يا ارضنا جديد على الحجار عندما يغرم المطرب بصوته للأبد

بالتزامن مع احتفالات انتصار أكتوبر أطلق الفنان الكبير على الحجار أغنية جديدة بعنوان “يا أرضنا” والتي وصفها بأنها أخر ألحان الموسيقار الكبير بليغ حمدي، وأعاد صياغتها الشاعر “سالم الشهباني” ووضع التوزيع الموسيقي لها الموزع “طارق حسيب”.

يمتلك على الحجار تجربة ثرية جدًا ومهمة على مستوى الأغاني الوطنية أو السياسية سواء اشتراكه في الاحتفالات الرسمية التي كانت تقيمها الدولة أو داخل ألبوماته الشخصية وهو ما يؤكد تنوع مسيرته التي لم تندرج فقط تحت بند الغناء العاطفي التقليدي.

رغم ضعف مردود الأغنية الوطنية حاليًا من ناحية الكلمات المسلوقة والبناء اللحني الضعيف إلا أن اللافت في الأغنية هو لحن بليغ حمدي والذي يؤكد على اتساع الهوة والإمكانيات الفنية بين الملحنين السابقين وبين ما نراه حاليًا بغض النظر عن طبيعة الأغنية سواء أغنية عادية أو أغنية وطنية.

كلمات سالم الشهباني وهو شاعر أغنية وعامية جيد بالمناسبة تبنت الصيغة المباشرة في حب الوطن الذي هو الأرض والعرض والفرض مع عدم المبالغة في وصف عشقه للوطن، لكن الأهم هو تماسك الفكرة نفسها وتماشيها مع جمل اللحن.

“أرضي شرفي وعرضي، دمي وفرضي، وفرضي يوم ما انساه، وطني وحياتي وروحي وقلبي هي غناه، عيني عمري وسنيني، رفعت جبيني بكل عزة وجاه،بلدي صوتي وصمتي هي صداه”

نأتي لأهم عنصر في الأغنية وهو لحنها القوي جدًا الذي احتوى على ثلاثة أفكار كل فكرة على مقام موسيقي مختلف هذا التنوع منح الأغنية ثراء نفتقده هذه الأيام في ظل سيطرة ملحني التيمة على كافة الألحان عادية ووطنية،تبدأ الأغنية بتداخل بين صوت على الحجار وصوت الملحن بليغ حمدي الذي يبدو أنه وضع اللحن دون أن يستكمل كلماتها قبل رحيله، ثم يبدأ الغناء على مقام البياتي ” أرضي شرفي وعرضي، دمي وفرضي” ثم ينتقل إلى مقام الصبا بداية من دخول الكورال ” مصر اللي من عندها تشرق شموس ما تغيب” واخيرًا يستقر على مقام الحجاز في المقطع الأخير ” يا مصرنا،حضرة جناب المعالي”.

توزيع طارق حسيب  سيطر عليه إيقاع شرقي إليكتروني لم يكن بالقوة والعنفوان اللازم مع خطوط وتريات هلامية في خلفية الغناء، وسار على درب بليغ في مسألة إعطاء الكورال دور رئيسي في غناء جملة لحنية منفردة ولا يكرر ما يقوله المطرب فقط ثم التمهيد الجيد في جملة الفاصل الموسيقي للإنتقال إلى مقام موسيقي مختلف وهي مسألة لا يهتم بها كثير من الموزعين في الفترة الحالية.

شادي عبد السلام مخرجًا .. الصيت ولا الغنى

إقرأ أيضا

سكان مولوتوف الأصليين… ما هكذا تورد الأبل

لن اعلق على أداء علي الحجار الضعيف نسبيًا وإصراره على الغناء من طبقة معينة غير مريحة للأذن رغم إدراكه أنه بحجم السن افتقد بعض المميزات التي كان يمتلكها سابقًا في صوته، وعليه التخلص من مسألة الافتتان بصوته لأن على الثمانينات والتسعينات غير على الألفية الجديدة وعليه الوقوف واختيار ما يمكنه التلائم مع طبيعة صوته الحالي لكن يبدو أنه في حالة غرام أبدي مع صوته، لكن على كل حال يشكر على حرصه على التواجد سواء في الحفلات ومشروعه المهم 100 سنة غنا أو في الاستمرار في إنتاج أغنيات جديدة حتى لو شابها بعض الضعف والاستسهال.