172 مشاهدة
حملة الإخوانجية تدعم الصهيونية
حملة بدايتها قافلة الصمود الإخوانية ثم الدعوة للتظاهر أمام سفارات مصر حول العالم وتجلياتها في مظاهرة بالعراق والتانية بلبنان، ثم التصعيد بالإغلاق الرمزي لعدد من السفارات؛ على غرار مراهق هولندا وفتيات أنقرة.. وصولا إلى فيديو اقتحام قسم المعصرة.
وأخيرا الخطاب اللغز؛ الصادر عن مجموعة من الأحزاب والكيانات والشخصيات السياسية “المدنية”.
حملة منظمة
مبدئيًا إحنا قصاد حملة منظمة، واللي يقولك غضب شعبي عفوي.. أكشف على قواه العقلية؛ ينفع حد عاقل يصدق إن بشكل عفوي تجمع عدد من البشر وجمعوا عربيات وانطلقوا عبر تَلَت ولا أربع دول؟
هل فيه دعوة تظاهر دولية بتطلع كده بشكل عفوي؟ معقولة مواطن قاعد في “الحصايا قبلي” شاف نشرة تِسعة صعب عليه الفلسطينية.. قام مصمم دعوة بشكل احترافي ونشرها على حسابه الشخصي اللي فيه أهله وحبايبه وجيرانه.. فهوب الدعوة بقت تريند عالمي؟
مظاهرة بتتنظم في لبنان والتانية في العراق بشكل عفوي؟
أما بالنسبة لأنس العسول وفتيات أنقرة فدول مثال واضح على العمل المنظم؛ ببساطة.. تصرف الشباب دي لو عفوي ماكنش وصلّْنا. مراهق دخل محل أشترى قفل عدا قصاد باب قفله ومشي.. فين الحدث؟ جوز بنات أشتروا قفل عجلة قربوا من باب قفلوه وجريوا بسرعة.. فين الحدث؟
يظهر الحدث لما يكون فيه شريك مهمته التصوير، الفيديوهات من موبايل مش كاميرات مراقبة.
حسب خبرتي القديمة في العمل السياسي السري، “تحرير العمل” ثم “الاشتراكيين الثوريين”، كنت لما أروح أوزع منشورات عند مصنع ولا أي مكان.. ماكنتش بابقى لوحدي أبدًا؛ أقل تقدير بيكون معايا “زميل” من نفس الخلية بنروح المكان سوا.
لكن لما نقرب بننفصل عن بعض وتكون المنشورات كلها معايا أنا.. أما هو فبتكون مهمته “التأمين”؛ إذا حصلت مشكلة ولا حد أتعرضلي يتدخل بشكل يبدو عفوي وكإنه واحد معدي.. ويحاول يخلعني، وإذا أتقبض عليا يحاول يعرف الجهة اللي خدتني وأي معلومات مفيدة، بدون ما يتورط، عشان يقدر ينقلها لمسؤول الخلية اللي هيوصلها بدوره لقيادة التنظيم.
رغم أني سيبت التنظيم في 2005، بعد ما قياداته أستقتلت على التحالف مع الإخوان المسلمين، بس أكتسبت خبرة حركية بسيطة خلتني أفرق بين فيديو اللبناني الطائش وبين فيديو أنس وبنات أنقرة؛ الأولاني تحرك فردي صاحبه أتحرك كـ”ذئب منفرد” أو “وان مان شو”؛ عمل نمرة وصورها بنفسه فكانت النتيجة إنه ماظهرش في الفيديو. أما التانيين فكان فيه تحرك منظم.. عشان اللحظة الخاطفة لقفل الباب تتصور وماتضعش هباء.
الهدف
لعبة القفل تخلص على صنايعي يكسر القفل ولا يقصه وخلصنا بس التارجت هو الفيديو، لإن حملة بالشكل ده تحقق أكتر من هدف؛ أهداف لصالح الصهاينة وأهداف ضد النظام المصري.
