٥ نساء عربيات كسرن التاريخ الذكوري رغماً عنه
-
خالد سعد
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
نساء ملهمات
في كل المجالات تثبت المرأة العربية أن كل الأكاذيب التي أطلقها الرجال حول قدراتها خاطئة، ومن خلال مئات السير الذاتية اخترت ٥ فقط من نون النسوة العظيمات لأثبت لكم أن المرأة دائماً على حق، نحن “الهوانم” اللاتي إن وقفن على أرجلهن سيتقدم هذا المجتمع ويصير أفضل، فليتعلم الرجال مننا
1- جميلة بو حريد
المناضلة الجزائرية الشهيرة، التي ولدت من أب جزائري وأم تونسية من القصبة وكانت البنت الوحيدة بين أفراد أسرتها فقد أنجبت والدتها 7 شبان، والتحقت جميلة بمعهد للخياطة والتفصيل فقد كانت تهوى تصميم الأزياء. مارست الرقص الكلاسيكي وكانت بارعة في ركوب الخيل إلى أن اندلعت الثورة الجزائرية عام 1954 حيث انضمت إلى جبهة التحريرالوطني الجزائرية للنضال ضد الاحتلال الفرنسي وهي في العشرين من عمرها ثم التحقت بصفوف الفدائيين وكانت أول المتطوعات لزرع القنابل في طريق الاستعمار الفرنسي، ونظراً لبطولاتها أصبحت المطاردة رقم 1.
تم القبض عليها عام 1957 عندما سقطت على الأرض تنزف دماً بعد إصابتها برصاصة في الكتف وألقي القبض عليها وبدأت رحلتها القاسية من التعذيب وجملتها الشهيرة التي قالتها آنذاك «أعرف أنكم سوف تحكمون علي بالإعدام لكن لا تنسوا إنكم بقتلي تغتالون تقاليد الحرية في بلدكم، لكنكم لن تمنعوا الجزائر من أن تصبح حرة مستقلة».
بعد 3 سنوات من السجن تم ترحيلها إلى فرنسا وقضت هناك مدة ثلاث سنوات ليطلق سراحها مع بقية الزملاء، ومثلت الفنانة ماجدة الصباحي دورها في فيلم من إخراج يوسف شاهين.
كسرت جميلة احتكار الثورة للرجال، صارت مثالاً يشار إليه بالبنان، واختفت دون الرجال بعد استقلال بلادها، ولم تلهث خلف أي منصب سياسي.
2- سناء محيدلي
فتاة لبنانية من مواليد عنقون بقضاء زهراني في جنوب لبنان من كوادر الحزب السوري القومي الاجتماعي. كانت أول فتاة فدائية قامت بعملية انتحارية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان.
عملت في منطقة المصيطبة في متجر لأشرطة الفيديو حيث قامت لاحقاً بتسجيل وصيتها. انضمت إلى صفوف الحزب السوري القومي الاجتماعي العامل مع جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية مطلع العام 1985، متأثرة بسيرة الشهيد وجدي الصايغ الذي نفذ عملية استشهادية على معبر جزين-كفرحونة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلية.
اقتحمت محيدلي وهي في السابعة عشر من عمرها بسيارة بيجو 504 بيضاء اللون ومفخخة بأكثر من 200 كغ من “التي ان تي”، تجمعاً لآليات جيش الاحتلال الإسرائيلي على معبر باتر–جزين، مفجرة نفسها وسط التجمع الذي كان ينظم المرحلة الثانية من الانسحاب من القطاع الشرقي لجنوب لبنان.
وضعت سناء عروس الجنوب سطراً في التاريخ يؤكد أن النساء العربيات لا يستسلمن، بل قادرات على صناعة البطولة والاستشهاد أيضاً.
3- أم كلثوم
مغنية مصرية. اشتهرت في مصر وفي عموم الوطن العربي في القرن العشرين، ولقبت بكوكب الشرق وسيدة الغناء العربي.
شقت طريقها بعدما بدأ محمد القصبجي في إعدادها فنياً ومعنوياً مشكلاً لها فرقتها الخاصة، وأول تخت موسيقي يكون بديلاً لبطانة المعممين التي كانت معها دائماً، وفي عام 1928 غنت مونولوج (إن كنت أسامح وأنسى الأسية)، لتحقق الإسطوانة أعلى مبيعات وقتها على الإطلاق ويدوي اسم أم كلثوم بقوة في الساحة الغنائية، لتنطلق بعد هذا.
وتضيق السطور القليلة المسموحة في المقال بسيرة أم كلثوم، إلا أنها عبر عشرات السنين التي غنت فيها، قدمت بمساحات صوتها اللامحدودة أغنيات بقيت علامات في تراث الموسيقى العربية.
امرأة أخرى تكسر الحاجز الذكوري الفني، توحد العرب تحت راية صوتها، حيث يتفقون للمرة الأولى على أنها الفنانة العربية الأولى.
4- سميرة موسى
ولدت في قرية سنبو الكبرى مركز زفتى بمحافظة الغربية في مصر، وهي أول عالمة ذرة مصرية ولقبت باسم مس كوري الشرق، وهي أول معيدة في كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول، جامعة القاهرة حالياً.
حصدت سميرة الجوائز الأولى في جميع مراحل تعليمها، فقد كانت الأولى على شهادة التوجيهية عام 1935، ولم يكن فوز الفتيات بهذا المركز مألوفاً في ذلك الوقت، حيث لم يكن يسمح لهن بدخول امتحانات التوجيهي إلا من المنازل، حتي تغير هذا القرار عام 1925 بإنشاء مدرسة الأميرة فايزة، أول مدرسة ثانوية للبنات في مصر.
كان لتفوقها المستمر أثر كبير على مدرستها حيث كانت الحكومة تقدم معونة مالية للمدرسة التي يخرج منها الأول، دفع ذلك ناظرة المدرسة نبوية موسى إلى شراء معمل خاص حينما سمعت يوماً أن سميرة تنوي الانتقال إلى مدرسة حكومية يتوفر فيها معمل.
يذكر عن نبوغها أنها قامت بإعادة صياغة كتاب الجبر الحكومي في السنة الأولي الثانوية، وطبعته على نفقة أبيها الخاصة، ووزعته بالمجان على زميلاتها عام 1933.
أنجزت رسالة الدكتوراة في الولايات المتحدة في سنة وخمسة اشهر وقضت السنة الثانية في أبحاث متصلة، وصلت من خلالها إلي معادلة هامة (لم تلق قبولاً في العالم الغربي آنذاك) تمكن من تفتيت المعادن الرخيصة مثل النحاس ومن ثم صناعة القنبلة الذرية من مواد قد تكون في متناول الجميع، لكن لم تدون الكتب العلمية العربية الأبحاث التي توصلت إليها قبل أن يتم اغتيالها.
عالمة نووية عربية في منتصف القرن العشرين، لولا أن التاريخ سجل هذا لظنناها قصة من الأساطير، سميرة موسى إثبات حي على أن المرأة العربية قادرة على كل شيء.
5- غادة السمان
كاتبة واديبة ولدت في دمشق لأسرة شامية برجوازية، ولها صلة قربى بالشاعر السوري نزار قباني. والدها الدكتور أحمد السمان حاصل على شهادة الدكتوراه من السوربون في الاقتصاد السياسي وكان رئيساً للجامعة السورية ووزيراً للتعليم في سوريا لفترة من الوقت. تأثرت كثيراً به بسبب وفاة والدتها وهي صغيرة. كان والدها محباً للعلم والأدب العالمي ومولعاً بالتراث العربي في الوقت نفسه، وهذا كله منح شخصية غادة الأدبية والإنسانية أبعاداً متعددة ومتنوعة. سرعان ما اصطدمت غادة بقلمها وشخصها بالمجتمع الشامي (الدمشقي) الذي كان شديد المحافظة إبان نشوئها فيه.
أصدرت مجموعتها القصصية الأولى “عيناك قدري” في العام 1962 واعتبرت يومها واحدة من الكاتبات النسويات اللواتي ظهرن في تلك الفترة، مثل كوليت خوري وليلى بعلبكي، لكن غادة استمرت واستطاعت ان تقدم أدباً مختلفاً ومتميزاً خرجت به من الإطار الضيق لمشاكل المرأة والحركات النسوية إلى آفاق اجتماعية ونفسية وإنسانية.
وضعت غادة ومعها رضوى عاشور وسحر الموجي المرأة العربية في سياقها الإبداعي الحقيقي، حيث لا تقل أبداً عن الرجل بل تزيد أحياناً كثيرة.
الكاتب
-
خالد سعد
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال