932 مشاهدة
يوميات قلق ..الجيوب الأنفية في ظل الكورونا!
أقول لنفسي دائمًا أن العافية في التسليم للقدر، فما فائدة أن أمارس الرياضة وأشرب الماء الدافىء بعسل النحل لتقوية المناعة، وأعصر كيلوهات الليمون لأحولها لبراميل فيتامين سي، وأنا أصارع القلق الذي يزيده اشتعالًا التهاب الجيوب الأنفية؟
بالنهاية القلق بهذه الظروف الصعبة من الأمور العادية، ولكن تعالى معي أيها القارىء للحظات في دهاليز عقلي، اعتبرها مغامرة يا أخي، ربما فصلتك أسلاك مخي عن مشاكلك الخاصة.
أنا أعاني من مشاكل التهاب الجيوب الأنفية، وأعتقد أنني لست وحدي بهذه الأزمة، ودائمًا يهون على الإنسان أن يشعر هناك من يشعر بمعاناته، ويستطيع الإحساس بما يمر به.
إن كنت من أصحاب الجيوب الأنفية فبالتأكيد تفهم أن أخوتك في المعاناة يتعرضون لأزمات وعطاس متواصل بسبب هذه المشكلة مع تغير الفصول، وكلما تعرضوا بشكل مفاجىء لتيار هواء، أو رائحة نفاذة، أو كانت أيديهم باردة فوقعوا في الفخ ولمسوا وجوههم، أو دخلوا المطبخ وتعرضوا لدرجة حرارة مختلفة بداخله عن باقي الشقة، أو..كفاية كدة اختصارًا للوقت يعانون طوال الوقت!
قصة قصيرة لابد منها
قبل أن تسأل ما دخل زيد بعبيد أرجو أن تتحملني للنهاية حتى نعود لجيوبك الأنفية وجيوبنا جميعًا التي أعلنت التمرد. منذ أعوام عانيت من نوبة اكتئاب عنيفة، وتصورت أنني مريضة اكتئاب في حين تخلصت من الاكتئاب ورغبتي في الموت خلال شهر واحد بالعلاج!..
أمر أدهش طبيبة نفسية وجدت فتاة لا تستطيع التحرك من السرير إلا للضرورة والعمل لأكل العيش بعيون حزينة وأفكار سوداوية، تستعيد صحتها الجسدية والنفسية بفترة قصيرة ودون انتكاسات، وقالت لي بعد ذلك: أنا ما بخفش عليكِ.
بعدها بسنوات أخرى اكتشفت السر المدهش، لقد تحررت من الاكتئاب لأني لدي مشكلة مختلفة؛ اضطراب القلق، ومن شدة قلقي على نفسي وحبي لها لا أتركها لبراثن الاكتئاب، ولست عرضة لمرض الاكتئاب بتصنيف المختصين، وأتمنى أن أستمر على ذلك.
عودة للجيوب الأنفية
لأنني أخاف على نفسي أنقذتها من القلق قبل أن تزيد شدته لنوبات أو مشكلات تؤثر على حياتي، ولكن اجتاح الكورونا اللعين العالم كي يجعلني في حلبة مصارعة بيني وبين القلق من جديد، ويراقبنا من بعيد مع استعراض القوى التهاب الجيوب الأنفية.
تتصل بي صديقة تعاني من التهاب الجيوب الأنفية وتحكي شعورها بارتفاع خفيف في درجات الحرارة، تكسير بالعظام، وصداع وتختلف فتحة أنفها اليمين مع فتحة اليسار في مساعدتها على التنفس. تشتكي صديقتي خوفها أن تكون مصابة بالكورونا لتشابه الأعراض.
أقف حائرة أنا الأخرى مثلها تمامًا مع شعوري بهذه الأعراض بيوم صعب من التهاب الجيوب الأنفية ، والأصعب والأكثر رعبًا اليوم الذي يجتاحك فيه العطاس، فتحاول ألا تخرج من غرفتك إلا عندما تنتهي النوبة وتستطيع غسيل وجهك ويدك والملابس التي اشتكت من تكرار العطس.
من يعاني من القلق والتهاب الجيوب الأنفية بهذا الوقت الصعب يحتاج للدعاء، فهو يخاف طوال الوقت على أهله من نفسه، ويحاول الابتعاد برذاذه وعطاسه وضيق تنفسه والتهاب أنفه في غرفته معظم الوقت، فلنا الله حتى تنتهي هذه الأيام العجاف.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
