محمد فهمي.. ولا بشبع غنا وألحان

ع المحلة منين يا سمنودي، ع المحلة منين أرض جدودي.. او هكذا كتب صلاح جاهين رائعته “احسن ناس” في وصف أهل مصر تعمق جاهين في حب المصريين فأحبهم حد الثمالة، فلم يعد يري أي عيوب في الشعب المصري ونظم بمنتهي الاحترافية تلك الجملة الخالدة “ع المحلة منين يا سمنودي ” لا يعرف قدر ألم التائه وسط طريق مملوء بالأراضي الزراعية سوي محب وعاشق للسفر والأرض الخضراء وكل معني جميل نشأنا عليه مثلما كتب ونكتب اليوم عن “العصفور وليف الخضرة والمياه، المولود علي كفوف الجناينية.. محمد فهمي”.

بقول تغريد نغمها شديد قريب وبعيد ياخدني الشوق علي جناحه

للوهلة الأولي رأيته لم أتوسم فيه أي من صفات العبقرية والنبوغ ،شاب مجهد تبدو عليه علامات السفر، ضخم الحجم ، لكن ملامح الطيبة مرتسمة علي وجهه بوضوح، صاحب ابتسامة عريضة، لم أكن أتخيل يوماً أنني سأنعت رجل بأنه مرهف المشاعر دون أن أشعر بأنها سبة.

قلم محمد فهمي مختلف إلي حد كبير عن الأقلام التي تجدها علي صفحات الجرائد اليومية عزيزي القارئ، قلم فهمي عذب إلي أبعد الحدود لا يتحدث في أمور الكبار لكنه معني بالتواصل مع من هم أكبر منه سناً بشكل دائم.

اقروا موضوعات فهمي على الميزان من هنا

وكما عشق هذا الطفل العذب الخضرة والنماء وعشق الطريق واحساس السفر فظل مسافراً بل وسيظل مسافراً طيلة عمره يري الحياة طريق سفر يسأل دائما هذا الطفل الصغير الذي بداخله.. ع المحلة منين يا سمنودي.

يا صياد الطيور يا خالي صباعك عن زناد الموت

لا يحتمل محمد فهمي الكراهية وقلمه لا يعرف سوى الحب والانتماء والخير لم تعرف الضغائن و المؤامرات و الخبث طريقاً لقلب هذا الطفل المسافر حاملاً قلبه مقدماً إياه لكل سائل، زملكاوي وكطبيعة الزملكاوية متمردين، مختلفين، يروا الحياة بعيونهم فقط.

لعله لا يعلم أنني أعتبره أحد أعذب الأقلام التي رأيتها في حياتي وكثيراً ألومه علي تفاصيل فنية في فن الكتابة علي غير عادتي ،لكن لفهمي مكانة خاصة بحق في قلبي أتمني ان يعرف قدرها، وأتمناه أن يعرف طريق المحلة منين كما تساءل دائما لأن هو من سيقوم بربط المسافرين في هذا الطريق فيما بعد وسيوصل الماصي بالحاضر وسيكون حلقة وصل للأجيال الصغيرة إلي أن يجد هذا المسافر مستقره الأخير لعله يشبع غنا وألحان.

إقرأ أيضا

ما الذي يحدث في أسوان ؟

نيرفانا سامي.. شايلة في جيوبها سكر نبات