دونت ميكس 03 (الرجولة أدب مش هز قِحُوف)
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
[video src="https://www.youtube.com/watch?v=pnC8ENSXhCk"][video src="https://www.youtube.com/watch?v=xdXazrIhIDo"]
يا بخت اللي صاحبه راجل.
مش رجولة دي يا كابتن.
متبت في الرجولة.
الرجولة مش كده.
الرجولة قتلاه.
شاب رجولة.
كل جملة من دول بتتقال والمواطن “قائلها” بؤه واصل عند ودنه لسبب مجهول وبتكنيك مذهل، المقولات دي هي جزء من ورث كبير في حياتنا.. ورث للي ممكن نسميه “النموذج”، أو على رأي الفرنجة “الهيرو”، أتربينا على أهمية الرجولة وعظمتها.. وأنها مش مجرد كلمة في خانة النوع إنما مصطلح نشاور بِه على كل الصفات الحميدة، فحتى لو الصفات دي موجودة في سِت.. تبقى “مَرَة رجولة”، ده على المستوى النظري.. طب ياترى على المستوى العملي فيه تطبيق.. ولا من الحبل وبنرمي في الدولاب؟، في الحلقة دي من دونت ميكس هنحاول نتعرف على إجابة السؤال ده.. ونمسك فتيل قنبلة الرجولة اللي جوانا.
شعب “دونت ميكس” بطبعه
مبدئيًا كده وبالصلاة والسلام على أبو فاطمة.. مافيش سِت عارفة تمشي في الشارع من الرجالة، ولازم في الرايحة والجاية هتسمع كلام من نوعية: جاي ولا الدور الجاي.. مصلحة ولا مروحة.. ما تيجي ونجيب مليجي.. البيت فاضي والشاب رياضي.. عادة الشغل ده ولا دوبلكس.. يسلم اللي عبا التنك.. يخرب بيت وسطك (مشيها راس القرد) إلى أخر قاموس التحرش اللفظي الخلاق.
ده غير إنها هتقابل كل الأشكال الممكنة والمستحيلة من التحرش والمتحرشين، اللي بيوصل عند بعض الرجالة لحالة نقدر نسميها حالة تحرش لا إرادي، ودي مجموعات من الرجالة شعارهم في الحياة: أحكه حتى فـ الحيطان.. أحكه حتى فِـ الجدار مع كامل الاعتذار لفنان الشعب، فهل فيه حد يقدر يقولي فين الأدب أو فين الجدعنة هنا؟ ولا وقت التحرش بتبقى الرجولة أجازة؟
أما على صعيد التعاملات المختلفة مع بعض فنقدر نرصد أن عندنا انخفاض حاد في معدلات الرجولة، في السوق مثلا البياع لو حس أن الزبون مش فاهم هيعمل عليه شوربة، فبقى المواطن مننا عشان يشتري لاب محتاج ياخد معاه واحد IT عشان مايتضحكش عليه، البياع من دول لو طال ياخد من الزبون الفلوس ويديله بوسة ع الطاير هيعملها، والكارثة أن زي ما قولنا الحلقة اللي فاتت ده هو نموذج البياع الشاطر المطلوب عند أصحاب المحلات، أصحاب المحلات اللي كلهم معلمين والرجولة مفرتك أشيائهم.
الأصحاب اللي الإنسان المفروض يبقى معاهم براحته.. لو حصل بس والواحد عينه غفلت وهو وسطيهم اللهم أنه بقى نمرة، وقابل بقى يا سيدي الأفكار المرحة اللي هتطرطش في الجو، أفكار تبدأ بقراطيس مشتعلة في صوابع الرجلين ومابتنتهيش بتلوين الوش أو توليع سيجارة وزرعها بين شفايف الشخص النايم، إنما فيه عشرات الأفكار الرهيبة في هذا المجال الحيوي للآذى من باب المرح والفكاهة.. لكن لن يساع الموقع لذكرها.
لو بحثنا عن الرجولة في الخناق برضك هنلاقي خلاف كبير بين النظرية والتطبيق، فنظريًا كلنا متفقين وعارفين وأتربينا وأتقال لنا وقُلنا أبجديات قواعد الخناق برجولة:
1- مش رجولة إن أتنين يتخانقوا مع واحد.
2- مش رجولة إنك تضرب واحد غريب في منطقتك.
3- مش رجولة إن حد يضرب عيل صغير أو راجل كبير.
4- مش رجولة إن راجل يمد إيده على مَرَة.
أما ع المستوى العملي فبنفضل برضه متفقين، بس مش على نفس المبادئ نهائي إنما على كل ما هو عكسها، متفقين ع التناقض، خلي كده أتنين يتخانقوا.. ويطلع واحد منهم معاه أصحابه، اللهم المواطن الوحيد ده وشه هيبقى جراج عمومي، ولا تحصل مشكلة بين أتنين فيهم واحد المنطقة منطقته.. الواقع بيقول أن الغريب يلم الدور عشان مايُستُشهَدش، لغاية ما يجيب ناس وييجي يحط عليه، ويستحسن يغفله بره منطقته عشان ماحدش من أهل المنطقة يعرف إنه “معاه حكاية”.
أما لو راجل كبير حصل مشكلة بينه وبين شاب صغير.. فكلنا بننصحه مايهزأش نفسه، يعني يحط جزمة في بؤه ويلم الدور بدل ما عيل من دور عياله يهينه. كمان عادي جدًا في المناطق الشعبية، منبع الرجولة والجدعنة، أننا نشوف “راجل ملو هدومه” معلق عيل صغير بيضربه.
أما رابع قاعدة.. فموضوعها مش محتاج كلام ولا أمثلة، يقدر أي قارئ يستغل أننا في موسم الدراما التليفزيونية ويضرب بعينه كده على أي مسلسل من الموجودين، هيستحيل يلاقي مشهد أتنين متجوزين بيبوسوا بعض.. لأن ده كلام عيب ومايصحش ييجي في التليفزيون ويخش بيوت عائلات محترمات زينا، إنما عادي جدًا تلاقي مشاهد لأزواج بيضربوا مرتاتهم وأولاد بيلطشوا لأخواتهم البنات.. وحاجة أخر أخلاق حميدة.
الكاتب
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال