كيف كانت قصة حب زينب بنت رسول الله و أبو العاص
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
قصة حب زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قصة تملأها الوفاء واعتبرها التاريخ الإسلامي من أشد قصص الحب تأثيرًا وتأثرًا ،وهي قصة دامغة على أن الحب قد باركه الإسلام.
بداية القصة
ذهب “أبو العاص “إلى النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وقال له: أريد أن أتزوج ابنتك الكبرى زينب
ـ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : لا أفعل حتى أستأذنها.
دخل النبي صلى الله عليه وسلم على زينب قائلًا: ابن خالتك جاءني وذكر اسمك فهل ترضينه زوجًا لك ؟ فاحمر وجها وابتسمت .
تزوجت “زينب” “أبي العاص ابن الربيعة” لكي تبدأ قصة حب قوية،حيث أنجبت منه عليّ وأمامة ، ثم بدأت مشكلة كبيرة بعد هذا الزوج وغيرت مصيرهما، فقد بُعث النبي نبيًا ، وكان” أبو العاص” مسافرا وحين عاد وجد زوجته قد أسلمت فقالت: له عندي لك خبر عظي، فقام وتركها.
اندهشت “زينب” وودعته و هي تقول: لقد بعث أبي نبيا وأنا أسلمت.
ـ فقال هلا أخبرتيني أولا؟
ـ فقالت له: ما كنت لأكذب أبي وما كان أبي بكاذب! إنه الصادق الأمين ولست وحدي فقد أسلمت أمي وأسلم أخوتي وأسلم بن عمي “علي بن أبي طالب” وأسلم ابن عمك “عثمان بن عفان” وأسلم صديقك ” أبو بكر الصديق”.
ـ فقال لها: أما أنا لا أحب أن يقول قد خزل قومه وكفر بدين أبائه إرضاء لزوجته وما أبوكي بمتهم فهل عذرتي وقدرتي؟
ـ فقالت ومن يعذر إلا أنا .. أنا زوجتك أعينك على حق حتى تقدر إليه وأوفت بكلمتها عشرين عاما.
ظل “أبو العاص” على كفره،ثم جاءت الهجرة فذهبت “زينب” إلى النبي، وقالت يا رسول الله أتأذن لي أن أبقى مع زوجي، فأذن لها النبي صلى الله عليه وسلم.
وظلت “زينب” بمكة إلى أن حدثت غزوة” بدر” وقرر “أبو العاص” أن يخرج للحرب في جيش قريش،وهنا كانت زينب بين نارين فزوجها يحارب أباها.
كانت زينب تبكي وتقول: اللهم إني أخشى من يوم تشرق فيه شمسك فييتم أولادي أو أفقد أبي، ويخرج “أبو العاص” ويشارك في غزوة بدر وتنتهي فيقع أثيرًا فتذهب أخباره إلى مكة فتسأل “زينب” ما ذا فعل أبي؟ فيُقال لها انتصر المسلمون فتسجد شكرا لله . ثم تسأل وما ذا فعل زوجي؟ فيُقال لها أثره محمد. فقالت أرسل في فداء زوجي .
ولم يكن لها شيء ثمين تفتدي به زوجها فخلعت عقد أمها التي كانت تزين به صدرها ، وأرسلت العقد مع شيقيق أبي العاص بن ربيعة إلى رسول الله وكان النبي جالسًا يتلقى الفدية ويطلق الأسرى وحين رأى عقد السيدة خديجة رضي الله عنها وسأل لفداء مَن قالوا هذا فداء أبي العاص ابن الربيع .
فبكى النبي وقال هذا عقد خديجة ثم نهض وقال:
ـ أيها الناس إن هذا الرجل ما ذممناه صهرًا فهل فككتم أسره، وهل قبلتم أن تردوا لزينب عقدها؟
ـ فقالوا : نعم يارسول الله.
فأعطاه النبي العقد،ثم قال له: قل لزينب لا تفرطي في عقد خديجة، ثم قال له هلا أسايرك ..ثم تنحى به جانبا،وقال له: يا أبا العاص إن الله أمرني أن أفرق بين مسلمة وكافر فهلا ردت إلي ابنتي؟ فقال نعم.
وخرجت زينب تستقبل أبو العاص على أبواب مكة فقال لها حين رأها : إني راحل.
ـ فقالت: إلى أين.
ـ فقال: لست أنا الذي سيرحل ولكن أنتِ سترحلين إلى أبيكِ.
ـ فقالت: لماذا فقال للتفريق بيني وبينك فارجعي إلى أبيكِ.
ـ فقالت: فهلا ترافقني وتُسلم.
ـ فقال، لا .
فأخذت ولدها ( عليّ) وابنتها( أمامة ) وذهبت إلى المدينة.بدأ الخُطاب يتقدمون لخطبتها على مدار ستة أعوام ، وكانت ترفض على أمل أن يعود إليها زوجها، وبعد ستة أعوام كان “أبو العاص” قدخرج بقافلة من مكة إلى الشام وأثناء سيره أسره مجموعة من الصحابة قافلته.
سأل “أبو العاص”على بيت زينب وترك بابها قُبيل الفجر فسألته حين رأته أجئت مسلما؟.
ـ قال: بل جئت هاربًا.
ـ فقالت هل جئت لتسلم؟
ـ فقال لا.
ـ قالت: لا تخف.. مرحبا بابن الخالة .. مرحبا بأبي عليّ وأمامة.
وبعد أن أمّ الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين في صلاة الفجر إذا بصوت يأتي من آخر المسجد:” قد أجرت العاص بن الربيع”.
ـ فقال النبي: هل سمعتم ما سمعت؟.
ـ فقالوا نعم يا رسول الله .
ـ فقالت زينب: يا رسول الله أن أبي العاص إن بَعُد فهو ابن الخالة، وإن قرب فهو أبو الأولاد وقد أجرته يارسول الله .
فوقف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أيها الناس إن هذا الرجل ما ذممته صهرًا وإن هذا الرجل حدثني فصدقني ووعدني فوفى لي فإن قبلتم أن تردوا إليه ماله وأن تتركوه يعود فهذا أحب إلىّ، وإن أبيتم فالأمر إليكم والحق لكم ولا ألومكم عليه فقال الناس بل نعطيه ماله يارسول الله .
فقال النبي فقد أجرنا من أجرت يا زينب ثم ذهب إليها عند بيتها وقال لها: يا زينب أكرمي مثواه فإنه ابن خالتك وأبو العيال ولكن لا يقربنك فانه لايحل لك فقالت نعم يا رسول الله .
فدخلت وقالت لأبي العاص: يا أبا العاص أهان عليك فراقنا هلا كان تُسلم وتبقى معنا ؟
ـ قال لا .
وأخذ ماله وعاد إلى مكة وعند وصوله إلى مكة وقف وقال: هذه أموالكم هل بقي لكم شيء.
ـ فقالوا وفيت أحسن الوفاء .
ـ فقال: فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
ثم دخل المدينة فجرا وتوجه إلى رسول الله فقال: يارسول الله أجرتني بالأمس واليوم جئت أقولها صادقة أشهد أن لا إله الله وأنك رسول الله، ثم قال أبو العاص: يا رسول الله هل تأذن لي أن أرجع زينب فأخذه النبي، وقال تعالى معي، ووقف عند بيت زينب وترك الباب وقال : يا زينب إن ابن خالتك جاء لي اليوم يستأذنني أن ترجعي له فهل تقبلين؟ فاحمروجهها وابتسمت.
بعد سنة من هذه الواقعة ماتت زينب فبكاها أبو العاص بكاءً شديدًا حتى رأى الناس رسول الله يمسح عليه ويهون عليه فيقول له أبو العاص والله يارسول الله ما عدت أطيق الدنيا دون زينب ومات بعدها بسنة .
اقرأ أيضًا : زينب المقدسية .. مُسندة الشام التي وهبت حياتها لعلم الحديث
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال