إقرأ أيضا
مرسي بركة

استيقظت صباحا سعيدا بموعد الزيارة، أحلم برؤية والدي وأمي وأخوتي وأصدقائي، أستعد جيدا وأتحرك ضمن الصف نحو مكان اللقاء

يعلو صوت المطرب أمين سامي في ميكروفون الزيارة مغنيا “دلوعة الواد وحيلة”.

أتسائل من يقصدون

هذا ما سوف أحكيه في الجزء القادم من يوميات الكلية الحربية

الكاتب

  • الكلية الحربية أسامة الشاذلي

    كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
23
أحزنني
2
أعجبني
7
أغضبني
1
هاهاها
3
واااو
3


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان