202 مشاهدة
80 عامًا من العطاء.. محمد الأمين بين الروح والجسد
أطلق عليه “الباشكاتب” و “ود الأمين”، ساهم في تطوير الموسيقى السودانية ليقدم الحانًا مختلفة وألون متنوعة من الغناء الوطني منها والحب والتراثي، لم تمنعه وظيفته الحكومية أن يحصل على عدة أوسمة من الاتحاد الأوروبي والجمهورية بالسودان. كان مستمع جيد للموسيقى العربية، لاسيما لكوكب الشرق ومحمد عبد الوهاب لزيد موهبته الفردية قوة حتى تمكن على مدار عقود أن يجعل اسمه يلحق في سماء الموسيقى وأحد المؤثرين الكبار في الشعب السوداني بالحانه التي عرفت بـ “السهل الممتنع”
كان الموسيقار الراحل محمد الأمين الذي ولد في العام 1943، مهتمًا كثيرًا بآلة العود لتبدء محاولاته في تطبيق السلالم عليها حتى نجح في ذلك وأصبح من أكثر العازفين براعة على العود، لينتج ألحانًا ظلت راسخة في وجدان الشعب السوداني.
لم يكن محمد الأمين مجرد فنانًا عابرًا للأجيال، بل غنائيه في حقب سياسية مختلفة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، واستمراره في تقديم العطاء حتى لحظة وفاته جعله رمزًا فنيًا لا ينسى في تاريخ الموسيقى ليس على مستوى السودان فقط بل على مستوى العالم.
لم تكن شهرة محمد الأمين متحجمة عند حدود السودان فقط بل كانت عابرة للحدود حيث قام بتلحين عدد من الأغاني على مستوى العالم أبرزها “طائشة الضفائر” للشاعر نزار قباني.
الشخصية السودانية
تمكن محماد الأمين من تحدى السلم الخماسي المرتبط بالشخصية السودانية، وأيضًا إدخال السلم السباعي القريب من الموسيقى العربية، والذي لاقى قبولًا كبيرًا من قبل الجمهور.
كانت من بين الألحان التي كان لها طابع خاص هو النشيد الذي لحنه للشاعر والصحافي فضل الله محمد، الذي كتبه في السجن الحربي وأسماه “نشيد أكتوبر واحد وعشرين”
وفي العام 1966 شارك الملحن الراحل في أوبريت ملحمة قصة ثورة مع الفنانين خليل إسماعيل وعثمان مصطفى وبهاء الدين أبو شلة والفنانة الكردفانية أم بلينة السنوسي، كما تغنى بنشيد المتاريس من كلمات مبارك حسن خليفة، وكذلك لحن وغنى مساجينك من كلمات شاعر الشعب محجوب شريف.
ليس ذلك فقط بل غنّى اللون الرومانسي، ليقدم العديد من الأغاني منها “قلنا ما ممكن تسافر” للشاعر فضل الله محمد، و”أسمر يا ساحر المنظر” للشاعر خليفة الصادق، كما قام بتجديد ألحان عدد من الأغنيات التراثية، والتي نالت رضا الجمهور مثل أغنية “عيال أب جويلي”
أما على مستوى المهرجانات كان لمحمد الأمين النصيب في ذلك حيث شارك في العديد من المهرجانات الغنائية داخل وخارج السودان، وأيضًا في العديد من الحفلات في الدول العربية والأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، لعل أبرزها المهرجان الثقافي الأول بالجزائر، ومهرجان الشباب العالمي في موسكو، والمهرجان الفني الموسيقي في هولندا.
ذكرى الاستقلال
في العام 2010 حصل محمد الأمين على الدكتوراة الفخرية من جامعة النيلين وبعدها بأربع سنوات أي في العام 2014 وفي ذكرى الاستقلال منحته رئاسة الجمهورية وسام الجدارة في ذكرى الاستقلال.
وفي يوم الثالث عشر من نوفمبر 2023، أغلق محمد الأيمن عينه وفي تلك المرة للأبد ليعلن عن رفع الراية البيضاء للموت بعدما غادر بلاده متجهًا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ليذهب جسده وتبقى روحه باقيه بين محبيه يحيوها ببعض الحانه.
إقرأ أيضًا.. مغني الراب الذي قتل رفيقته في السكن وأكل رئتها اليمنى
الكاتب
ما هو انطباعك؟
