رئيسة التحرير
رشا الشامي
همتك نعدل الكفة
102   مشاهدة  

السودان بين الحرب والمشاريع السياسية.. ” الميزان” يحاور قيادي حزبي بارز

الدكتور عبد الرحمن الغالي
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال

  • شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



يعيش السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 واحدة من أعقد مراحله التاريخية وأكثرها دموية، حيث تتواصل المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وسط انهيار اقتصادي غير مسبوق وتفاقم للأزمة الإنسانية التي طالت ملايين المدنيين.

وفي خضم هذا الصراع، برزت محاولات سياسية متعثرة لإيجاد موطئ قدم على الأرض، كان أحدثها إعلان ما يعرف بـ”مجموعة تأسيس” عن تكوين حكومة موازية، تضم تحالفًا بين قوات الدعم السريع والحركة الشعبية – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو.

هذه الخطوة أثارت جدلًا واسعًا، إذ ينظر إليها البعض كمحاولة لخلق شرعية موازية على الأرض واستباق أي مسار تفاوضي محتمل، بينما يراها آخرون انعكاسًا لعجز الدعم السريع عن حسم المعركة عسكريًا، ومسعى من بعض القوى الإقليمية والدولية لإعادة رسم المشهد السوداني وربما تقسيمه.

في هذا الحوار، يقرأ لنا الدكتور عبد الرحمن الغالي – القيادي السابق بحزب الأمة السوداني والكاتب والباحث – أبعاد هذه الخطوة، ويستشرف آفاقها السياسية والعسكرية وانعكاساتها على مستقبل السودان.

من واقع خبرتك في السياسة السودانية، ما هي قراءتك لهذه الخطوة من مجموعة تأسيس؟

هذه الخطوة تؤشر لعدة حقائق وتهدف لعدة أهداف، فهي عسكريًا تعكس يأس الدعم السريع من الاستيلاء على السلطة في كامل السودان ومحاولته الاحتفاظ بالمناطق التي يسيطر عليها، عبر التحالف مع الحركة الشعبية – شمال للاستفادة من قواتها في سد النقص الكبير في صفوفه، وفتح جبهة جديدة بجنوب كردفان لتشتيت انتباه الجيش، أما سياسيًا فهي محاولة للتفاوض من موقع قوة وخلق شرعية على الأرض، خصوصًا في حال تعذّر السيطرة على مدينة الفاشر.

 ما هي رؤيتك للمشهد السوداني الحالي، في ضوء هذا التحرك السياسي الجديد؟

أعتقد أن تكوين حكومة تأسيس هو تحصيل حاصل، إذ قوبل برفض إقليمي ودولي واضح، ولا أظنه سيجد أرضية واقعية في دارفور أو غيرها في ظل وجود سلاح الطيران الحاسم بيد الجيش. صحيح أن هناك بطء في تقدم الجيش، والفاشر ما زالت محاصرة، لكن إعلان الحكومة الموازية لم يغير المعادلة، خاصة مع تصاعد الانقسامات القبلية داخل الدعم السريع وزيادة عزلته خارجياً، بل وتفكير الولايات المتحدة في تصنيفه منظمة إرهابية.

س: بشكل عام.. هل ترى “تأسيس” ككيان سياسي يمتلك مشروعًا قادرًا على تشكيل إجماع أو ما يقرب من إجماع سياسي حوله؟

تحالف “تأسيس” هو تجميع لمتناقضات. فبينما لا يملك الدعم السريع مشروعًا سياسيًا أصلًا، فإن حركة الحلو تستند إلى مشروع مختلف كليًا يقوم على أسس الحركة الشعبية الأم. ما يجمع الطرفين هو الدعم الخارجي والمال، لا مشروع وطني جامع. ومع الرفض الشعبي الواسع لانتهاكات الدعم السريع، أستبعد تمامًا أن ينجح هذا الكيان في خلق إجماع سياسي حوله.

س: في تصورك ما هو الأفق السياسي لهذه الخطوة في ضوء القتال المستمر؟

الأفق محدود للغاية. “تأسيس” جاء بإيعاز من رعاة الدعم السريع الخارجيين كأداة تفاوضية أو تمهيد لمشروع تقسيمي، لكن طبيعة المجتمع في دارفور وانقسامه الداخلي يجعل استقرار هذا الكيان أمرًا شبه مستحيل. الواقع أن أعنف القتال ضد الدعم السريع يأتي اليوم من سكان شمال دارفور أنفسهم.

س: حميدتي قائد لفصيل عسكري، والحلو قائد لحركة مسلحة.. إلى أي مدى يتوافق هذا مع مسمى “مجلس رئاسي مدني”؟

هذا الوصف بعيد تمامًا عن الواقع، “تأسيس” تحالف عسكري صرف، يقوده قائد قوات الدعم السريع وقائد الحركة الشعبية – شمال، بينما أدوار المدنيين فيه هامشية وديكورية، الهدف الأساس من قيامه هو سد العجز في صفوف الدعم السريع عبر التحالف مع الحلو، وليس تمثيل المدنيين.

 

س: إعلان القائد عبد العزيز الحلو مدينة نيالا كعاصمة للسودان الجديد.. كيف ترى هذا القرار؟.

إقرأ أيضا
القطاع الزراعي

هو إعلان سياسي أكثر منه عملي. لا يمكن أن تكون نيالا عاصمة في ظل الحرب، ووجود الطيران العسكري للجيش، وانعدام الاعتراف الدولي والإقليمي. هناك محاولات من بعض القوى لدفع السودان نحو التقسيم، لكن هذا المشروع سيواجه عقبات حقيقية، فدارفور لم تطرح خيار الانفصال أصلًا، والدعم السريع لا يمثل سكانها بل ارتكب ضدهم انتهاكات جسيمة تصل للإبادة.

 

اقرأ أيضًا : قرار بريطاني وفيتو روسي.. لماذا تتصارع القوى العظمى في السودان؟

الكاتب

  • السودان مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال

  • السودان رامي يحيى

    شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (0)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان