315 مشاهدة
متى يتوقف محمد صبحي عن الكذب واتهام الآخرين بفشله المستمر؟
هل ارتبطت عودة محمد صبحي إلى المشهد بالجدال والمشكلات والنزاعات؟ وكيف تحول أحد رموز الفن في مصر لشخص مثير للجدل والمشكلات؟ اعتاد صبحي في الفترة الأخيرة أن يظهر دائمًا لإثارة الجدل، فالهجوم والتصريحات الصارخة ونقد أعمال فنية لزملائه بشكل لاذع وعنيف وغير موضوعي، أصبحت السمة التي أضيفت مؤخرًا على أي ظهور إعلامي للفنان، بالإضافة للسمة الرئيسية وهي التعالي بالثقافة على الجمهور والزملاء، ولكن في مشكلته الأخيرة حول مسرحية “عيلة اتعملها بلوك” سقط قناع الصدق عن وجه صبحي، لأن الحقيقة عكس ما ورد على لسانه.
قامة “اتعملها بلوك”
منذ ساعات خرج علينا محمد صبحي معلنًا أنه سيقاضي الشركة المتحدة بسبب مسرحيته “عيلة اتعملها بلوك” التي حمل أفيشها اسمه كصاحب رؤية ومخرج بالإضافة لاسم مؤلف المسرحية “مصطفى شهيب”، صبحي علل ادعائه على الشركة بأنها حذفت وحرفت في مسرحيته الأخيرة، وأن هذا غير مقبول وغير منطقي ولا يرقى لمسيرته الفنية، والغريب أنه في بادئ الأمر صمتت الشركة المتحدة عن الرد قبل أن تخرج ببيان الرد من ناحيتها.
ونفت الشركة في بيانها تدخلها بالحذف في المسرحية، وأشارت إلى ما قام به صبحي من تجاوزات لا تتوافق مع الاتفاق المعقود بينه وبين الشركة، وتحمل الشركة للخسائر المادية -فقط- من أجل قيمة صبحي الفنية وتقديرًا له! وأشارت أيضًا أن صبحي قام بالتغيير في النص الذي تم الاتفاق عليه بالإضافة لطلبه تعديل مبلغ التعاقد معه بنسبة 250% كما ذكرت الشركة في بيانها المنشور.
والحقيقة أن الشركة المتحدة تدخلت فعلا بالحذف على مشهد من مشاهد المسرحية، ولكن هذا المشهد لم يكن في النص الذي تعاقدت عليه الشركة المتحدة من الأساس! فالمشهد المحذوف هو مشهد مضاف من قبل محمد صبحي دون الرجوع لأحد، ولا حتى لمؤلف المسرحية نفسه، وسبب حذف المشهد من الأساس هو وجود العديد من الإيحاءات والألفاظ لا تتوافق ومعايير العمل الإعلامي، كما أشارت الشركة في بيانها.
ديكتاتور أعماله الفنية
الحقيقة أيضًا أن الشركة أشارت لقيام صبحي بتغيرات في المسرحية الأخيرة، بل إن أفيش المسرحية نفسه يحمل اعتراف صريح من صبحي بأنه أضاف وتدخل في النص، حيث زين الأفيش بكلمة “رؤية” وهي تدل بشكل قاطع على تدخل الأستاذ في الرؤية الدرامية للمسرحية، صبحي نفسه اعترف بذلك، وأكد على اعترافه بتصريحاته.
الغريب في الأمر أن مسرحيات محمد صبحي الثلاثة التي اتفق على تقديمها مع المتحدة مرت مرور الكرام على المشاهد المصري، لم يتوقف عندها ولم نسمع عنها حتى عبر قنوات السوشيال ميديا رغم أنه تم عرضها بالفعل على القنوات المفتوحة مثل CBC، ولكن الشركة أوضحت في بيانها أن المسرحيات لم تحقق أي نجاح يذكر ولم تنجح في جذب المعلنين ولا الجمهور، وربما أراد صبحي من تصريحاته الأخيرة لفت النظر لمسرحيته.
ولكن فات صبحي أن يذكر في معرض تصريحاته شكوى المؤلف مصطفى شهيب حول تدخلات صبحي في النص المكتوب المتكررة، والتي قدمها شهيب لشركة الإنتاج، ويبدو أن صبحي مازال يتعامل كونه ديكتاتور أعماله الفنية، يتدخل في النص ويحذف ويحرف ويضيف مثلما دأب على ذلك في السنوات الأخيرة، وحتى بعد كل تلك التدخلات أعماله يصيبها الفشل بعد الفشل.
الجحيم هم الآخرون
لم يلتفت صبحي لكون الشركة قد احترمت تاريخه، وتحملت خسائرها المادية تقديرًا له واستمرت في التعاون معه واستكمال التعاقد رغم الفشل الذريع للمسرحية تلو الأخرى، صبحي لم يرى هذا، وكأنها حالة إنكار شديدة، فألقى بتصريحاته في وجه الشركة، التي أخطأت لأنها لم توقف هذا التعاون الخاسر بشكل سريع للحد من استنزاف الموارد المادية على أعمال لن تعود عليها بالربح.
بالتأكيد محمد صبحي له تاريخ طويل من النجاحات والأعمال المسرحية الراسخة في وجدان المصريين، ولكن منذ انقضاء مهرجان المسرح الذي قدمه صبحي في بداية الألفية وقدم معه مسرحيات مثل “سكة السلامة ولعبة الست وكارمن وعائلة ونيس” لم يقدم صبحي أعمالًا مسرحية ناجحة تذكر، فصبحي فاته أن يدرك أن الجمهور تغير، ولم تعد مدرسة الوصاية الأخلاقية التي ينتهجها -أو يدعي أنه ينتهجها- تجذب أحد ففشل بعد آخر هو ما يجنيه صبحي، ولكنه دائمًا ما يلقي باللوم على الآخرين، أما هو فهو الذي لا يفشل أو يخطئ أبدًا، أو كما قال جان بول سارتر “الجحيم هم الآخرون”.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