الأهداف اللي لصالح الصهاينة هي سحب الضغط الإعلامي ناحية مصر لتخفيف الضغط عنهم، لإنهم مؤخرًا بدأوا يخسروا الدعم الأوروبي غير المشروط.
كمان توفر لهم شماعة وحجة فارغة من الحجج البجحة المتعودين يقولوها.
التصريح ده مثلا يتفهم منه إن الأمم المتحدة بتتهم إسرائيل بعرقلة عملية توصيل المساعدات، لكن أنس ورفاقه بيفهموا أكتر من الأمم المتحدة؛ وكلامهم ده بالصدفة هو نفس كلام إسرائيل.
الأهداف ضد النظام المصري برضه مفهومة وواضحة؛ الضغط عليه لعله يتورط في حرب أو في انفجار شعبي داخلي، نتيجة للتسخين المستمر مع الوضع الخانق داخليا أساسا. وكل دي تفاصيل تناسب أجندة الإسلامجية تحديدًا.
ليه الإسلامجية؟
الإسلاميين بعد صعود الإرهابي الدولي سابقًا والرئيس السوري حاليا أحمد الشرع بقى عندهم طموح لتكرار التجربة حدانا؛ عن طريق تسخين غير مبرر يؤدي لنزول الناس للشوارع فيحاولوا يظيطوا في الظيطة ويطبقوا نفس السيناريو السوري.
أو النظام يسخن أو يرضخ للضغط فيتورط في حرب مع إسرائيل
بس كده كده الإسلامجية مش فارقلهم خراب البلد من عمارها لإنهم كده كده بيحكموا خرابات؛ أيًا كان الشكل اللي بيوصلوا بيه للسلطة البلد اللي بيمسكوها بتبقى خرابة، الفلتة الوحيدة تركيا والفضل للدستور العلماني.
يوصلوا بانتخابات ولا بعد ثورة ولا بعد حرب.. كده كده الخضرا فإيدهم يابسة؛ وده لاسباب بنيوية في طريقة تفكيرهم وعقيدتهم وتكوينهم التنظيمي.
فعلى المستوى الاقتصادي وزي ما وضحت بالتفصيل في مقال التدين بيوقف الحال مجالات كتير هتجيب ضُرفها بوصفها رجسٌ من عمل الشيطان والباقي هيتأثر سلبا، ومن ناحية تانية قواعدهم متعطشة للبواخة على خلق الله والتدخل في شؤون الخلق الشخصية.. مين بيعبد إيه مين بيستخدم جهازه التناسلي إزاي.. إلى أخر أمراضهم اللي محركاهم.
وبطبيعة الحال كمان ولا يهمهم القضية الفلسطينية؛ اللي ماتمثلش بالنسبة لهم مش أكتر من كارت بيلعبوا بيه.
لغز اليسار
اللي محيرني مش الإسلامجية، دول كتالوجهم معروف.. لكن اليسار؟، ملمومين على القومجية العرب وبيطالبوا بنفس مطالب الإسلامجية اللي هي نفس خطاب الصهاينة، طب القومجية راضعين حنجورية وعارفينهم من زمان.. ليه بقى اليسار متورط في هذا الطريق الخراب.. واللي وصفه الفلسطيني أمجد أبو كوش بإنه متاجرة رخيصة بالقضية الفلسطينية ودعوة لتوريط مصر في حرب ضد العالم.
هل مثلًا مش شايفن؟ ولا شايفين بس مش فاهمين؟
ولا قعدوا في فيرمونت من ورانا؟
الخلاصة
اللي داير مش غضب عفوي ولا احتجاج بريء إحنا قدام حملة فيها مُخرج ومصور وممثلين.. ومنتج، واللي يصدق العفوية في كل ده، يا غلبان في دماغه يا مشارك.
الحرب مش لعبة والخيانة مش وجهة نظر، والجيش ده جيش مصر.. لا جيش العروبة ولا جيش الأمة الإسلامية.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
