هل استقالة هند صبري من الأمم المتحدة تغفر لها ما قالته سابقا عن غزة؟
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
منذ ساعات أعلنت الفنانة هند صبري عبر حسابها على موقع انستجرام استقالتها كسفيرة الغذاء العالمي للأمم المتحدة من أجل تضامنها مع غزة وتخاذل الأمم المتحدة تجاه القضية الفلسطينية:
“أكتب هذا بقلب مثقل وحزن عميق؛ حيث قررت التخلي عن دوري كسفيرة للنوايا الحسنة لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، وهو الدور الذي أعتز به وألعبه منذ سنوات”.
لقد تعلمت كثيرًا.. وبكيت كثيرًا معكم جميعًا طوال هذه الرحلة التي ستظل دائمًا في قلبي، فأنا ومنذ ثلاثة عشر عاما.. أصبحت جزءا من الأسرة الكبيرة لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، جزءًا من مهمة عظيمة ونبيلة.. وأنا فخورة بذلك، لقد رأيت طوال هذه السنوات كيف كرس رجال ونساء شجعان في جميع أنحاء العالم حياتهم لخدمة الآخرين، ولهذا السبب أكنّ لهم حبًا واحترامًا عميقين”.
وتابعت : “خلال الأسابيع الماضية شهدت وشاركت تجارب زملائي المتفانين في برنامج الأغذية العالمي، في الإحساس بالعجز لعدم قدرتهم على القيام بواجبهم على أكمل وجه كعادتهم دائما تجاه الأطفال والأمهات والآباء والأجداد في غزة، ولم يكن بوسعهم إلا عمل القليل في مواجهة آلة الحرب الطاحنة التي لم ترحم المدنيين الذين يحاصرهم الموت”.
لقد حاولت إيصال صوتي على أعلى مستوى في برنامج الأغذية العالمي والانضمام لزملائي في المطالبة باستخدام ثقل البرنامج، مثلما فعل بنجاح في السابق، للدعوة والضغط بقوة من أجل وقف إطلاق النار الإنساني والفوري في قطاع غزة، والاستفادة من نفوذ البرنامج لمنع استخدام التجويع كسلاح حرب”.
اقرأ أيضا… دع المشاعر تتصرف مع قضية فلسطين
لأنني كنت على يقين من أن برنامج الأغذية العالمي -الذي حصل على جائزة نوبل للسلام قبل 3 أعوام فقط- بعد أن كان مشاركا نشطا في قرار الأمم المتحدة رقم 2417 الذي أدان استخدام التجويع كوسيلة من وسائل الحرب، سوف يستخدم صوته بقوة كما فعل في حالات الطوارئ والأزمات الإنسانية المتعددة، ومع ذلك، فقد تم استخدام التجويع والحصار كأسلحة حرب على مدى الأيام الستة والأربعين الماضية ضد أكثر من مليوني مدني في غزة، وهو السلاح الذي قتل حتى الآن أكثر من 14 ألف شخص، وأصبح أكثر من 1.6 مليون شخص بلا مأوى، ودُمرت نصف المباني، وقصفت المستشفيات والمدارس التى من المفترض أن تكون ملاجئ آمنة.
واختتمت هند صبري بيانها: “لأجل ذلك أعلن استقالتي وأتمنى لجميع زملائي في برنامج الأغذية العالمي السلامة والسلام، مع تأكيدي أنني لن أتخلي عن دوري الإنساني والمجتمعي، لكنني سأقوم به بصيغ أخرى ومختلفة، وأنا أوكد أن هذا البيان هو كل ما سيتم قوله بخصوص هذا الموضوع ولن أعلق عليه في أي وسيلة إعلامية أو صحفية، وأثمن لأصدقائي الإعلاميين والصحفيين احترامهم لهذا”.
حتى الآن موقف هند صبري يحترم وهو قرار ليس بالسهل اتخذته تضامنا مع غزة ضد سياسات الأمم المتحدة نفسها، ولكن منذ أسابيع مضت كتبت هند بيانا آخر أثار غضب الكثيرين فقد كتبت ضمن البيان “أرفض أن أختار من سأحزن على أطفاله”
مما صور للغرب أن حماس قتلة أطفال!…وساوت بين الجاني الذي اغتصب أرضا وأنجب فيها باغتصابها، بالمجني عليه وأطفاله.
وكان البيان باللغة الانجليزية مما أثار غضب الجمهور وقالوا أنه ينقل صورة غير حقيقية للغرب ويضعف القضية.
فهل ما فعلته هند صبري اليوم من استقالتها بالأمم المتحدة يصلح ما أفسدته منذ أسابيع؟…أم عليها الاعتذار وحذف البيان الأول؟
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال