تترات مسلسلات رمضان (5) : صيد العقارب .. فخامة الأسماء وحدها لا تكفي

في الفترة الحالية قلما ما تجتمع عناصر قوية داخل تتر أي مسلسل، تلك العناصر قد تضفي فخامة على العمل استنادًا على أسمائها القوية، لكن في النهاية فخامة الأسماء وحدها لا تكفي لنجاح أي تتر، في تتر مسلسل صيد العقارب اجتمعت بعض العناصر القوية بداية من المطربة الكويتية الكبيرة “نوال” التي تخوض تجربة غناء تتر مسلسل مصري لأول مرة، مع وجود أحد أشهر الملحنين على الساحة حاليًا “تامر عاشور” وتوزيع “أحمد إبراهيم” الذي يمتلك رصيدًا ضخمًا من الأغنيات الناجحة، وأخيرًا الشاعر “أحمد حسن راؤول” الأضعف فنيًا بين تلك الكوكبة من النجوم.

صياغة أحمد حسن راؤول حاولت ان تضفي بعض العمق لكنها فشلت في ذلك بجدارة، لا تلمح فكرة بعينها مجرد تنويعات عن الدنيا والزمن والشيطان الذي يوسوس للبشر ويغير في النفوس ثم وانقسامات “واللي معانا بقوا علينا” وتبدل أماكن ما بين كومبارس صامت فجأة أصبح بطلًا وذكريات باقية وفجأة يأتي الندم على ما فات.

أغنية مسلسل العتاولة .. كيف تصطاد المشاهد بأغنية؟

أغلب الصياغة مبهمة جدًا لا تلمح منها أي مضمون أو ماذا كان يقصد مثل مقطع “اللي فاضل ذكرياتنا، حبة الحلو في حياتنا، بس اهي اسودت قلوبنا، وبكرة نندم ع اللي فاتنا” ولا أعرف سر اختيار شاعر بهذا الضعف لكتابة تتر مسلسل وهو غير متمرس على هذا النوع من الكتابة.

لحن تامر عاشور على مقام الكرد مكون من فكرتين، بناء اللحن جيد وهناك رابط بين الفكرتين إلا أن نقطة الجدل الوحيدة هي أن الفكرة الأولى بداية من “كنا واحد واتقسمنا” تشابهت إلى حد كبير مع لحن أغنية “كل ذنبي انه لقاني” للمطرب والملحن وليد سعد،

توزيع أحمد إبراهيم دسم جدًا حيث وضع أفكاره الخاصة على اللحن، بدأ بجملة وتريات غير مستنسخة من أي جملة لحنية، أعطى مساحة جيدة للغناء مع دخول الإيقاع تتزاحم الوتريات في الخلفية، تسليمات غناء جيدة وجملة فاصل جديدة تمامًا لم يستسهل أو ينسخ جملة المقدمة مرة أخرى مع بعض العُرب والحليات من الوتريات أضفت سحرًا وفخامة على التوزيع.

إقرأ أيضا

“الحلقة 13 من الحشاشين” حقيقة وتفاصيل قتل 800 من الباطنية في عهد بركياروق

التحفظ الأخير بجانب الكلمات الضعيفة هو أداء المطربة نوال المتخشب جدًا حيث تشعر بأنها مكبلة وهي تغني ويبدو ان اللهجة المصرية وقفت عائقًا بينها وبين صوتها خصوصًا أن مشوارها الغنائي يكاد يخلو من الغناء باللهجة المصرية، وفي النهاية فخامة الأسماء وحدها لا تكفي لصناعة تتر مسلسل قوي.