همتك نعدل الكفة
124   مشاهدة  

يوم في التأمينات بعد ميكنة الألفينات

التأمينات
  • شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



لأني من حوالي عشرين سنة وأكتر فقدت أعصابي على موظف بيطبق لوايح عبثية، في موقف جنوني لولا تدخل ولاد الحلال ووجود ظابط رحيم إحتواني كان زماني ضيف مع مدام راوية راشد في خلف الأسوار.

مشهد شديد العبثية سايب آثار لسه بعضها مأثر في حياتي لحد النهارده، زي إني كل ما أحتاج أقدم أوراقي لأي جهة لازم أرجع المنطقة التعليمية أستخرج بيان نجاح “مُوَجْه”؛ “بيان نجاح” يعني ورقة رسمية تُفيد بنجاحي وفيها درجاتي، أما “مُوَجْه” فدي معناها إن مش من حقي أستخدم المُستخرَج نفسه في أي مكان تاني، ولو إحتاجت الشهادة مرة تانية لازم أعيد المشوار مرة تانية.

ده غير حاجة تانية حصلت بعد أكتر من رُبع قرن.

فرصة عمل

في ظل الظروف التي تمر بها البلاد ومسحول فيها العباد أخيرًا أحد الصحاب الكُتار فشخ كلمني يعرض عليا شُغل في مركز أبحاث؛ وطِلعِت التفاصيل حلوة خالص والمرتب يخلي المواطن يقدر يرجع يشتري السجاير بالعلبة من غير ما يخاف.

عملت المُقابلة وإتكلمنا فالتفاصيل الفنية والتنظيمية وفي الأخر طلبوا مني شوية بيانات بسيطة تخص الجانب الإداري.. من ضمنها إيه؟. اسم الله على نباهتكم.. “الرقم التأميني”.

بلغتهم أني مش متأمن عليا في أي جهة.. فطلبوا أني أعمل استعلام على موقع “هيئة التأمينات”، نفذت الاقتراح فظهر إن ليا “رقم تأميني”، سجلته وبعته “للموظف المُختص”.. اللي بلغني “إن الرقم لوحده كده ماينفعش”، ولازم أروح أجيب “برينت تأمينات”.

إتصلت بالاستعلامات وعرفت إنه تم -ولامؤاخذة- ميكنة الخدمة، وبقى ينفع أسحب الورقة دي من أي مكتب تأمينات، وقد كان.

يلا بينا.. إلى هناك

في الصباح الباكر وبعد سؤال السيد Google، كرم الله سيرفراته، عن مكان أقرب مكتب تأمينات من بيتي الحالي، فمشكورًا دَلّني على مكتب يبعد عني بحوالي خمس ولا سِت محطات؛ بس يلزَملُه مواصلتين.

سألت سواق الميكروباص الأولاني هل هيكمل بعد الحصري؛ فرد بالإيجاب وسألني “رايح فين بالظبط”، رديت إني رايح “شارع الكنيسة.. عند التأمينات”، فتطوع أحد الركاب سائلًا:

  • أنت عايز التأمينات؟ ولا عايز الكنيسة؟
  • عايز التأمينات اللي في شارع الكنيسة.
  • وليه المشوار ده كله؟!؛ ما تروح المكتب بتاع هنا!
  • هو هنا فيه مكتب؟

أمِّن الركاب على نصيحته في شكل هتاف جماعي وحماسي بشكل غير مبرر.

  • أه.. في المجاورة التانية هنا.

سمعت كلامهم ونزلت من العربية عديت الناحية التانية، ووقفت مستني أول ميكروباص يعدي. وأنا مستني إنتبهت إني قصاد فرع “فوري”، فقلت أستغل الفرصة وأشحن كارت “مواصلات مصر”* بدل ما بقاله شهر فاضي؛ بسبب إختفاء السادة الشَحيّنَة بتوع الشركة في ظروف غامضة.

إختفاء مش عارف مجرد صدفة تخص حظي ولا قرار من الشركة عشان تجبر حملة الكروت (الكارت أبو 100ج والتذكرة جواه أرخص بعشرة جنيه) تجبرهم يدفعوا السعر الأعلى للتذكرة؟؟، كجزء من حالة تدني عام في مستوى الخدمة.. بدأت ببوظان “يوإسبيهات” الشحن وعدت على الزحمة وعدم انتظام المواعيد ووصلت لمَكَن الدفع البايظ والكراسي المهملة.

التأمينات
تقرير من موقع تحيا مصر

فوري.. فَوَّرلِي دمي

في فرع “فوري” كان فيه جوز موظفات قصاد كل واحدة منهم عميل، بالإضافة لعميل تالت مستنظر دوره، وأهم من الجميع يوجد جهاز تكييف عازِل المساحة دي عن حالة الشوي الجماعي الدايرة بَرَّاها؛ كوسيلة مؤلمة للبشر بيحاول بيها الكوكب يعبر عن مُعاناته من “الاغتصاب” الحراري الناتج عن استخدام البشر لتقنيات كتيرة من ضمنها التكييف.

رغم إغراءات المناخ الصناعي بالأنتخة في هذه البقعة من العالم إلى أن يَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا، لكن بوصفي مواطن على عجلة من أمره ماستنظرتش غيبًا كده، إنما روحت عند الكاونتر وسألت بشكل واضح تمامًا لِلْعِيانِ والعيّان.. وللميت كمان.

  • فيه شحن كروت “مواصلات مصر”؟

بَص البنتين الحلوين لبعض، قبل أن تسأل الفتاة ذات الجمال الفلاحي البديع زَميلتهَا

فتاة1: المَكنة الرُمادي شغالة.

فتاة2: أه كانت شغالة أمبارح كويس.

ألتفت فتاة1 بجمالها الفلاحي البديع ناحيتي وقالتلي بلهجة عملية جدًا

  • أه يافندم موجود.

قعدت من سكات استمتع بلحظات الانتظار في حماية التكييف من الشواية الكوكبية، المسافة بين مكان الانتظار والموظفين خلتني ألعن كسلي عن تصليح النضارة؛ وجَعَلِت وقت انتظاري لعب جيم ع الموبايل بدل الاستمتاع باللوحة الجينية البديعة اللي قصادي.

وده لأن المسافة تحالفت مع مستوى نظري وخلوني ماقدرش أميز أكتر من دماغ ملفوفة بقماش كتير؛ ما يدل على إنها دماغ أنثى غالبًا مسلمة، أصل وارد ماتكونش كده بس بتشتري دماغها عن طريق كلفتتها.

سخرية القدر

حققت شوية إنجازات وهمية على الموبايل لغاية ما أخيرًا جِه دوري، ولحسن حظي هتعامل مع الفتاة ساحرة الجمال، قعدت قصادها بابتسامة تليق بمقابلة هذه الصدفة الجينية البديعة، قدمتلها الكارت وأنا محافظ على حياد نظرتي وعاديتها أثناء استمتاعي بمحاولة عَّد نُقط النمش المتبعترة على خدودها وحِتة من مناخيرها، زي سمسم مرشوش على وِش قُرصة صابحة.

من موقعي هذا سمعتها بتقول لزميلتها

فتاة1: ناوليني المَكنة الرُمادي يا هناء

هناء: في الدرج اللي عندك.

فتاة1: إنتي ماشغلتهاش؟

ردت هناء من غير ما تبُص وبعادية تجلِّط: لأ.. ما هي عندك.

بعيون بُنْيِّة كارفة على عسلي بصتلي وهي بتقول

فتاة1: معلش.. حضرتك هتستنى 10ق بس على المكنة ما تعمل “إستارت آب”.

الترجمة: أنت تقوم من قدامي وترجع لكراسي الانتظار؛ حيث هكون خارج مجال نظرك. فهتبقى عطلة + حرقة دم في عبوة واحدة، كوكتيل من جحيم مايقدرش عليه أجعصها تكييف.

تمت الترجمة الفورية في معامل مخي

صدر عني شخرة صغيرة مستهزأة.. تليق بعبثية قدري، فظهر الأرتباك في عيونها الحلوين بس حافظت على ثبات ملامحها ونبرة صوتها وهي بتقولي.

فتاة1: أقعد في الانتظار دقايق وهنادي على حضرتك.

مخي صرفلي رد طويل سيكة: “لو معايا النضارة.. وضامن إن دوري هيبقى معاكي إنتي برضه كنت إستنيت إنشالله ساعات، وطظ في التأمينات الاجتماعية كفكرة”.

بس لساني، الله لا يبارك له، اختصر الرد وصاغه بشكل ينصاع للسياق:

لساني: شكرًا.. للآسف مستعجل.

شكر صادق لأبوها وأمها وأسلافهم، وأسف حقيقي على هذا الحظ السخيف.

YouTube player

من قصاد الفرع شاورت لأول توكتوك فايت في الشواية العمومية

  • المجاورة التانية
  • أركب

نفذت الأمر وأنا باقول له:

  • عايز أوصل عند مكتب التأمينات.
  • عايز المكتب يعني ولا هتقابل حد هناك؟
  • عايز المكتب نفسه.
  • إتنقل ده يا حيجِّج.. كل الشُغل ده وَدّوُه الحداشر من بدري.

خدت الصدمة بهدوء سيزيفي وشكرت القائد المُراهق.. ثم عَدْيِت الشارع للاتجاه الأولاني، وخدت من هناك ميكروباص للحصري.

الشِدة الميكروباصية

من الحصري غيرت الميكروباص وانطلقت في اتجاه الحي الحداشر، في الطريق سألت السواق على شارع الكنيسة تَلَت مرات، أول مرتين كان رده:

  • لسه مجاش.

وفي التالتة قالي:

  • عدا من بدري

ثم أضاف بشهامة تليق بمساعدة غريب:

  • عدي الناحية التانية خد أي عربية راجعة الحصري.. وقول للسواق ينزلك قصاد شارع الكنيسة.
  • ده على أساس أني كنت مخبي عليك؟!

غادرت اللوكيشن المُتنقل وسط ضحكات جمهور الصدفة السعيدة، وتعمدت ماقفلش الباب كعقاب سلبي لهذا الكائن السِنْتِّيح.

من الناحية التانية ركبت ميكروباص مافهوش غير واحد قاعد جنب السواق، فضلوا يتناقشوا كتير حوالين الكنيسة والشارع والتأمينات؛ كل واحد له رأي وتخمينات عن المكان المقصود، لحد ما أخيرًا توافقوا على مكان نزلوني فيه.. وهمه بيشاوروا في اتجاه الناحية التانية من الطريق.

عديت الطريق حيث يوجد كشك واقف عنده شلة شباب صغيرين سألتهم عن المكان المنشود فقالوا مايعرفوش حاجة هنا. سيبتهم وسألت رَجُل الكشك مُعتقدًا إن أكيد هو أدرى.. فقالي:

  • أنا مش من هنا.. أنا من بني سويف.

رد تاريخي غير متوقع خلاني أفُكني خالص من الهوموسبيان المحليين وألجأ للتكنولوجيا؛ فتحت التليفون أطلب موتوسيكل ينجزني من المرمطة في هذا الجحيم المستعِر، تحديد الأجرة بمبلغ 65ج كان معناه حاجة واحدة.

إقرأ أيضا
بيرلو وكونتي
التأمينات
ميم من فيلم الكويسين

كلاكيت للمرة المعرفش كام قطعت الطريق وركبت ميكروباص تاني، بس المرة دي أكاد أكون قعدت على حِجر السواق، وفهمته إني متطوح في العربيات من أول الوردية، الراجل تعاطف مع حالتي وفِضل يقولي أسامي محطات وأماكن ع الطريق لحد ما وصلنا لشارع الكنيسة الحبيب.

السودان واللي منها

ع البَر التانية من نهر الطريق إكتشفت إن قصادي مساحة ترابية لم يمتد لها الأسفلت ولا بلاط الشوارع، فتحت الأبليكيشن تاني؛ منها أحاول أطلب توصيلة أحسن من إختراق الضاحية في الولعة.. ومنها أتأكد أنا فعلًا قربت ولا أخدها من قصيره وأروّح.

ثبت علميًا إني فعلًا قربت، لكن مافيش أي كابتن عايز يلقط الأوردار، فبعد شوية إختارت مجبرًا اختراق الضاحية كبديل وحيد عن الشوي ع الواقف.

بسؤال عابري السبيل، على ندرتهم، نجحت أقرب لغاية ما قابلت مواطن سوداني نازل يصلي الضُهر.. سألته ع التأمينات، ماردش عليا وشاورلي أمشي معاه، في السكة خدت بالي إنه بيقرا “وِرد”، مشينا لغاية ما وصلنا عند جامع وشاورلي إن المبنى وراه، كل ده من غير ولا كلمة عشان مايقطعش الوِرد بتاعه.

الميكنة الفارغة

لقيت في ضهر الجامع، وقدام بوابته التانية، عربية فول واضح من زباينها إن دي تجميعة مصلحة حكومية، سألت البياع عن التأمينات.. فشاور هو وكام زبون في نفس الاتجاه.

جوه المبنى سألت أمين الشرطة قاعد على مكتب إيديال فوقيه يافطة مكتوب عليها استعلامات، وعرفت منه إن الورقة بتاعتي تتجاب من العربية الميكروباص المركونة قدام المبنى.

خرجت تاني بره حيث فعلًا يوجد ميكروباص أبيض عليها اسم الهيئة واللوجو بتاعها وقصادها طابور.

يحتوي الميكروباص على أربع موظفين وعدد إتنين ترابيزة؛ واحدة عليها لاب توب والتانية برينتر، أول موظف من غير ما يشيل عينه من الموبايل بيسأل كل اللي ييجي عليه الدور: “عايز إيه”؟، لو طلبك عنده يشاور بدماغه يمين ناحية زميله: “عنده”، أما لو مش موجود فمابيحركش دماغه وبيكتفي بكلمة: “جوه”.

الموظف التاني، “عنده”، لما عِرف أني عايز برينت تأمينات طلب مني إيصال من “فوري” بـ12 جنيه، إسم “فوري” هز مشاعري ورجعني لحتة حلوة ومُكيفة، بس السِحن المرصوصة قصادي هبدتني في أرضية الواقع، خصوصًا لما “أ. عنده” قال إن مَكنة فوري بتاعتهم عطلانة.

الأول إفتكرتها حباية جديدة في عُقد النحس الملازمني من الصبح، بس لما شاورولي على مواطن واقف في ضهر العربية معاه ماكنة فوري.. فهمت إنها سبوبة بلدي، فاطمأن قلبي. خدت الطابور ده كمان -ولامؤاخذة- لأخره، ومع وصولي للحاج صاحب المَكَنة الشغالة لقيت حباية النحس في انتظاري؛ الرصيد خِلِص والراجل هيروح يشحن من محل قريب.

التأمينات
مراكز التكنولوجية النموذجية المتنقلة

بنفس الخضوع لدرجات الحرارة دفعت الخمستاشر جنيه ورجعلت سلمت الوصل أبو أتناشر جنيه لـ”أ. عنده”، نواله لموظف3 الجالس ع اللاب توب مرره لموظف4 قدام البرينتر.. في تيكي تاكا محلية يشيب لها الجنين في بطن أمه.

موظف البرينتر بَص في الوصل وراح ساحب ورقة A4 من رزمة محطوطة جنبه وحطها في البرينتر، ثم رجع الوصل لموظف3 اللي حطه مع أخواته تحت حرف اللاب توب وقالي: “هيندهوا على الأسامي”.

الحظ يضرب من جديد

الانتظار في شارع عديم الشجر هو العذاب بعينه، خصوصًا وإزازة المية المشبرة بقت كَالْمُهْلِ تَشْوِي الْوُجُوهَ.. ما بالك بحلقي المسكين. خطفت رجلي لعربية الفول أكيد عندهم مية، طلبت طبق فول ورايح أقعد فباغتني البياع قائلًا: “شطبت والله”.

رجعت للوقوف عند العربية وأذيال الخيبة مجرجرة ورايا، هناك لاحظت إن موظف اللاب توب بيسأل الناس هيقدموا الورقة لمين، فاختصارًا للوقت طَلَعت التليفون أسأل الإداري بتاع مركز الأبحاث عن المُسمى الرسمي للمركز.

لا الموظف رد ولا حد من زمايلي في المركز ردوا عليا، دخلت جوه المبنى عشان أعرف أشوف شاشة التليفون كويس بعيد عن نور الشمس وبالمرة أخلص من ماسورة عرق بتغرق عينيا، فتحت أدور على الاسم في الشات بيني وبين صاحبي اللي جابلي الشغلانة، رحلة بحث طويلة بين الماسينجر والواتس آب وعَرق الشعوب سمِعت خلالها إسمي بيتنده بس كملت لغاية ما وصلت للاسم.. ورجعت جري ع العربية وصوت الموظف بينادي إسم تاني.

  • أيوه أنا رامي

موظف البرينتر بصلي بعتاب أبوي عميق وهو بيقولي

  • نادينا عليك

قالها وبص في شوية ورق فإيده وسحب منهم ورقة ناولها لموظف اللابتوب، بص فيها وسحب الختم وهو بيسألني: “هتقدمها فين؟”، رديت باسم المركز. فختم وهو بيقول: “لشغل يعني”. ثم ناولني الورقة من غير ما يسجل اسم المركز اللي دوخني في أي مكان.

أثر الفراشة

أخيرًا بعد دُش بارد جلست في منزلي بلبوصًا، صَوّرت الورقة وبعتها للإداري ع الواتس، دقايق جاني الرد بإن الملف التأميني ده مقفول.. فخلاص مالهوش لازمة، والمركز هيعملي ملف جديد بدون تدخل مني؛ ولا حاجة لاستخدام الورقة من أساسه.

بصيت للورقة وانفجرت في الضحك، لما أدركت إن ماعدش عليا من المرمطة دي كلها، غير أني بَعَت لإدارة مركز أبحاث ذا شأن ورق رسمي بيثبت: إن المواطن المتقدم لهم كباحث متخصص في مجال همه محتاجينها كان من رُبع قرن متخصص تقطيع حجارة.

وأني استمتعت ولو للحظات بشوفان وتركيبة جينية شديدة الإبداع قاعدة بتشحن رصيد في واحد من فروع فوري.

التأمينات
صورة برينت التأمينات بتاعي

 

الكاتب

  • رامي يحيى

    شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
3
أحزنني
1
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (0)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان