إلى محمد رمضان..لن تصبح أبدًا نمبر وان!
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
لا يخذل محمد رمضان كارهيه أبدا بمقالي الأول عن المسلسل بعنوان البرنس بداية جديدة لمحمد رمضان كنت قد تفائلت للعمل وأنه سيكون بداية جديدة لمحمد رمضان لأكثر من سبب؛ هذا الفريق الكبير الذي يظهر بصورة المقال؛ عدد كبير من الفنانين، ولكل منهم مساحة دور مختلفة، وقصص خلف الأبواب المغلقة داخلها قصص فرعية أخرى.
الكل كان له دور حتى صارت الأحداث متوقعة وتشبه مسلسلات محمد رمضان جميعها، أو يتغير السيناريو بتفاصيل غير منطقية لصالح أن يكون رمضان هو البطل الوحيد للعمل، وهو نفس الشاب الذي يخرج من عباءة الحارة ليدخل السجن ويعود لينتقم لحقه.
يتصور محمد رمضان أن الناس تتابعه وحده، بل وصل به الإيجو أن تكون السيناريوهات دائمًا مُفصلة تمامًا له؛ ابن حلال، وزلزال، والبرنس كلها عناوين تدور حول نفس الشخص وتقريبًا نفس الشخصية.
السيناريوهات المفصلة لا تناسب الموهوبين، والمسلسلات التي تدور عناوينها حول فنان وحده لا تحترم عقلية المشاهد أو المشاركين بالعمل. كان تفاؤلي بغير محله، وكسب رواد موقع الفيس بوك بحكمهم المسبق حول المسلسل، منذ مقارانتهم مشاهد الجنازات المتكرر بمسلسلات محمد رمضان.
شاب من بيئة شعبية يتعرض لظلم ما، يدخل السجن، ويخرج للانتقام زائد جرعة مقصودة من النكد، واللعب على مشاعر المشاهد بتكرار مشاهد الجنازات والدفن، وانهيار رمضان على عزيز عليه؛ كلها ستسجل ككلاشيهات لأعمال رمضان وحده.
“النحت” لا يولد الإبداع، و تقليب نفس الأفكار في قالب واحد بملعقة لنخرج مسلسلًا يناسب عقلية رمضان وحده لن يطور من موهبته أبدًا، وما حدث هذا العام من انتقاد الجمهور العادي له هو إنذار بأن عليه احترام الجمهور وإلا لن يتذكره أحد سوى بأغانيه المبتذلة التي يقدمها من حين لآخر، وتنسى بعد أيام.
هناك أزمة حدثت بالمسلسل على سبيل المثال؛ وصية ما فُصلت لرضوان أو محمد رمضان خصيصًا كي تمشي الأحداث بنفس السكة الانتقامية العنيفة، وغير منطقي بالمرة أن مصيبة كُتبت بوصية وصمته بالعار لا يبوح بها لأخته الوحيدة المقربة إليه.
ابتلع المشاهد أن أب بذكاء الأسطى حامد يكتب وصية يمكنها تدمير عائلته لا إصلاحها، ولكن كيف يقتنع ألا يواجه رضوان زوجة وطليقة أبيه بهذه الوصية؟!..وخاصة أن علاقته بهما مختلفة، ويعتبرهما تعويضًا عن أمه.
كلاشية آخر كي نرى رمضان ينهار ويبكي في مشهد لا يمت للمنطق بصلة، عندما تبلغه الممرضة بموت أقرب المقربين إليه، وهو في حالة خطرة!..لا يفعله صاحب عقل، ولا أي فرد من طاقم التمريض.
نرى رمضان لا يبذل مجهودًا في التمثيل سوى بالصراخ والسعال وينادي على من فارقوا الحياة، ثم تعطيه الممرضة حقنة مهدئة في موقف متوقع ومتكرر .
بمشهد غير منطقي آخر يحاول أحد المقربين قتله بالمستشفى، ولا نعلم إلى الآن؛ كيف يدخل أحدهم لغرفة شخص بحالة خطرة بهذه البساطة؟..وكيف لشخص بحالته لا يتم نقله للعناية المركزة وتمنع عنه الزيارة؟
الإجابة معروفة كي تنتهي الحلقة عند وقوع رضوان بحالة خطرة، وتتعرض حياته للخطر، وكأن المشاهد لا يعرف أن البرنس لا يموت، وأن بالحلقة القادمة ستحدث معجزة ما كي تستمر الأحداث في الطريق الانتقامي.
لا يوجد أي تشويق بالمسلسل ولا أحداث غير متوقعة، والمتوقع الوحيد هو تقليل مساحات أدوار الجميع بالمسلسل لصالح محمد رمضان كي يصبح البرنس أو نمبر وان كما دائمًا يردد.
المفاجأة أن بهذا العمل ينهي محمد رمضان أي أمل كي يصبح من أهم الممثلين بالوسط الفني، وعليه أن يعرف نمبر وان لا تكتب له السيناريوهات كما يرى هو خاصة لو لم يكن صاحب رؤية، وعليه تطوير موهبته بالخروج من دائرة أفكاره المتكررة إن أراد حقًا التميز.
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال