الموريسكيون يتحدثون عن تاريخ أجدادهم ويطالبون أسبانيا بالعودة إلى مواطنهم
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
لفت نظري لقاء هام خلال بود كاست لإحدى المنصات العربية، كانت ضيفته الإسبانية” أدا روميرو”، وهي رئيسة قسم الأبحاث وعلم المخطوطات في كلية الدراسات الأندلسية بغرناطة، وباحثة في التاريخ الأندلس،إذ تحدثت عن تاريخ الموريسكيون في إسبانيا، وتاريخ المسلمون كذلك.
وخلال اللقاء قالت ” روميرو” إن معظم الشعب الأسباني ينحدر من أصول أسر مسلمة، وقالت هذه المعلومات بناء على أبحاث أنثروبولوجي التي تفيد بأن العادات والطقوس المنتشرة في أماكن متفرقة في إسبانيا تعود إلى الجذور الإسلامية حتى وإن كانت هذه الأسر مسيحية، وقد توارثتها الأجيال المتعاقبة جيلًا بعد جيل.
كما قالت ” رميرو” إنه ومن خلال دراسات أجرتها في المخطوطات بعد سقوط غرناطة آخر ممالك المسلمين في الأندلس، قالت إن ما كتبه المؤرخون الإسبان الأوروبيون عن هذه الفترات تاريخ مشوه، يُفقد الحضارة الإسلامية قيمتها في الأندلس.
واللافت للنظر إن ” روميرو” تنحدر من أصول موريسكية، تنادي بعودة الموريسكيون إلى أرضهم مرة أخرى، خاصة وأن الحكومة الإسبانية قد تبنت عودة اليهود الذين طُردوا من شبه الجزيرة الأيبيريية قبل ثلاث سنوات تقريبًا، وبعد هذا اللقاء الذي حقق جماهيرية كبيرة بحث الكثيرون عن الموريسكيون ، من هم وما هي أصولهم .
من هم الموريسكيون ؟
الموريسكيون في التاريخ الإنساني هم المسلمون الذين ظلوا في الأندلس تحت الحكم المسيحي بعد سقوط آخر ممالك المسلمين في الأندلس.
وقد أجبر الموريسكيون على اعتناق الديانة المسيحية، وقد بلغ عدد الموريسكيون حوالي 8.5 مليون نسمة، وقد أجبرتهم الحكومة الإسبانية الموريسكيون مغادرة ممالك إسبانيا أو اعتناق المسيحية، فقد أجبرت الحكومة 350 ألفف شخص على مغادرة البلاد، وقد تركزوا في شمال أفريقيا، في حين تشتت أكثر من 80 ألف حول العالم .
وتقول الروايات التاريخية إن أغلب أطفال الموريسكين الذين تم تطردهم، أجبروا على ترك أولادهم للكنيسة الكاثوليكية، يعمدنهم ويصبحون مسيحين عنوةً، وبتعميد هؤلاء الأطفال لا يحق لأي حكومة بموجب القانون نقلهم إلى الأراضي الإسلامية لا سيما في بلاد المغرب العربي، التي كانت خاضعة للحكم العثماني.
أما بقايا الموريسكيون في الأندلس فانمجوا وأصبحوا سكان مسيحين لأسباب عدة، لكن ما أكدته “روميرو” خلال لقائها إن هذه العائلات كانت في الظاهر مسيحية لكن في الأصل وفي العمق الإيماني مسلمون، ودليلها الملموس حياتها مع جدتها فقد كانت تؤمن بالمسيح ولا تأكل لحم الخنزير، ولا تشرب الخمر، ولا تحتفل بأعياد السنة الميلادية، ومع أول فرصة غادرت إسبانيا إلى المملكة السعودية، واعتنقت رسميا الديانة الإسلامية هي وعائلتها.
ومن ناحية أخرى وبعد أن تفرق الموريسكيون في أنحاء العالم، اقترح البرلمان الإسباني بعد مرور أربعة قرون من حادثة طرد المورسيكين من الأندلس، وقد تبنى هذه العودة الفريق الاشتراكي في البرلمان الأسباني.
واقترح هؤلاء البرلمانيون فتح التاريخ الأسود لإسبانيا ورد الاعتبار حفدة الموريسكيون، وتقديم اعتذار رسمي لهم، وتوطيد العلاقة بينهم ودمجهم في المجتمع الأسباني، خاصة بعد أن أصبح تعدادهم في العام 2007 4 ملايين نسمة من أصل 35 نسمة حول العالم.
ويتردد هذا القانون بين الحين والآخر في البرلمان الأسباني، وازداد مؤخرًا بعد مطالبات الحكومة عودة اليهود إلى إسبانيا مرة أخرى، وعلى إثر هذا طالب حفدة الموريسكيون الحكومة الإسبانية بتنفيذ القانون المقترح سابقًا ، واتخاذ خطوة ملموسة كما يفعلون مع [حفدة] اليهود المطرودين.
اقرأ أيضًا : أسفار موسى.. أدبيات العهد والخلق والتكوين
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال