همتك نعدل الكفة
2٬096   مشاهدة  

مانسا موسى .. شاب إفريقي تفوق على عائلة “روتشيلد”

منسا موسى


لفترات طويلة ظل بيل جيتس ووارين بوفيت وجون دي روكفلر كأغنى الناس على مستوى العالم، بينما لم يسمع الكثيرون عن مانسا موسى الأول الملك الإفريقي الذي عاش في القرن الرابع عشر الميلادي، وأصبح اليوم بحسابات حديثة هو أغنى شخص في تاريخ البشر.

تقييم منسا موسى من حيثية الثراء

رسمة منسا موسى
رسمة منسا موسى

الراصد الأكثر شهرة حاليا لهذه الإحصائيات هو “مؤشر بلومبيرج” للمليارديرات، وهو يمثل الترتيب اليومي لأغنى الأشخاص في العالم، ويستقي بياناته حول الحسابات من تحليل صافي القيمة في الملف الشخصي لكل ملياردير، ويتم تحديث الأرقام في نهاية كل يوم تداول بحسب بورصات نيويورك.
وعن أغنى الأشخاص في التاريخ، أصدر موقع Celebrity Net Worth قائمة لتشمل الأغنياء في 1000 عام مضت، واحتل الملك الشاب المالي المسلم “موسى مانسا” صدارة القائمة، بفضل معدل التضخم، الذي تم تعديله ليصل تقدير ثروته إلى نحو 400 مليار دولار، وهو ما يجعله أكثر ثراء من أغنياء العالم حاليا، مثل كارلوس سليم، الذي يحتل المرتبة 22 بمجموع 68 مليار دولار.

شجرة عائلة روتشيلد
شجرة عائلة روتشيلد

وجاء في المرتبة التالية العائلة اليهودية الألمانية الأشهر “روتشيلد”، الذين بدأوا حياتهم بالأعمال المصرفية أواخر القرن الثامن عشر، حيث جمع “بيت مالر أمشيل روتشيلد” للتمويل ما مجموعه 350 مليار دولار، ومنذ ذلك الحين، انقسم المال بين مئات الأحفاد وكثير منهم من قادة الأعمال اليوم، وبلغ ثراها أنها تُقرِض الدول الأموال والذهب، ما جعل لها هيمنة على العديد من دول العالم وعلى سياساتها وقراراتها.

اقرأ أيضًا 
“الفلوس والنفوذ والقوة” أسلحة عائلة روتشيلد للتحكم في العالم

تأسست عائلة روتشيلد على يد “إسحق إكانان” وبزغت في العصر الحديث، وأما لقب “روتشيلد” فهو يعني “الدرع الأحمر”، في إشارة إلى “الدرع” الذي ميز باب قصر مؤسس العائلة في فرانكفورت في القرن السادس عشر، بحسب “الموسوعة اليهودية”.

شعار عائلة روتشيلد
شعار عائلة روتشيلد

يقول التقرير الذي أعده موقع “Celebrity Net Worth” خصيصا لمانسا أن ثروة “موسى” لم تكن مفهومة، حيث كتب جاكوب ديفيدسون: “لا توجد طريقة دقيقة حقاً لوضع رقم دقيق لثروته”، بالإضافة لأن حسابات ثروته تنبع من شهادة عمرها قرون، ومن المحتمل أن تكون بعض القصص عن “المانسا” مبالغ فيها.

شهادة أمريكية عن منسا موسى

غلاف كتاب تاريخ المجتمعات الإسلامية
غلاف كتاب تاريخ المجتمعات الإسلامية

ويحكي كتاب “تاريخ المجتمعات الإسلامية” لمؤلفه الأمريكي إيرا إم لابيدوس الأستاذ متفرغ في تاريخ الشرق الأوسط والإسلام في جامعة كاليفورنيا، قصة حياة هذا الملك العظيم، فيقول إن موسى حكم الإمبراطورية “المالية” لغرب إفريقيا أوائل القرن الثالث عشر الميلادي، ما جعل ثروته تستغل إنتاج الملح والذهب في بلاده والعديد من المساجد التي بناها كشاب ما زالت موجودة حتى اليوم.
ترقى موسى إلى سدة الحكم في العام 1312 ميلادية، وحاز لقب “مانسا موسى” أو “الملك موسى”، وسرعان ما فتح موسى مدينة “تمبكتو”، واتخذها عاصمة له، وتوسع في إمبراطوريته في فترة وجيزة من الزمن، وتجمعت عناصر القوة الطبيعية لديه، فهو شاب يحكم أرضا غنية تحت يده فرسان أشداء، وكان قائدا عسكريا ناجحا، واستولى على 24 مدينة.

عرف عن موسى تمسكه بالدين بشكل كبير، وكان يقضي الكثير من الوقت في تعزيز نمو الدين داخل إمبراطوريته، ما جعله يقوم بحجة إلى مكة من شمال أفريقيا وصولا للبيت الحرام، وقام بزيارته بين عامي 1324 و1325 ميلادية، وشارك في موكبه 60 ألف رجل، منهم 12000 عبيد كل منهم يحمل 1.8 كيلوجرام من قضبان الذهب ويرتدون حريرا، إضافة إلى أكثر من 80 جملًا يحمل كل منها 23-136 كيلوجرامًا من الذهب، حيث كان يقوم بإعطاء الذهب للفقراء الذين يلتقيهم في كل البلدان طوال طريقه.

إقرأ أيضا
الفنانون والنكسة

وفي مجالات الاقتصاد والتعليم، ذكر عدد من الشهادات أنه قد سافر عبر مدينتي “تمبكتو، غاو” في طريقه لمكة وجعلها جزءًا من إمبراطوريته، وعندما عاد عام 1325 جلب عددا من المهندسين المعماريين من الأندلس والقاهرة أيضا لبناء قصر كبير في تمبكتو ومسجدا كبيرا لا يزال قائما اليوم.

مدينة تمبكتو
مدينة تمبكتو

وسرعان ما أصبحت تمبكتو مركزا للتجارة والثقافة والإسلام، حتى جلبت الأسواق في التجار من عدد من المدن والدول المجاورة منها مصر وغيرها من الممالك الأفريقية، وانتشر الإسلام من خلال الأسواق والجامعة، ما جعل “تمبكتو” منطقة جديدة للمنح الإسلامية، وقام على أثر ذلك عدد من التجار بإضافة البندقية وغرناطة وجنوة تمبكتو إلى خرائطهم لتداول السلع المصنعة مقابل الذهب.
تمت إعادة إعمار جامعة “سنجور” بتمبكتو تحت حكم “موسى” مع رجال قانون وفلكيين وعلماء رياضيات، حتى أصبحت الجامعة مركز تعليم وثقافة جذب علماء المسلمين من جميع أنحاء أفريقيا والشرق الأوسط إلى تمبكتو، وما تزال الجامعة موجودة حتى الآن في مقرها الجديد بمدينة الإسكندرية.

وكانت ثروة الملك موسى مجهولة، حتى قام برحلته التاريخية إلى مكة، والتي عرفت العالم الخارجي بهذا الملك الشاب وثرائه الفاحش، ويذكر لابيدوس أن القافلة توقفت في القاهرة، وكان يحكمها المماليك في ذلك الوقت، فأحسنوا استقبال الملك موسى، وخلال إقامته وزع كميات ضخمة من الذهب على الفقراء، ما أدى إلى حدوث تخمة وفائض مفاجئ في كميات الذهب التي يمتلكها أهل القاهرة، وللمرة الأولى يسيطر رجل واحد على سعر الذهب في دول البحر المتوسط.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
5
أحزنني
0
أعجبني
6
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان