همتك نعدل الكفة
76   مشاهدة  

جدري القرود بين نبوءات العرافين ولقاح الكورونا

جدري القرود
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



منذ إعلان منظمة الصحة العالمية رفع حالة الطوارئ بسبب انتشار وباء جدري القرود في عدد متزايد من البلدان، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بتوقعات وتنبوءات سابقة حول تفشي هذا المرض، ومنه ما توقعته المنجمة “ليلى عبد اللطيف” في برنامج “الحكاية” مع عمرو أديب، إذ قالت أن العالم سيشهد انتشار وباء جلدي في نهايات 2024، وبعد إعلان الصحة وظهور حالات بات تداول الفيديو على نطاق واسع لرفع حالة الخوف والزعر بين الناس.

كما نشر متداولون عبر منصات التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع فيديو من المسلسل الشهير ” عائلة سيمبسون” يحاولون فيها إثبات أن المسلسل تنبأ بالمرض قبل عشر سنوات تقريبًا، إذ يظهر في الفيديو شخصيات عائلة سيمبسون وقد أصيبوا بطفح جلدي بعد زيارة للعائلة في حديقة الحيوان، وهذا المشهد ينتمي للحلقة الـ25 من الموسم الخامس وقد عرض هذا الجزء في العام 2013.

وبعد هذه التنبوءات التي أظهرتها “عبد اللطيف” و مسلسل “عائلة سيسمون” ظهرت رواياتين حول سبب ظهور المرض وانتشاره، ولعل الرواية الأولى في سلسلة التوقعات تشير إلى أن  الوباء يعود إلى مؤامرة ماسونية للوصول إلى المليار الذهبي، وحاولوا إثبات صحة هذه الرؤية من زوايا مختلفة، ومنها تنبؤ مسلسل “سيمبسون” بهذا الوباء على اعتبار إن هذا المسلسل مُنفذ من قبل منظمات دولية لإدارة العالم.

كما زعموا أن لقاحات كورونا هي السبب الأساسي في تحور جدري القرود، خاصة وأن لقاحات كورونا ارتبط باسم الملياردير “بيل جيتس ” الذي قال في 2015 في محاضرة له في “فانكوفر” :”لو تسبب شيء في مقتل عشرة ملايين شخص في العقود القليلة القادمة، فمن المرجح أن يكون ذلك فيروسا شديد العدوى وليس حربا”،وترددت كلماته في نطاق واسع إبان انتشار فيروس كورونا وتعود وتظهر على الساحة بعد تحور جدري القرود.

ولمّا كان”جيتس” الممول الأساسي لمؤسسة “بيل وميليندا غيتس” المعنية ببرنامج اللقاحات لا سيما لقاحات كورونا التي يزعم الكثيرين أنها السبب الأساسي في تحور فيروس جدري القرود، فقد ظهرت خريطة تدولتها منصات التواصل تبين أوجه التشابه بين أماكن تمركز الوباء الجديد وبين الدول التي تلقت اللقاح التي أنتجته مؤسسة “بيل وميليندا غيتس”، ويلاحظ في هذه الخريطة أن الدول الأكثر تضررًا هي الدول الفقيرة في وسط  القارة الأفريقية وبعض بلدان الأمريكتين، وبالفعل قد تلقت هذه المناطق بعض اللقحات على سبيل التجربة والبحث.

جدري القرود
الخريطة المتداولة عبر منصات التواصل

وفي نفس السياق فقد وقعت منظمة الصحة العالمية في 17 فبراير/ شباط برنامج التعويض عن الضرر التي سببته لقاحات فيروس كورونا في البلدان والاقتصادات المنخفضة والمتوسطة الدخل والبالغ عددها 92 بلدًا واقتصادًا، ويعمل البرنامج على نطاق دولي للتعويض عن الإصابات الناجمة عن اللقاحات، كما يزود الأفراد المستحقين في البلدان والاقتصادات المؤهلة لدعم الالتزام المسبق للسوق بعملية سريعة وعادلة وقوية  للحصول على تعويض عن الأحداث الضائرة دون اللجوء إلى المحاكم الدولية، في اعتراف ضمني للمنظمة بالتأثيرات السلبية التي أحدثتها اللقاحات، لكن لم تثبت أي دراسة عن وجود علاقة بين جدري القرود واللقاحات حتى الآن.

 ارتباط جدري القرود بلقاحات كوفيد19

لم تقتصر المنشورات المتداولة عبر منصات التواصل الاجتماعي على مصر فقط بل امتدت لعدة بلدان قد تلقت بالفعل لقاحات كوفيد 19 ومنها الهند، وتضمنت المنشورات أن جدري القرود هو متلازمة نقص المناعة المكتسبة من اللقاح، وأنه ناجم عن لقاحات كوفيد-19.، لكن الحكومة نفت ذلك وقالت إنها ادعاءات كاذبة، فيما نشر معهد RMIT الاسترالي المعني بالبحوث الطبية دراسة توضح حقيقة ارتباط جدري القرود بلقاحات كوفيد 19.

قالت الدراسة إنها مجرد ادعاءات  لا أساس لها  من الصحة، وقد أكدت أنه لا يوجد شيء اسمه “متلازمة نقص المناعة المكتسبة من اللقاح” أو VAIDS، ولا توجد علاقة سببية بين لقاحات كوفيد-19 والإيدز، ناهيك عن جدري القرود، إذ أن الوباء الأخير مرتبط  بمرض الجدري، وقد تم اكتشافه لأول مرة في قرد عام 1958م ، وتم تشخيص أول حالة لدى البشر عام 1970 في جمهورية الكونغو الديمقراطية، لذا لا علاقة للفيروس بلقاحات كوفيد-19، التي تم توفيرها على نطاق واسع في عام 2021 بعد إنشائها في عام 2020 استجابة لتفشي جائحة كوفيد-19 في أواخر عام 2019.

جدري القرود
طرق انتقال وباء جدري القرود

وحول ارتباط توزيع المرض في البلدان التي تلقت لقاح كوفيد 19 قالت الدراسة أن هذا الوباء يرتفع بشكل ملحوظ قبل اكتشاف فيروس كورونا في بلدان وسط وغرب أفريقيا، وقد تم تصنيف سلالتين من الفيروس على أنهما متوطنتان، كما حدثت حالات تفشي للمرض في بلدان غير موبوءة على مر السنين، بما في ذلك 47 حالة في الولايات المتحدة في عام 2003، وحالة أو حالتين في المملكة المتحدة وإسرائيل وسنغافورة في عامي 2018 و2019.

ويشمل تفشي المرض في شهر مايو/أيار 2022 في البلدان غير الموبوءة؛ 207 حالة في المملكة المتحدة، و156 حالة في إسبانيا، و138 حالة في البرتغال، و58 حالة في كندا، و19 حالة في الولايات المتحدة، و3 حالات في أستراليا أي أن المرض لا يقتصر فقط على الدول الفقيرة بل امتدات في دول متفرقة قبل حتى انتشار وباء كورونا.

حقيقة المرض بين ادعاءات السوشيال ميديا ومنظمة الصحة العالمية 

ورغم التنبؤات، و حديث السوشيال ميديا إلا أن وجود المرض بالفعل حقيقي، فقد رفعت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ، وهي نفس الحالة التي تبنتها وقت انتشار فيروس كورونا، فقد ازدادت الحالات بشكل متسارع لا سيما في البلدان موطن الفيروس بعد اكتشاف متحور جديد عنه، خاصة بعد انتشار السلالة الجديدة عن طريق التلامس والنفس والحيوانات الأليفة، وهو ما آثار حالة من القلق بين البلدان التي اُكتشف فيها هذا المرض.

إقرأ أيضا
مشروعات خارج الصندوق
جدري القرود
علامات الإصابة بالمرض

والسلالة الجديدة  معروفة بالمتحور الثاني، وقد انتشرت في عدد من البلدان منذ العام 2022، وكانت لها علاقة قوية بالنشاط الجنسي، حيث أثرت بشكل كبير على المجتمعات المكونة من المثليين ومزدوجي الميول الجنسية وغيرهم من الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، وبلغت نسبتهم 98.6 في المئة في المملكة المتحدة، وكذلك الأشخاص الذين كانوا على اتصال وثيق بهم.

واعتبرت منظمة الصحة العالمية هذا المتحور خطيرًا بسبب انتقاله عن طريق التنفس أو ممارسة الجنس أو عن طريق الملابس، والفراش، والمناشف، والأدوات الخاصة، والإلكترونيات، والأسطح التي لمسها شخص مصاب، فيما يظهر المرض على شكل بثور تؤثر على الوجه وراحة اليدين وباطن القدمين أو الفخذ، أو المناطق التناسلية، أو الشرجية، أو الفم، أو الحلق، أو العينين. ويمكن أن يتراوح عدد القروح من واحدة إلى عدة آلاف، ويعتبر الشخص المصاب ناقل للعدوى على الأقل حتى تتشكل قشور على جميع البثور، وتتساقط القشور وتتكون طبقة جديدة من الجلد تحتها.

ولم يكن هذا التحور الأول للفيروس فقد هناك تحور ينتمي للسلالة الأولى، وكان متمركز في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية والدول المجاورة لها ومنها دولة جنوب أفريقيا، وتنتقل هذه المتحور عن طريق ممارسة الجنس، وينتقل إلى الأطفال عن طريق تعامل المصابون معهم ، أما السلالة 1/أ، هي المسؤولة عن معظم الإصابات في الغرب والشمال من جمهورية الكونغو الديمقراطية، وهي متفشية منذ أكثر من عقد، وتنتشر بشكل أساسي من خلال تناول لحوم الحيوانات البرية المصابة والمعروفة باسم “لحوم الطرائد”.

في ظل تزايد الادعاءات على وسائل التواصل الاجتماعي ونظريات المؤامرة، يبقى واقع وباء جدري القرود حقيقيًا. لذا يجب الالتزام بالإرشادات الصحية والعزل الذاتي كما قالت منظمة الصجة العالمية،قبل أن يتحول هذا الفيروس إلى جائحة جديدة تجتاح العالم مثلما حدث مع فيروس كورونا .

اقرأ أيضًا: من التحالف الاستخباراتي إلى العداء العلني .. عن تطور العلاقات المتقلبة بين إيران وإسرائيل 

الكاتب

  • جدري القرود مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (0)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان