يوم أنقذ الشيخ مصطفى إسماعيل محمود السعدني من قضية
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
من قرأ كتاب ملاعيب الولد الشقي يعلم جيدًا مدى خفة دم عمنا محمود السعدني أعظم كاتب ساخر مر على مصر المحروسة. ولمن قرأ له أي مقال يعلم أيضا أنه يتمتع بحس (ابن النكتة) الذي لا يستطيع كتم الإفيه ولو أمام رئيس جمهورية.
حيث عندما طلب منه القذافي الكتابة بمجلة الفجر الجديد قال لها عنها أنها الفقر الجديد، ولم يستوعب أن النكتة خرجت من فمه سوى عندما تغير وجه القذافي وظن أنه لن يخرج من ليبيا سالما بعد هذا الموقف وخاصة أن القذافي كان يتفاخر بهذه المجلة.
وهذه واحدة من نوادر عمنا محمود السعدني الذي كان يقول أنه لم يرَ رجلا يضحك إلا وخلفه مأساة وكان يخرج النكات من رحم ابتلائته المتعاقبة التي دائما أقول أنها لو وزعت على خمسة أفراد لكفتهم، فلم يكن يخلص من مصيبة إلا أن تلاحقه أخرى.
ومن هذه المصائب الصغيرة التي لاحقته دعوى قضائية كانت وراء نكتة قالها عن الشيخ مصطفى إسماعيل، ولمن يكل للشيخ دورا فيها، فكان خلفها رجل محب للشيخ وجد أن النكتة التي كتبها محمود السعدني في مقال من مقالاته ما هي إلا تطاول على المقرىء الكبير، فرفع ضده دعوى قضائية، فيقول عمنا السعدني في كتابه “مسافر بلا متاع”
أقرأ أيضا…محمود السعدني روح مصر الطيبة التي لم تغادر ابدا
تناولت شخصيات رسمية كبيرة في حجم وقامة زعماء ورؤساء وزارات، ونشرت سطوري على صفحات مجلة ـ كلمة ونص ـ التي كان” يرأس تحريرها الفنان مأمون الشناوي، ولم يتحرك ضدي أحد، ربما لأنني كنت صغير السن ومجهول الاسم.
ولكني أخطأت الحساب مرة فتناولت رجلًا عظيمًا بكلمات ساخرة وكان هذا الرجل هو الشيخ مصطفى إسماعيل وكانت هذه أول دعوى تنظرها المحاكم ضد العبد لله وهي مسألة غريبة لأنني كنت أعشق مصطفى إسماعيل وأتبعه في كل مكان يذهب إليه
ولكن النكتة حبكت مع العبد لله فكتبت في نهاية المقال أقول: والشيخ مصطفى إسماعيل يدخن السجاير.. ويشرب الكازوزة و.. هل أقول..؟ لا.. فأنت من عشاق الشيخ مصطفى إسماعيل
ثم علمت بعد ذلك أن الشيخ لا علاقة له بالدعوى المرفوعة أمام المحاكم ولكنه اجتهاد أحد المحامين النشيطين. وقد تم سحب الدعوى بإشارة من الشيخ نفسه!”
والجميل في هذا الموقف تلقي الشيخ مصطفى إسماعيل الموضوع بشكل بسيط لأنه يعلم محبة السعدني له ويعلم جيدا حبه للفكاهة وعدم قصده أبدا الإساءة، ويبقى هذا الموقف من المواقف الظريفة في حياة السعدني المليئة بكل مثير .
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال