المواطن V.S إله الهزايم
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
جدي
الدكة اللي تحت جدي..
مش وحمة.
جدي سرقوا منه..
الطين.. النخل
المركب.. السمك
وزرعوه في الأسفلت
وسط مكعبات أسمنت.
جدي ما يعرفش م العربي.. غير القرآن
لقى نفسه فجأة في المدينة
اللي ما تعرفش م القرآن غير..
(وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ…. دَرَجَاتٍ)
فكان طبيعي جدًّا…
إنه يترسم ورا جدي بوابة حديد
ويتسخط الفاس في إيد أبويا لمنفضة.
(قصيدة جدي من ديوان الغريب)
وأنا عيل، في أعدادي، كان ليا صديق اسمه حسن.. بنروح نلعب كورة عند بيته في الضاهر، قصاد مدرسة الدي لاسال، ولما ينهكنا اللعب وتبلغ مننا الفرفرة مبلغها.. كنا نطلع البيت عنده نشرب ونتشطف ونروق على حالنا.
أم حسن
أسرة حسن مكونة من أب وأم وعدد من الأبناء يخليك تشفق ع الجهاز التناسلي للست أم حسن، وكلهم ذكور.. ما يدعوا للشفقة على بقيتها. بطبيعة الحال كان أهل البيت متعودين على استقبال أعداد مبالغ فيها من أصحاب عيالهم.. خصوصًا وأن شقتهم كبيرة نسبيًا وتساع من الحبايب ألفومية.
سِت أم حسن كان تحتكم على رصيد من الأمومة يَكَفي جَرْمَأ، فرَحِلات الشُرب والتشطيف والطرطرة كان يتخللها حاجات تانية من اللي يحبها الشباب من الجنسين ومختلف المراحل السنية.. سندوتشات.. شوكلاتات.. بونبوني أو زي ما كانت هي بتقول “أرواح”، ده غير الدعم الطبي لأي عيل متعور ولا مجلوط أثر ترقيصة ولا واقعة بالعجلة ع الأسفلت، وإحنا بنلعب ونفرك في الشارع قصاد مدرسة دي لاسال.
عبادة عبناصر
أما الأسطى أبو حسن فكان أول شخص أقابله من عبدة إله الهزايم، صور الفقيد كانت متلطعة على كل حيطان البيت.. بما فيها الكنيف، ماكنش ناقص غير إنه يدقه على إيده زي المسيحيين ما بيدقوا الصليب. من بين هذا الكم المَرَضِي من أيقونات الچنِرال الفاشل تفاعلت مع نتيجة عجيبة.
نتيجة سرمدية لعينة قابلة للحياة آلاف السنين.. زي أي ديانة أو مُعتَقد. وهي عبارة عن لوحة لسِحنة الزعيم الخالد الحاج أبو خالد يرمُقنا بشموخ غير مُبرر، وتحت الصورة 8 خانات (2 للأيام – 2 للشهور – 4 للسنين) ولكل خانة بَكَرة، باستخدام البَكَّر يقدر صاحب النتيجة يعدل الأرقام لتناسب تاريخ كل يوم.. بداية مِن يوم واحد يناير سنة واحد ميلاديًا وحتى أخر يوم في سنة 9999 ميلاديًا. أو هكذا كان هدف مُصمِم هذا الاختراع العملي شبه الخالد (لاحظوا المفارقة التافهة).
لكن الحاج أبو حسن وكأي مُتعَبِد مُخلِص لرَبُه ماكنش بيستخدمها كده، إنما ثبت الأرقام على 28-09-1970.. تاريخ استدعاء عبناصر من ملكوت الكاكي إلى حيث لا يعلم أحد. وبوصفي طفل نوبي نشأ وترعرع وسط جدود يلعنون روح الزعيم في كل صلاة.. ورضع مثالب هذا الوغد الأحمق مع لبن السرسوب شخصيًا، فكنت في ختام كل زيارة استفرد بالنتيجة السرمدية وأعيد ضبطها، لتستقر أرقامها ع التاريخ الأبرز لتجربة القائد.. 05 – 06 – 1967.
الطرد من جنة أم حسن
وفي يوم من ذات الأيام تم قفشي بدون ما أخد بالي أني متشاف، وماعرفتش أني أتكشفت غير لما أبو حسن نادى على ابنه قبل ما ننزل، وسمعته بيقولله:
– خِلّفِة البوابين ده لو طَلِع هنا تاني.. هاكسر رِجلك قبل رِجلُه.
وهكذا حرمني إله الهزائم من نوبتي وهو حي ومن عطايا أم حسن وهو ميت.مم
الكاتب
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال