همتك نعدل الكفة
95   مشاهدة  

حموات متوحشات وضرب الزوجة معتاد.. خمس نساء في عذاب بيت العائلة

بيت العائلة
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



في الأمثال الشعبية قالوا ” الحما حُما ولو كانت في الجنة”، وقالوا كمان “الحما عقربة، تلدغ وتغلبك”، هذه الأمثال هي ملخص حكاية حماة الشرقية التي قالت نصًا:” مفيش في قلبها رحمة، دي عايزا تاكل وتشرب وتصرف كمان” ولأن كلام السوشيال ميديا يبدو للبعض غير حقيقي، لذا أجريننا مقابلات مع عدد من النساء سكنّ في بيت العائلة، وحرصنا أن يكونوا من خلفيات ثقافية متنوعة ومن أعمار مختلفة أيضا.

بيت العائلة
حماة الشرقية

طردتني وفضلت أنا وأولادي شهر في الشارع في عز الشتا والبرد

تزوجت “أماني” صاحبة الـ 22 عامًا في بيت العائلة وكانت في عمر الـ 16 وقتها تقول : عشتُ ست سنوات في مأساة حقيقية  في خدمة زوج و أربعة أخوة ذكور غير حماتي وحمايا، في بداية زواجي كان لازم أنزل من شقتي الساعة 6 الصبح أحلب الجاموسة، وأخد اللبن لشقة حماتي، وأبدأ في تنظيف البيت وتجهيز الفطار، وغسل ملابس إخوة زوجي والاستعداد لتحضير الغذاء، وأظل طوال اليوم للساعة التاسعة مساءً في بيت حماتي أعمل على خدمتهم دون راحة”.

واستكملت” أماني” : لو تأخرت ربع ساعة فقط أو سهاني النوم تكون كارثة وطوال اليوم أعيش في نكد وغم، والحقيقة لو الحياة مع حماتي كانت في نطاق الخدمة كنتُ تحملت لكن ما حدث بعد حملي في أول طفل وما تعرضت له على يد أخ زوجي كان قاسي عليّ جدًا.

واستطردت:” لما حملت كنت أذهب إلى الطبيبة نظرًا لضعف جسدي، كانت تأتي معي ولا تأمن لي خاصة في مسألة الفلوس، تدفع كل شيء هي ولا تعطيني أي شيء، حتى إنها كثيرًا عندما كنت أعود من للسوق، وقبل أن ألتقط أنفاسي، كانت تُحضر  الميزان وتزن الخضروات والفواكه و تحاسبني بالمليم وإن تبقى ولو خمسة جنيهات تأخذها مني”.

وتقول ” أماني ” تطاول علي أخ زوجي الأوسط وكان يتعرض لي كثيرًا، ذهبت إلى حماتي لأقول لها ما يحدث نعتتني بألفاظ بشعة حتى إنها قالت ” هيبصلك على إيه كفاية واحد انتص في نظره” وتحملت قرابة السنة ما يحدث، وكلما شكوته لحماتي، لا أجد منها سوى الألفاظ النابية و الصراخ “.

تابعت :” كبرت المشكلة وذهبت إلى بيت أهلي لحين عودة زوجي من السفر، وتدخل الرجال وقالوا حماتك أخطأت وأنتِ فهمتي أخو زوجك خطأ وطبعًا لم أكن لأتكلم فنحن في الريف والحق يظل على المرأة، عُدت إلى بيتي لكن لم يكن هناك احتكاك بحماتي، لكن قالت لي:” هطلعك من الشقة إللي انتي فرحانه بيها دي .. دا أنا اللي عملتها”.

واستكملت :” مر ثلاث سنوات على هذه الواقعة، إلى أن المشاكل لم تكن تنتهى لكن وتيرتها خفتت عن السابق،حتى قالت لي حماتي، أن زوجي على علاقة بجارة لنا – وهو كلام غير صحصح-  لكنها أصرت على اتهام ابنها بالباطل طالمَا يصب ذلك في انتقامها مني وإخراجي من بيتي، حتى صرنا في الشارع بلا مأوى، مع ثلاثة أطفال صغار، فتخل أهلي لمساعدتنا، بإعطائي قطعة أرض خالية لأبني ولو غرفة تسترني أنا وأولادي، وحتى بناء هذه الغرفة نصبت خيمة في هذه الأرض وتحملت أنا وأولادي برد الشتاء القارص، إلى أن بنيت الغرفة ولا زلت أعيش فيها .

حماتي وبناتها ضربوني وأنا حامل في السابع

أما “بشرى” صاحبة الـ 28 عاما فيقول تزوجت كبيرة في العمر قليلًا فالبنات هنا تتزوج في عمر الـ 16 عاما وأحيانًا أقل، رضيت بزوجي وعشت في بيت العائلة في نفس الشقة مع أمه وأخوته،  يومي يبدأ من الساعة الـ 4 فجرًا، إذ أنني أعمل نفرة باليومية، في الأراضي الزراعية، ويوميتي هذه تذهب إلى حماتي مباشرة لأنها كبيرة العائلة، الحقيقة أنا كنت مغتاظة من هذا الأمر، فأنا أستيقظ مبكرًا لأعمل،ثم العودة إلى البيت للتنظيف وتجهيز الطعام وغسل الملابس دون أن يكون لي الحق في طلب الشيء.

بيت العائلة
أنفار باليومية

وتابعت: “ورغم كل هذا التعب كانت دائمًا ما تقول لزوجي كلام لا يحدث مثلا تقول له : ” مراتك شتمتني.. مراتك مش بتعمل شغل البيت.. مراتك بتتأخر في الغيط”، وما كان منه إلا الضرب من غير تفاهم، وأنا حينها كنت حاملًا، ومن أقسى ما تعرضت له كنت في شهر رمضان وجاءت قبل الإفطار بثلاث ساعات تقريبًا، وقالت : إعجني واخبزي قلت لها :” مش قادرة وجسمي تعبان” ولم أكمل الكلمة إذ قامت عليا بالضرب هي وبناتها، ولم تكتفي بهذا بل قيدوني من أيدي وقدمي لوقت الإفطار ولحين عودة زوجي من العمل، وطوال الساعتين أبكي بحرقة مع كلماتها التي تتردد في أذني “لما يجي جوزك لازم تتطلقي”.

واستكملت:” كنت على هذا الوضع والألم ينتشر في كل جسدي؛ من الحمل ومن الضرب ومن شقاء اليوم في الغيط، وفي تنظيف المنزل، زوجي وصل البيت وكان في حاله من الصدمة، وشكل وجهه يومها لن أنساه، وبدون كلام أو حديث دخل معي الحمام، إذ كنت خائفة جدًا، وفى الوقت نفسه كانت حماتي وبنتها الكبرى دخلوا غرفتي وأخذوا ذهبي، المهم خرجت من الحمام وزوجي البسني، وجاء مع إلى بيت أمي كل هذا بدون كلمة”.

وأردفت : ” كتب في بيت أمي إلى أن وضعت طفلي، وكان في هذا الوقت زوجي يبحث عن شقة بالإيجار، وفعلا وجدناها وتركنا بيت العائلة، ورغم الشفاء والعمل، مع مسؤولية الطفل لكن مرتاحه، فأجرتي أو يوميتي أصبحت ملكي أستطيع أن أشتري لطفلي ما أردت، وأعاون زوجي كما أشاء.

كنت هفقد الجنين بسبب حماتي 

وحكاية “سمر” صاحبة الـ16 عاما لا تختلف كثيرًا سوى أن حماتها في خالتها، فتقول: تزوجت من ابن خالتي بعد امتحانات الشهادة الإعدادية، وكان الهدف الأساسي من الزواج هو خدمة خالتي – كما كانت تقول أمي وخالتي ـ، فقد تركتها زوجة ابنها الأكبر، وسكنت مع أولادها بمفردها ـ هم قالوا لي ذلك ـ .

واستكملت:” بعد زواجي بشهرين تعرضت لموقف بشع، إذ قالت لي خالتي : ” اطلعي للسطح وأكلى الحمام ” وكنت خائفة فهي تعلم أنني أموت رعبًا من الطيور، لكن طلعت، خوفًا منها، وحينما دخلت الغرفة خرجت منى حمامة وطارت حينها ضربتني حماتي، لدرجة إن كان فيه كدمات كبيرة ملونة في وجهي، ذهبت إلى بيت أمي لكن قالو لي :”خالتك وبتربيكي”.

وتابعت: “بعد يومين عدت إلى البيت، وقد وجدته كما الزريبة، رغم إن ابنة خالتي في نفس عمري لكن لا تعمل شيء، من تعب وإرهاق اليوم فقدت الوعي، وحينها اكتشفوا أنني حامل، وكدت أفقد جنيني، بعد الحمل أصبحت ابنة خالتي تساعدني، واجهت مشكلة أخرى وهي مشكلة مصروفي الشخصي، وقد طلبت خالتي من زوجي أن يعطيني 20 جنيه في اليوم فقط، وكنت أخذها منها أو من ابنتها الكبرى المتزوجة التي تعيش في بيت آخر، حتى بعد ولادتي فتعطيني الـ20 جنيه لي ولطفلي أشتري بها حفاضات أو ما أريد، ولا أحد يستطيع فعل شيء لي لأن كتب كتابي لم ينعقد بعد!.

حماتي قالت لي : خلفت خمسة من غير دكتور عايزا تروحي لدكتور ليه؟

نسمة صاحبة الـ 26 عاما كانت لها رأي آخر بشأن حماتها بعدما تعرضت هي الأخرى لمشكلات عدة، فتقول : تزوجت وأنا كنت في السنة الأخيرة من الجامعة وكان زوجي حينها يعمل في “إيطاليا”، وقد تركني بعد الزفاف بشهر ليعود إلى عمله، حينها كنت أجلس مع حماتي في شقتها فلم أهنئ بشقتي سوى شهر واحد، كما اكتشفت أيضًا حملي.

وتابعت نسمة ” كنت أخدم الجميع إلى جانب دراستي المرهقة في كلية العلوم، وكان زوجي يرسل لي المال عن طريق أمه كما كان يفعل، فكانت متابعة الطبيبة  أمر مرفوض وكانت الحجة : ” خلقت خمس رجالة مفيش مرة روحت الدكتور”، ومع تطور الحمل والضغط النفسي التي أتعرض له كنت في حاجة ضرورية لزيارة طبيب، فمَا كان إلا أن لجأت إلى أخي وأمي، ولم يقصروا، فكانت أمي تأخذني للطبيب بصفة مستمرة لمتابعة الحمل، وبالطبع قلت لزوجي الذي طلب مني التحمل.

بيت العائلة
فحص طبيب النساء

في وقت الامتحانات طلبت منها فلوس من أجل الذهاب إلى الامتحانات، يكفي أنني لم أكن أحضر معظم المحاضرات لهذا السبب، تطور الأمر بيننا إلى أن ضربتني وسحلتني في الشارع، وخلصني منها أحد الجيران وأخذني إلى بيته إلى أن يجئ أهلي، وكنت وقتها أرتدي ملابس البيت الخفيفة، ودون حذاء، ودون حجاب، ذهبت مع أخي بيت أهلي واتصل بزوجي وطلب منه النزول من السفر لوضع حل، ومكثت شهور إلى أن وضعت طفلي وبالطبع لم يكن ليزورني أحد من أهل زوجي، بعد أن جاء زوجي من السفر أصريت أن أسافر معه يا إما يبقى هنا جواري وجوار طفله، وفعلا سافرت ومستقرة في إيطاليا الآن معه.

دي دخلت بيتي وفتشت في زبالتي!

إقرأ أيضا
قطاع الملابس

أسماء طبيبة وتعيش في بيت العائلة مع حماتها لم يشفع لها التعليم العالي والنضوج الفكري في أي شيء، قصتها مع بيت العائلة قصيرة جدًا إذ تقول: بعد زواجها بأسبوعين دخلت حماتها الشقة في غيابها، وفتشت صندوق القمامة فوجدت فيه دهن أبيض مرمى فأخذت، حينها قامت الدنيا ولم تقعد، إذ استقبلتني على سلم البيت وأنا عائدة من نبطشية ليلية، وكنت مرهقة لأقصى درج، وقالت : “مين أنتي علشان ترمي اللحمة”، وبالطبع لم أفهم شيء!.

وتابعت: “بعد حديث بيننا في اليوم التالي، وقد كان زوجي وحمايا في الصورة، اكتشفت أنها تدخل بيتي مرارًا في غيابي، فقد قالت “لقيت كوباية تمر بايظة فوق التلاجة”، ثم قالت:”بلاقي كمان  أطباق في المطبخ كتير مش نضيفة”، بالطبع أنا أستمع لكني مستعربة، كيف عرفت ذلك؟ هل زوجي ينقل لها الأخبار؟، لكن كيف فهو نفسه يساعدني طوال الوقت، لكن اكتشفت أن معها مفتاح البيت، وتدخله وأنا غير موجودة بحجة الاطمئنان على حياة ابنها، حينها وفي نفس الجلسة قلت لروجي وحمايا أريد بيتًا غير هذا البيت وإلا ننفصل. زوجی کان يرى أن معي حق، فاستأجرنا بيتًا بعيد عن العائلة حتى لا تكون هناك مشاكل أخرى أو انتهاك لحريتنا مرة ثانية.

8 مليون فتاة تتعرض للعنف في مصر 

أشرنا إلى ما يتعرض له بعض النساء من مأساة في منزل العائلة، وقد أثرنا هذه القضية التي تغيب عن الحوار المجتمعي رغم ما ينتج عنها من تبعات منها؛ زيادة حالات الطلاق، مرورًا إلى تخلف أطفالهن عن مقاعد الدراسة، وانتهاءً بالتخلص من النساء إما عن طريق القتل العمد، أو انتحارهن نتيجة الضغوط النفسية اللاتي تتعرض لها المرأة.

وتقارير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء العامة، تؤكد ذلك بالأرقام، إذ تتعرض نحو 8 مليون امرأة وفتاة إلى العنف، من بينهن مليوني ونص المليون يتعرضن للعنف الأسري. وفيما تُشير القصص التي ذكرنها سابقًا عن تعنت الحموات في ذهاب نساء أولادهن إلى الطبيب من أجل المتابعة، فقد أشارت تقارير المركزي إلى أن حوالي 200 ألف من النساء يتعرضن لمضاعفات أثناء فترة الحمل بسبب العنف المنزلي، بينما حوالي 3.5% يتعرضن للإجهاض.

أما فيما يخص قصة زواج الأقارب ـ كما في قصة سمرـ فأشارت تقارير التعبئة والإحصاء إلى أن حوالي 61.6% من النساء المعنفات، بينهن وبين أزواجهن صلة قرابة، أي أن زواج الأقارب يُزيد من تعرض الفتيات إلى الضرب والعنف الجسدي.
وعن متوسط الأعمار للزوجات المُعرضات للعنف الجسدي فأشار تقرير الإحصاء إلى أن ثلث النساء أعمارهن بين 16 سنة و 25 سنة، 39.3% يتعرضن للضرب من قبل الزوج، أمّا 61.7% منهن يتعرضن للضرب من قبل آباء الزوج وأخوته.

بيت العائلة
إحصاءات توضح العنف ضد المرأة

هذه الإحصائيات تُشير إلى مشكلة حقيقية في مجتمع متدين بطبعه ـ كما يُقال ـ وهذا أبعد عن التدين، إذ لا يُقر به شرع أو دين، فمن بين القصص السابقة قالت إحداهن أن زوجها يضربها برًا لأمه، وهذا فهم خاطئ للدين الذي يقر في بناء أي أسرة إلى وجود خصوصية بين الزوج وزوجته، ووجود ذمة مالية منفصلة للزوجة فلا يصح أن تأخذ المال من أم زوجها أو من أي شخص داخل الأسرة كما ورد في قصص النساء السابقات، الواقع أن هذه المشكلة سرطان في جسد الأسر المصرية التي حتما ينتج عنها مشكلات كبيرة أكبر من العنف الجسدي.

وفيما قالت إحدى النساء أنه بعد طردها بقيت هي وأطفالها شهرًا كاملًا في الشارع رغم برودة الجو وظروف المناخ القاسية وهذا بالطبع جهل منهنّ، فأبسط شيء قد تعرفه أنه عليها بالتوجه إلى مراكز استضافت المرأة المعنفة، وهي مراكز تابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، هذه المراكز قادرة على حماية المرأة المعرضة والناجية من العنف الأسري، إلى جانب توفير مسكن مناسب لها ولأطفالها، كما تعمل هذه المراكز على تقديم الرعاية الطبية، والدعم النفسي والقانوني والاجتماعي لهن، أي أن هناك بدائل غير الشارع يجب معرفتها، وهذا تقصير من وسائل الإعلام المختلفة في التوعية بهذه المؤسسات كما هو تقصير في طرح القضية كلها على مائدة الحوارالمجتمعي.

اقرأ أيضا: هل أعاد التيك توك فن الحكي من الموت.. نظرة على الحكائين الجدد

الكاتب

  • بيت العائلة مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (0)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان