همتك نعدل الكفة
97   مشاهدة  

ملف الأغنية الشعبية في مصر (9) : حكيم والأغنية الشعبية تصل أخيرًا إلى الشباب

حكيم الأغنية الشعبية
  • ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



بعد عام 1988 تغير شكل المشهد الموسيقي المصري كثيرًا، انطلقت تجارب الأغنية الشبابية تحمل سمات جديدة مختلفة عن أغنية جيل الوسط حتى استطاعت أن تسيطر على سوق البوب المصري تحت قيادة حميد الشاعري عراب الأغنية الشبابية وموسيقى الجيل.

جرب حميد الشاعري في بداية فترة التسعينات أن يعيد تقديم بعض الأغنيات الشعبية القديمة بتوزيعات حديثة نسبيًا والتي حققت نجاحًا كبيرًا جدًا، هذا النجاح كلفه هجومَا شديدًا عليه من الأجيال القديمة و اتهامه بتخريب التراث، عندها قرر أن يجرب حظه مع بعض الأصوات الشعبية مثل “عاطف متولي، خالد عجاج، أحمد جوهر” لكنه لم يحقق أي نجاح يذكر في وقت كان يسيطر بشكل شبه كامل على سوق التوزيع الموسيقي المصري.

عندما استمع حميد لأول مرة إلى صوت الشاب “حكيم” أيقن أنه وجد القطعة الناقصة التي سوف يكمل بها عنقود مطربي موسيقى الجيل المحصورين في الأغنية العاطفية التي يمتزج فيها الشرق بالغرب.

امتلك حكيم ما لم يمتلكه صوت آخر في فئة مطربي الأغنية الشبابية،صوت قوي جدًا يمتلك مساحات عريضة وقدرة على التطريب والارتجال وكاريزما قوية جدًا مصحوبة بشخصية فنية مميزة لم تكن امتدادًا لأحد في فئة الغناء الشعبي.

احتمى حكيم بشعار “موسيقى الجيل” الذي سوف يضمن له جماهيرية كبيرة نظرًا لشعبية حميد الكاسحة كموزع موسيقي، وحافظ على سمات الأغنية الشعبية السريعة ذات الألحان الشعبية مع توزيعات حميد البسيطة وعوض هذا النجاح الفشل الذي أصاب حميد في تجاربه مع بعض الأصوات الشعبية.

YouTube player

تميزت تجربة حكيم بقدرة مدهشة على مواكبة التغييرات التي تحدث في سوق الغناء، بدأ بالأغاني الإيقاعية السريعة التي كانت سمة منتصف التسعينات في أغنيات حققت نجاحًا كبيرًا مثل “أفرض، السلام عليكم، نار” وحتى مع تغير سوق الغناء واتجاهه نحو التوزيعات الغربية مع بداية استطاع أن يستمر في التماهي مع سوق الغناء وتنويع إنتاجه الفني حتى يلائم ذوق الجمهور الذي بدأ يتغير في فترة كانت الأغنية الشعبية تعيش مرحلة ضعف شديدة، صنع بعض الدويتوهات مع بعض مطربي الغرب مثل “أولجا ، جيمس براون” وخرج بالأغنية الشعبية المصرية الحديثة إلى كافة دول العالم حيث أحيا العديد من الحفلات في الخارج كان أشهرها حفل تسليم جائزة نوبل للسلام عام 2006.

ملف الأغنية الشعبية في مصر (6) : أحمد عدوية .. الأب الروحي للأغنية الشعبية الحديثة

إقرأ أيضا
بئر المسيح في تل بسطة
YouTube player

بعد ثورة يناير تغير مشهد الغناء بالكامل حيث خرجت فرق الأندرجراوند من هامش المشهد إلى متنه، وبدأت تظهر قوالب موسيقية شعبية جديدة مثل “المهرجانات”، عاد حكيم إلى الساحة بأغنية فيلم “حلاوة روح” والتي أعادته إلى الواجهة مرة أخرى ثم بدأ يتماهى مع المشهد بالتحول إلى أغاني المهرجانات في تجارب كثيرة لكنها لم تحقق نجاحات موازية لنجاحات مطربي المهرجانات وعاد في أواخر تجاربه إلى أغنيات المقسوم التقليدي الذي نجحت معه في البداية، ويحسب له أنه جمع جمهورًا من كافة الأطياف ولم يكن محسوبًا على فئة معينة وكان الصوت الشعبي الأهم في اكتشافات حميد الشاعري وفي حقبة موسيقى الجيل.

YouTube player

الكاتب

  • حكيم الأغنية الشعبية محمد عطية

    ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان