همتك نعدل الكفة
204   مشاهدة  

ملف الأغنية الشعبية في مصر (6) : أحمد عدوية .. الأب الروحي للأغنية الشعبية الحديثة

الأغنية الشعبية
  • ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



شكلت أغنية “تحت الشجر يا وهيبة” النقلة الأولى المهمة في شكل الأغنية الشعبية المصرية، عادت الأغنية الشعبية مرة أخرى كي تستقى ملامحها من الفلكلور المصري وتنامى هذا التيار حتى سيطر على شكل الأغنية المصرية في الستينات بالاخص بعد نكسة يونيو وحاجة الجمهور إلى أغنية خفيفة تنسيه آثار الهزيمة، وكعادة المشهد الغنائي المصري في حلب أي نمط موسيقي يحقق جماهيرية سيطرت الأغاني الشعبية على المشهد بصورة كبيرة حتى ظهرت أغنيات يمكن أن تصنف تحت بند الابتذال مثل “الطشت قالي، العتبة جزاز” وانتعشت الملاهي الليلية و كباريهات شارع الهرم بأصوات غنائية كثيرة حتى وصلنا إلى مطلع السبعينات وظهور ما عرف فيما بعد بظاهرة أحمد عدوية.

في السبعينات تقلص دور الدولة من المشهد الموسيقي، الإذاعة المصرية تعيش تخبط اداري كبير ما بين رفض واعتماد اصوات جديدة واجبار الأصوات المعتمدة على غناء ما تختاره لجان الاستماع فقط، تقلص الميزانيات أدى إلى انصراف الشعراء والملحنين عن تقديم أغنيات جديدة لها،وهذا ادى إلى أن الأصوات الكبيرة اتجهت إلى إنتاج أغانيها بنفسها أو اتجهت إلى الشركات الخاصة وبدأ الجمهور يمل من شكل الأغنية الرسمي المفروض عليه كل هذا ادى في النهاية إلى ثورة فنية جديدة جاءت عبر صوت عدوية الذي حقق نجاحًا ضخمًا عام 1973 عندما صدرت أغنية “السح الدح أمبو” والتي كانت بداية ما عرفت فيما بعد ثورة الكاسيت.

YouTube player

أصبح الكاسيت هو الثقافة البديلة التي هرول نحوها الجمهور بحثًا عن شكل أغنية جديد بعيدًا عن المشهد الرسمي المتخبط وانهيار خطاب الأغنية الرسمي والأغنية المسرحية الطويلة التي كانت تعيش فترة ضعف، كسر عدوية جمود الأغنية الشعبية بأغنية تحمل أفكارًا ومفردات صادمة استلهمها من واقع الشارع المصري الذي يفهمه الجمهور”جوز ولا فرد،حبة فوق وحبة تحت” الذي مل الأشكال الكلاسيكية والمعالجات النمطية للأغنية الشعبية.

أصبح عدوية بين يوم وليلة النجم الأول للملاهي الليلية في شارع الهرم وفي الفنادق الكبرى حيث روادها المنتمين إلى الطبقة الاجتماعية الجديدة التي تنامت مع عصر الانفتاح ، دخل مضمار السينما من بوابة أفلام المقاولات الكوميدية الخفيفة التي يبحث منتجها عن المكسب السريع، كانت صورته على غلاف الفيلم ضمانة أكيدة لرواجه، وكان انتشاره إعلانًا بداية عصر جديد يصنع فيه الجمهور نجمه المفضل بعيدًا عن المشهد الرسمي الذي يفرض عليه نوعًا معين من الذوق والثقافة.

قوائم بيلبورد عربية  شهر يناير .. القمة مسحطة وليست مدببة.

رغم النجاح الضخم الذي حققه عدوية إلا أنه ظل مطاردًا من سلطة الغناء الرسمي، تعنتت معه الرقابة كثيرًا ومنعت أغنياته من الإذاعة في تليفزيون الدولة بحجة إفساد الذوق العام، وانتزع اعترافًا رسميًا من كبار الملحنين حيث تعاون معه “بليغ حمدي، هاني شنودة،سيد مكاوي” وحصل تعاطف قوي من النخبة بعد الحادث المأساوي الذي حدث له أواخر الثمانينات، واختفى كل من هاجموه وظلت أغنياته باقية حتى الأن يستلهم منها المطربون الشعبيون الجدد أفكارهم وطريقة ادائه المميزة ويعتبره الكثيرون منهم الأب الروحي للأغنية الشعبية المصرية الحديثة.

إقرأ أيضا
مسلسل زينهم
YouTube player

الكاتب

  • الأغنية الشعبية محمد عطية

    ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان