همتك نعدل الكفة
89   مشاهدة  

استنوا شوية حمزة نمرة ورحلة الفقد المستمرة

حمزة نمرة
  • ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



كعادته لا يبالي المطرب حمزة نمرة بسوق الغناء وأحداثه وترينداته، يدرك أن صدور أغنية له كفيل بأن يصنع حدثًا أو تريندًا على الأقل لدى جمهوره، بعد عدة منشورات نوه فيها حمزة نمرة عن أغنية جديدة؛ صدرت أخيرًا تلك الأغنية التي كان عنوانها “استنوا شوية” والتي تنضم إلى سلسلة الأغنيات الدرامية التي يجيد صنعها وحلق بها بعيدًا في الفترة الماضية مثل “داري يا قلبي، فاضي شوية، رياح الحياة”.

في تلك الأغنية يخرج حمزة نمرة من فلك شاعره الملاكي “محمود فاروق” ويتعاون مع شاعر جديد ينضم إلى تجربته هو “فليبنو أحمد” وكالعادة وضع ألحان الأغنية بنفسه و أسند مهمة التوزيع الموسيقي للتركي Metehan Köseoğlu.

الكلمات :

المتابع الجيد لمشروع حمزة نمرة الغنائي يعرف تمامًا أن أفكار الأغاني تتم بالتنسيق بينه وبين الشاعر وغالبًا ما يكون حمزة هو صاحب الرؤية النهائية التي تخرج بها الكلمات، لذا قد تلحظ بعض التشابه في الأفكار حتى مع اختلاف اسم الشاعر وفي تلك الأغنية لو لم تعرف أنها من كتابة “فليبنو أحمد”  لاعتقدت انها من كلمات “محمود فاروق” صاحب كلمات “داري يا قلبي، رياح الحياة” لأنها تدور في نفس الفكرة عن فقدان الأحباب والأصدقاء مع معالجة مختلفة، وهي من النقاط التي يراها البعض سلبية و يتخذونها ذريعة لاتهام حمزة نمرة بنحت وتدوير نفس الأفكار.

الكلمات مباشرة جدًا تتبنى سردية حزينة عن الوحدة في غياب الأحباب سواء أهل أو أصدقاء مقربين وأن الحقيقة المؤكدة أن النهاية واحدة هي الفراق، الصياغة متماسكة إلى حد ما ابتعدت عن المبالغة في الحزن والأسى وأن كانت الفكرة في حد ذاتها درامية قاتمة.

هات لي قاعدة فيها اتنين، فضلوا مع بعض الاتنين، كله في الاّخر هيفارق، دي حقيقة مؤكدة

كلها أحضان مطارات،وفي حياة بعضنا فترات، في الطريق مواعيد فراقنا، من زمان متحددة.

الموسيقى :

لحن يحمل بصمة حمزة نمرة على مقام الكرد، أفكار اللحن متنوعة بحيث نلاحظ وجود ثلاثة أفكار في مقدمة الأغنية نفسها دون تكرار كل فكرة تسلم الأخرى بسلاسة وصولًا إلى فكرة جديدة في جملة السينيو أو اللزمة الرئيسية “احنا لوحدينا يا عيني علينا، خليكوا قاعدين” وهي الفكرة الأفضل على الإطلاق، توزيع دسم من التركي Metehan Köseoğlu بدأ بمؤثرات صوتية لجملة الوتريات التي تصاحبنا في الأغنية، تنويع جيد في الجمل الإيقاعية وفي الهارموني وكوردات الجيتار مع تنوع جمل اللحن وصولًا إلى الذروة في سينيو الأغنية وهي الجملة الأهم حيث ركز عليها وجعلها جملة الفاصل الموسيقي ثم أعطى الجيتار فرصة الارتجال في نهاية الأغنية ثم إعادة جملة الفاصل مرة أخرى حتى ظهور الوتريات التي أنهت الأغنية على طريقة الـ Sudden.

إقرأ أيضا
الكوابيس وضيق التنفس

رحلة الفقد المستمرة

اختار حمزة توقيت جيد لإصدار الأغنية حيث انتهاء فصل الصيف وبداية الأجواء الخريفية شبه القاتمة التي تثير كثير من الشجون لدى المستمع وأن كان لازال يسير في رحلة فقد مستمرة معه من أغنيات سابقة، وهنا نطرح عدة اسئلة هل أصبحت تلك الأفكار هي المناطق الاّمنة التي تضمن له النجاح أم استثمار لنجاحات سابقة كانت على نفس الشاكلة وفي ظل وسط فني عبثي لا يعرف قواعد أو منطق للأغنية الناجحة، لكن على أي حال الحفاظ على المستوى الفني الجيد شئ صحي ويحسب له ولأي فنان في المطلق لكن عليه الحذر من الوقوع في فخ النسخ أو الاستسهال فيما هو قادم.

YouTube player

رياح الحياة مغازلة جيدة لجمهور حمزة نمرة

الكاتب

  • حمزة نمرة محمد عطية

    ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (0)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان