زمن ما قبل “خريطة رمضان” .. ماذا كانت خطة ماسبيرو في الشهر الكريم؟
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
يعيش المجتمع المصري حالة عامة من المتابعة الدرامية، بالإضافة للجمهور العربي الذي يصوب أنظاره حول الشاشات المصرية في رمضان من كل عام، حيث تأتي الدراما المصرية دائمًا على رأس أولويات المشاهد العربي، ويتابع الجمهور خريطة كل قناة من القنوات التي ستبث الأعمال الدرامية خلال شهر رمضان 2024 ، وتأتي خريطة القنوات متنوعة غالبًا بين الجديد والحصري من المسلسلات، وبرامج الطهي، وبرامج المقالب، والبرامج الدينية .. والحقيقة أن كل هذا التنسيق، وكل تلك السيمترية لم تكن موجودة من قبل، وهذا ما كتبه الكاتب الصحفي أحمد علي أحمد في جريدة الوفد عام 1998 عن مشكلات التليفزيون في شهر رمضان الكريم.
كل عام يكتشف المسئولون عن التليفزيون بمختلف قنواته أن شهر رمضان يأتي فجأة بدون مقدمات، ويترتّب على ذلك حالة من الارتباك تصيب التليفزيون خاصة يوم رؤية الهلال فتصاب كل القنوات التليفزيونية بالهلع بسبب عدم تجهيز خريطة البرامج، وبالتالي تتكشّف خدعة التصريحات التي تؤكّد الاستعداد المُسبق، وتبدو الحقيقة مرة!
فما حدث العام الماضي وفي الأعوام السابقة خير دليل على الدربكة التي تحدث داخل دهاليز التليفزيون قبل قدوم شهر رمضان. وتفاديًا لهذه الفوضى اختار صفوت الشريف وزير الإعلام لجنة دراما يكون هدفها الأول تقييم كل الأعمال الدرامية التي ينتجها التليفزيون ويقوم بإذاعتها في رمضان لاختيار أفضل الأعمال وشكّلت هذه اللجنة لتحد من تشابه الأعمال الدرامية وترجيح الأفضل منها، وتتكوّن اللجنة من مجموعة منتقاة من النجوم والفنانين ولكن للأسف معظم أعضاء اللجنة من النجوم لهم أعمال وغير متفرغين للمشاهدة أو للاختيار، ويقوم قطاع الإنتاج حاليًا بتصوير أكثر من تسعة مسلسلات دفعة واحدة كل منها يشكل عملًا ضخمًا وتضم شخصيات كبرى، مثل رد قلبي، ونحن لا نزرع الشوك، وصقر قريش، وهوانم جاردن سيتي، واللص والكلاب، والبيت الكبير، وحكايات كل بيت، وبقيت الذكريات، وجمهورية زفتى جزء صثان، وغروب بلا شروق. فلا شك أن هذه الأعمال تتميز بالجودة وبمشاركة كبار النجوم والإخراج لكن لا يخلو الأمر أحيانًا من سوء اختيار الأعمال المجاملة التي تلعب دورًا في إذاعة بعضها بدون تنسيق وهو ما حدث العام الماضي.
فما حدث في العام الماضي كان عجيبًا .. حيث فوجئ المشاهدون بحملة ضارية من مسلسلات الطرابيش في الوقت الذي تسعى فيه شركة صوت القاهرة لتقديم أفضل إنتاجها حيث انتهت من إنتاج العديد من الأعمال الدرامية المتميزة .. فهل تراعي لجنة الدراما في اختيارها القادم ضرورة مراعاة افتقاد الشاشة الصغيرة للأعمال الكوميدية والتي قل جودتها على الشاشة في ظل طوفان مسلسلات النكد والحزن والدموع المتواصل! .. حتى أصبح المشاهد يتحسّر على اختفاء مسلسل الأطفال بوجي وطمطم .. أما برامج رمضان شبه ثابتة ولا يطرأ عليها أي تغيير لكن ما يعوق هذه البرامج هو عدم وجود كاميرات كافية كذلك لا يجوز لأي برنامج تصوير حلقاته قبل وضعه على الخريطة .. فهل نأمل في أن يأتي رمضان هذا العام بدون ارتباك، وتشهد الشاشة الصغيرة تنسيقًل إذاعيًا.
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال