5 وظائف عجيبة يتقنها المصريون فقط
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
لكل شعب ما يميزه، وإحنا كمصريين عندنا تفاصيل كتير تميزنا عن باقي سكان الكوكب، مش بس أننا أول شعب يخرج في مسيرات ضد الكورونا أو إننا الشعب الوحيد اللي بيخرج بالليل والفيروسات نايمة، إنما كمان عندنا مهن و وظائف مالهاش وجود في أي مكان تاني مأهول بالسكان.
العرضحالجي
الاسم يبدو فزورة لناس كتير مش مصريين، كل اللي تقدر تستدل عليه أن “جي” دي اصلها تركي.. إنما إيه بقى المهنة ذاتها فالموضوع مش سهل خالص، فإحنا لدينا لغة خاصة حاجة كده “هاند ميد”.
تقول الأسطورة الروتينية العتيدة أن أي إنسان له طلب عند الحكومة بيروح للمصلحة المختصة يقدم “طلب على عرض حال دمغة”، ولأن أغلبية المواطنيين كانوا لا يجيدوا الكتابة ظهر “العرضحالجي”، وهو حلقة وسط بين الإنسان والموظف، شخص بيعرف لغة البسطاء ولغة الروتين فيترجم من دي لدي، ويقدر يستحمل زحمة الزباين وعدم فهمهم لطلباتهم أساسًا، ولإنه مش تبع أي جهة، فبيكون واقف، أو كبيره جايب كرسي وترابيزة وقاعد على باب المصلحة، ما يستلزم قدرات خاصة على تحمل عوامل التعرية.
المبخراتي
دي مهنة محتاجة قدرة عالية على المشي والارتجال، فهي أقرب للبائع المتجول، وبضاعته هي البخور، أو بمعنى أدق.. دخان البخور، العِدة عبارة عن شوال صغير فيه خلطة البخور + مبخرة فيها فحم مشتعل لزوم حرق البخور + شوية أدعية بتختلف من مبخراتي لآخر، أكثرهم حنكة وكوميدية اللي بيلفوا على ورش التصنيع الشعبية المختلفة، أو ما يعرف إعلاميًا بـ “مصانع بير السلم”، لأن دول دايمًا بيرتجلوا مخصوص أدعية مرحة لكل صاحب ورشة أو أسطى بيدفع لهم.
المواطن اللي مايعرفشي المهنة دي، بيبقى واقف في المحل من دول لا بِه ولا عليه، وهووووب سحابة دخان تضرب في المكان.. وفلحظة ما بيستعد للجري يسمع الدعاء وتبدأ حواسه تدرك أن الدخان له ريحة مختلفة شوية عن ريحة الحريق. وأهم ما يميز المهنة دي إنها تنفع الجنسين.
النباطشي
مهارة واحدة تستلزمها المهنة، أن تكون “فنجري بؤ”، وده شخص مهمته التواجد في الأفراح الشعبية، ولما يقرر شخص من المعازيم إنه ينقط يسلمه الفلوس ويبلغه هو مين وعايز يحيي مين، فيحول النباطشي المعلومات الأولية دي لصوت عالي مميز وكلام كتير من القرع عالي الجودة، كأن منسا موسى بيمسي على شاه جهان، أو ع الأقل سوبر مان بيحيي السندباد البحري.
إذا بقى مافيش نقطة بيبقى هنا النباطشي في اختبار مهني حقيقي، لأن بيكون دوره في اللحظة دي يسخن الليلة ويطلع الفلوس من جيوب المعازيم “بالحب.. بالحب.. بالحب.. بالحب”.
الفقي
هو مش شيخ، ومش مُقرئ، بس موجود وبيشتغل، والفقي نوعين، نوع بيستوطن المدافن، ونوع المساجد، النوع الأولاني بيعيش في أي حوش من الأحواش.. ويظهر فجأة عند أي دفنة، وينطلق يدعي أو يقرأ بعض الآيات بصوت عالي وغالبًا مش حلو، بعدها تلاقيه لزق في أهل المتوفى عشان يقفش اللي فيه القسمة.
الدقة الشديدة في تعرف الفقي على جنس المتوفي وعلى أقرب الموجودين له -تحديدًا المسؤول عن المصروفات- تؤكد إنه وقت ظهوره بتكون عنده معلومات عن الموضوع.. وده مالهوش تفسير غير أن التربي متواطئ معاه.. وبيقاسمه أو على الأقل بياخد نسبة.
أما النوع التاني بيتواجد في الجوامع، غالبًا بيكون خادم المسجد، يقيم الصلاة بعد ما مُقيم الشعائر ما ينتهي من الأدان.. كمان هو مسؤول المردات، يعني والناس بتقوم من الركوع الإمام بيقول: سَمِع الله لمن حمِدَ، يقوم الفقي بصوت عالي يخش ع الخط: ربنااااا لك الحمد، وأهي كلها بترزق.
المُحتَمل
دي أحدث الشغلانات المصرية، ففي عالم العمل العام معروف أن هناك انتخابات، وأن اللي بينافس في الانتخابات بيبقى “مُرشح”، محتمل ينجح ومحتمل لأ، إحنا بقى اخترعنا حاجة جديدة، وهي “المرشح المحتمل”، وهو لقب يشير إلى شخص جايز يترشح.
الشغلانة دي مش محتاج أكتر من أن تكون شروط الترشح منطبقة عليك، أو هكذا تبدو، ويكون عندك شوية كلام تقدر تقوله فيبدو له علاقة بالمنصب، اللي محتمل تترشح له، الأهم يكون عندك علاقات بالإعلام عشان كل شوية يستضيفوك تتكلم بوصفك “المرشح المحتمل”، بس مش متأكد هل القبض بعد أي لقاء تليفزيوني أكيد ولا راخر محتمل؟
الكاتب
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال