٣ تفسيرات علمية لما يطلقون عليه اسم الأشباح
-
فاطمة الوكيل
كاتب نجم جديد
لماذا يشيع الاعتقاد بوجود الأشباح نسبيًا، إذ يصدّق 38% من الناس بوجود الأشباح، وقد أبلغ عدد مشابه من الناس عن رؤيتهم أحد الأشباح.
يشير مصطلح “الشبح” إلى الفكرة التي تقول إنّ أرواح الأموات من بشر أو حيوانات تؤثّر في العالم المادّي.
وفكرة التلبّس تضمّ غالبًا أيّ شيء، من الإحساس بوجود شيء، أو الشعور بتحرّك الأجسام، إلى نشاطات الأرواح.
لكن في عالم مبنيّ على العلم والمنطق، تنحدر هذه الأفكار غالبًا إلى تفسير بسيط.
إليك هذه التفسيرات الثلاثة العلمية والنفسية، للتلبّس، الأرواح، الأمور المرعبة، وجميع الأشياء الخارقة للطبيعة.
إلّا أنّه تجدر الإشارة إلى وجود العديد من الأسئلة الهامّة التي لم تحلّ بعد.
1. لأنّني أخبرتك بذلك:
تعتمد محاولات تفسير التلبّس غالبًا على عوامل نفسية، فعلى سبيل المثال يؤدّي الإيحاء بأنّ مكانًا ما مسكون، إلى الشعور بحركات متعلّقة بالأشباح.
أظهرت دراسة كلاسيكية زار المشاركون فيها خمس مناطق رئيسة من مسرح، ثمّ أُجري استفتاء لتقييم مشاعرهم ومفاهيمهم.
وقبل هذه الجولة، أُخبرت إحدى المجموعتين بأنّ المكان مسكون، بينما أُخبرت المجموعة الثانية بأنّ المبنى يخضع للترميم.
ومن غير المفاجئ أنّ المشاركين الذين أُخبروا بأنّ البناء مسكون عاشوا تجارب أكثر حدّة، مشابهة للحوادث فوق الطبيعية.
تبيّن أيضًا أنّ الإيحاء اللفظي يزيد الإدراك بوجود الظواهر فوق الطبيعية، واتّضح هذا الأمر من خلال الأبحاث التي أُجريت على ظاهرة استحضار الأرواح، وتجربة ثني المفتاح باستخدام قوى خارقة، وقراءة الأفكار، خاصّةً إذا ترافق الإيحاء بوجود تلك الاعتقادات مسبقًا.
إلّا أنّه قد أُجري بحث قائم على أسس واقعية، وقدّم نتائج متناقضة، إذ وجدت دراسة في قصر Hampton Court الذي افتُرض أنّه مسكون، أنّ الإيحاء لم يؤثّر على توقّعات المشاركين لاختبار ظواهر غريبة، أو ميلهم لعزو ظواهر غريبة إلى وجود الأشباح.
لذلك من المنصف القول إنّ تأثيرات الإيحاء تتفاوت من شخص لآخر بحسب معتقداته.
فمن الطبيعي أن يكون الأشخاص الذين يؤمنون بهذه الأفكار أكثر عرضة لتصديق هذه الظواهر فوق الطبيعية المزعومة، بينما يعمد المشكّكون إلى إنكار وجود تلك الظواهر.
2. الحقول الكهرومغناطيسية والأصوات المخيفة:
يمكن لعوامل البيئة المحيطة أن تقدّم تفسيرًا، كالحقول الكهرومغناطيسية والأصوات منخفضة التواتر التي لا يمكن للأذن البشرية سماعها.
فقد أشار عالم الأعصاب الكندي Michael Persinger إلى أنّ تطبيق حقول كهرومغناطيسية متغيّرة على الفص الصدغي من الدماغ يمكن أن يؤدّي لاختبار تجربة التلبّس، كتصوّر حضور شبحي، أو الشعور بالإله، أو إحساس الشخص بأنّه يُلمس.
وقد سُجّل أنّ الأماكن المتعلّقة بالتلبّس (كقصر Hampton Court) تملك حقولًا مغناطيسية مضلّلة.
ويعتقد أنّ الأصوات منخفضة التواتر (التي سبق ذكرها) يمكن أن تفسّر هذه الظواهر، فقد توصّلت عدّة دراسات إلى ارتباط الإحساسات الغريبة بهذه الأصوات غير المسموعة.
وأحد الأمثلة على ذلك، هو عرض موسيقي مباشر، تزامن فيه إدخال هذه الأصوات منخفضة التواتر إلى بعض المقاطع الموسيقية، ثمّ سُئل الحضور عن شعورهم تجاه تلك الموسيقى، فسُجّل عدد أكبر من الإحساسات الغريبة في زمن إدخال تلك الأصوات، كالشعور بالقشعريرة، والانفعال أو الاضطراب، ونوبات من الخوف والقلق، أو المشاعر المحزنة.
3. الهلوسات الناتجة عن التسمّم:
فالإحساس بالظواهر الخارقة للطبيعة يمكن أن ينتج أيضًا من تفاعلات لبعض الموادّ السامّة، مثل أحادي أكسيد الكربون، الفورم ألدهيد، والمبيدات الحشرية.
لقد اقتُرح أيضًا أنّ الهلوسات الفطرية الناتجة عن فطر العفن السامّ، يمكن أن تحرّض تصوّرات متعلّقة بالتلبّس.
وقد لاحظ Shane Rogers وفريقه من جامعة Clarkson University في الولايات المتّحدة وجود تشابه بين قصص التجارب فوق الطبيعية والهلوسات الناتجة عن أبواغ الفطر، ويمكن لهذا الأمر أن يفسّر لماذا تحدث رؤية الأشباح غالبًا في المباني القديمة، التي تفتقر إلى التهوية المناسبة والهواء النظيف.
وهذه ليست فكرة جديدة، فقد أبلغ الخبراء سابقًا عن وجود تأثيرات مشابهة متعلّقة بالكتب القديمة.
إذ يزعمون أنّ مجرّد التعرّض لفطر العفن السامّ يمكن له تحريض أعراض عقلية أو عصبية ملحوظة تُحدث تصوّراتٍ مشابهة لتلك المسجّلة في تجارب التلبّس.
الكاتب
-
فاطمة الوكيل
كاتب نجم جديد