صيد العقارب.. كيف تكتب حوارًا ساذجًا بدون معلم

صدق أو لا تصدق الحوار ليس من الوسائل الرئيسية في الكتابة الدرامية، بل يصنف من الوسائل المساعدة، وعلى الرغم أنه أكثر الوسائل المساعدة استخداما في العمل الدرامين ولكنه ببساطة مثله مثل كافة الوسائل المساعدة في الكتابة، لابد أن يستخدم بحذر وبذكاء، لذلك نسمع دائمًا عن جملة مدح قد تقال لبعض الأعمال الفنية، وهي جملة ” الحوار الذكي” وهو ما لا يتقنه باهر دويدار.

اقرأ أيضًا 
مسلسل صيد العقارب.. هل غادة عبدالرازق هي المشكلة؟

للأسف الشديد، ولسنوات متوالية كل رمضان، يكون من نصيبي عمل كتبه باهر دويدار ولذلك، فأنا متابع جيد – مجبرًا – لأعماله الرمضانية، وما أراه واحدًا كل عام، مشكلات لا تحل وتكنيك لا يتطور، وتكرار مبالغ فيه لنفس المشكلات، والتي من أبرزها رداءة الحوار وسذاجته الشديدة.

من خطوات كتابة حوار ساذج أن تقف الشخصيات لتذكر بعضها البعض بمعلومات من المفترض أنها تعرفها سلفًا، وخلال الحلقات الخمس من مسلسل صيد العقارب لم يفعل باهر دويدار شيء أخر، فقط لنضع الشخصيات أمام بعضها البعض لتتلوي على مسامعنا بعض من المعلومات التي من المفترض أنها معروفة لديهم.

كأن تحكي الزوجة لزوجها عن حوادث مشتركة بينهم كسرد للحادث فقط لا غير، أو يتحدث صديق مع صديقه عن صداقتهما الممتدة منذ عقود، أو علاقة العائلة ببعضها البعض، وكأنما لا يوجد طرق أخرى أبسط وأجمل للتعريف بتلك المعلومات، لكي يدخل المشاهد إلى قلب تلك العائلة ويعرف خريطة العلاقات بينهم.

الخطوة الثانية في فن كتابة الحوار الساذج، أنت تفصح الشخصية عن خططاها فجأة، أو في حديث بسيط، فبدلا من ذلك كان من الممكن صياغة مشاهد لتلك الخطة وهي تحدث، وهنا لا أتحدث عن خطط كبيرة، المقصود هنا هو مثلًا حديث شخصية عن سفرها، أو حديث شخصية عن رغبته في اعتراف عائلته بقدراته.

الخطوة الثالثة لكتابة الحوار الساذج، هو الحديث عن الحدث لا مشاهدته، خلال خمس حلقات من مسلسل صيد العقارب الحدثان الوحيدان اللذان حدثا، هما لدغ عايدة ومشاجرة الأخ وزوج شقيقته، وهي أحداث تم “سلقها” حرفيًا، وحتى الآن لم نقترب حتى من الحدث الرئيسي أو نلمح له أو حتى نصل لبوادر خلاف قد تفجر أحداث رئيسية في المستقبل، نحن نرى يوميات عائلة بلا أحداث، وبشكل مسطح تمامًا خالي من أي أبعاد.

ورغم خبرة باهر دويدار بحكم عدد الأعمال التي عرضت له، إلا أنه ببساطة يقع في هذا في كل عمل، حينما كتب مسلسل عن الجاسوسية وقع في نفس المشاكل، وقبلها العديد من الأعمال، ربما على باهر دويدار أن يعمل على تطوير نفسه سريعًا، أو يكتفي بالدراما الإذاعية.

إقرأ أيضا

ماذا حدث لزينهم؟