همتك نعدل الكفة
47   مشاهدة  

55 إسعاف المحطة المنسية في تطور الكوميديا المصرية

55 إسعاف


كان نجاح إسماعيلية رايح جاي عام 1997، ليس مجرد نجاح لفيلم في سباق الإيرادات، بل كان الدافع لإسناد أول بطولة مطلقة لمحمد هنيدي مما فتح الباب أمام جيل كام، لان نجاح صعيدي المدوي، كان السبب في إسناد أول بطولة مطلقة لعلاء ولي الدين في فيلم عبود، ثم يكلل كلا النجمين نجاحهما بفيلم همام في أمستردام لهنيدي والناظر لعلاء ولي الدين، ليفتح النجمين منذ أو فيلمين الطريق للعديد من الأسماء والنجوم التي انضمت لهذا الجيل، ولكن في كل هذا السرد التاريخي والتحليلي لنهوض الجيل الجديد والسينما الشبابية يسقط الكثير خطوة شديدة الأهمية في مسيرة هذا الجيل خطوة 55 إسعاف لأحمد حلمي ومحمد سعد.

تفريخ الكوميديانات

تسيد هنيدي وعلاء صدارة المشهد الكوميدي في مصر، ولكنهما قدما أسماء شابه وقتها، أحمد السقا ومنى زكي وأحمد عيد مع هنيدي، وكريم عبدالعزيز وأحمد حلمي ومحمد سعد مع علاء ولي الدين، والسؤال الأهم هل يمكن لهنيدي وعلاء وحدهما أن يشكلا القوة الضاربة لشكل جديد وموجة جديدة في السينما المصرية؟

55 إسعاف

الإجابة التي يعرفها أنه مستحيل أن تقوم موجه جديدة للسينما على أكتاف نجمين فقط، لذلك كان لابد من تفريخ أسماء أخرى، ومع نجاح أحمد حلمي ومحمد سعد كثنائية في فيلم الناظر، قرر مجدي الهواري منتج فيلم الناظر أن يغامر مرتين الأولى بإخراج أول فيلم له والثانية أن يكون الفيلم من بطولة أحمد حلمي ومحمد سعد وغادة عادل، ليخرج 55 إسعاف.

الفيلم فنيًا بالتأكيد فيه العديد من المشكلات وتتنوع بين مشكلات في الكتابة، ومشكلات في الإخراج ولكن تقيم الفيلم فنيًا ليس الهدف ولكن الهدف هو فهم أثر الفيلم على تطور واستمرارية الموجة الشبابية في السينما لتبقى مسيطرة لما يزيد عن 10 أعوام ويتحول روادها إلى أهم الأسماء الفنية على الساحة.

جوادان مختلفان

في الفيلم نرى مدرستين من الكوميديا المختلفتين كل الاختلاف، تناقض واضح بين مدرسة أحمد حلمي وطريقته في الإضحاك القائمة على ردود الفعل البسيطة والساذجة كامتداد مختلف لشخصية عاطف، وبين طريقة وأسلوب محمد سعد المعتمد في الأساس على كوميديا الكاراكتر

55 إسعاف.

سعد وحلمي طوال أحداث 55 إسعاف يؤسسان لشكل الكوميديا اللذان سيقدمونها مستقبلًا، اعتماد سعد على المبالغات الصوتية والحركية هو امتداد لشخصية اللمبي لا في الطريقة ولكن في المنهج نفسه، سعد حاول أن يجعل من مرعي كاراكتر مثل ما يحب تقديمه، بينما حاول أحمد حلمي الخروج من شخصية عاطف وتقديم شخصية مختلفة ولكن على نفس منهج الكوميديا كوميديا رد الفعل الساذج نوعًا ما.

والدليل على ذلك هو أول بطولة منفردة لسعد ولحلمي بعد 55 إسعاف والتي يمكن اعتبارها امتداد لنفس المنهج، فيلم اللمبي وهو امتداد طبيعي لنجاح الشخصية القوي في فيلم الناظر، وفيلم ميدو مشاكل وهو الآخر امتداد لما قدمه أحمد حلمي في فيلم 55 إسعاف، ليكون هناك صف ثاني ليدعم الموجه الشبابية الجديدة.

ما بين اندفاع البركان وإصرار النهر

وأثبتت الأيام أن الصف الثاني هو من حمل هذه الموجة بحق، فوفاة مفاجأة تحرمنا من علاء ولي الدين، واختيارات غير محسوبة تهز عرش هنيدي، بالإضافة لعودة عدد كبير من النجوم إلى السينما مرة أخرى، مع نجاح أحمد السقا في تقديم الأكشن وإعادته لقاعات السينما المصرية من جديد، أصبحت الموجة واقع ملموس وحقيقي وأصبح جواديها الرابحين هما سعد وحلمي.

إقرأ أيضا
إقالة زكي بدر

سعد الذي انفجر كالبركان بأفلام اللمبي واللي بالي بالك ثم عوكل وحلمي الذي شق طريقه كالنهر بميدو مشاكل وصايع بحر وزكي شان، ولكن سرعان ما اختفي وهج سعد تحت زخم الكاركترات ليكون بوحة هو أخر فيلم جيد يقدمه محمد سعد بينما يستمر حلمي في طرق نجوميته بفضل تنوعه

55 إسعاف.

رغم ثبات الاثنان كلًا على منهجه في الإضحاك منذ لحظة حصولهما على أول بطولة، ولكن حلمي استطاع عمل التنوع المطلوب والاستمرار في النجومية وقت أطول من سعد، قبل أن يتخلى عنها طواعية هو الأخر في السنوات الأخيرة.

بدون فيلم أو مغامرة مثل 55 إسعاف لما صمدت موجة السينما الشبابية طويلًا ولا استمرت ولا فتحت الباب للعديد من الأسماء والنجوم، والعديد من التطورات في السينما المصرية، وحتى لما استفزت أسماء قوية لتعود للساحة مرة أخرى، 55 إسعاف هو ركيزة أساسية كانت سببًا في تسيد الكوميديا الشبابية للساحة لفترة طويلة.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (0)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان