همتك نعدل الكفة
519   مشاهدة  

كورونا.. مصنع السعادة الذي دمره التأميم

كورونا


 ” لنأكلها سويا “.. ” كورونا.. حلم جميل يداعب طفلك ” كانت هذه العبارة وحدها كفيلة بجعل مستمعيها من أسعد الأشخاص في العالم، لأنها كانت تُشير إلى منتج السعادة الأول والرئيسي في مصر، وعلى الرغم من أن الإعلان موجه بشكل ما إلى الأطفال إلا أن أجيال كثيرة تدين لـ شيكولاتة كورونا بالسعادة.

كيف دخل هذا المنتج السحري إلى بلادنا؟.. ومن هو صاحب أول مصنع شيكولاتة في مصر؟

اليوناني تومي خريستو

بدأت حكاية السعادة مع  تومي خريستو، اليوناني الأصل، الذي ولد ونشأ بالإسكندرية، كان صاحب ذوق رفيع، ويقضي معظم وقته في سويسرا، منبع صناعة الشيكولاتة في العالم، وقرر إدخالها إلى مصر، في البداية أنشأ مصنع صغير في مدينة الإسماعيلية، وأطلق على منتجه اسم ” رويال “، ولكن بعد ذلك قرر الانتقال إلى مسقط رأسه الإسكندرية، وأقام مصنعًا آخر أطلق عليه اسم ” كورونا “، وجهز مصنعه الجديد بأحدث آلات جلبها من إيطاليا، وقام بانتقاء العاملين لمصنعه بدقة عالية، حيث كان يؤمن بشيء مهم لصناعة الشيكولاتة، وهو أهمية أن يكون صانع السعادة سعيدًا، لذا قام بشراء قطعة أرض قريبة من المصنع وأعدها كملعب لكرة القدم، وكانت تُقام عليه مباريات بين العاملين يديرها هو بنفسه، وكانت مكافأة نهاية الأسبوع للعاملين هي دعوات مجانية لمشاهدة الأفلام في دار السينما التي بناها.

كورونا

سر غزالة كورونا

كان ملعب كرة القدم الذي اختاره خريستو بالقرب من مصنعه، يظهر به غزالة برية شاردة كثيرًا، وكان العمال يعتنون بها، ويدللونها، وأغلب الظن أن كورونا هو اسمها، وذات يوم وعلى هامش إحدى المباريات، اصطدمت تسديدة كروية برأس الغزال فماتت في الحال، وكان خريستو الذي يعشق الغزالة بشدة حاضرًا وقتها، و حزن حُزنًا شديدًا، ثم قرر بعدها أن يجعل الغزالة التي لطالما أسعدتهم رمزًا لما يقدمه من منتجات السعادة، ووضع صورتها على أغلفة الشيكولاتة ليخلدها، ثم بنى لها تمثالًا في مدخل المصنع.

كورونا

تأميم مصنع السعادة

ظهرت بعد ذلك عدة تجارب ولكنها كانت تذوب مع اعلانات شيكولاتة كورونا، التي استقرت في وجدان المصريين، بالشعار المميز لها ” لنأكلها سويًا ” وذيُلت بجملة ” كورونا.. حلم جميل يداعب طفلك ” مع صورة لطفل نائم نومًا عميقًا.

لكن لم يستمر الحال على ما هو عليه، ففي عام 1963م، وتم تأميم الشركة فلم يتحمل خريستو صدمة خسارة إمبراطورية ” كورونا ” التي صنعها بيده، فقرر الاستقرار في سويسرا بشكل نهائي.

شيكولاتة كورونا بعد التأميم

بعد التأميم كان المسؤولون عن المصنع رتب من الجيش وبالطبع لا يفقهون شيئًا في تلك المهنة، وكان انهيار التجربة وشيكًا لولا “عم زكى المصري “، كان ” عم زكي ” قريبًا من خريستو، أسموه زملاؤه المصري لأنه قاهري، لكن بحثه عن الرزق جعله يستقر في الإسكندرية، وكان ماهرًا جدًا في حرفته، و كان المصنع كله يعرف أنه العجًان الأهم، الذى يمتلك سر الخلطة بعد أن التقطها من الخواجة، و بعد التأميم كان عم زكى هو الأمل الوحيد الذى قد ينقذ صناعة مهمة من انهيار كان يتوقعه كثيرون، وحافظ المصري على سر الخواجة و صنعته، و بالرغم من أن المصنع تحول إلى قطاع عام إلا أن الإدارة ظلت تكافح عامًا بعد عام لاستثناء زكى المصري من المعاش بعد أن بلغ سنه، و ظلت تستصدر له قرارات بالمد إلى أن توفى.

إقرأ أيضا
أول جمعية إطعام في مصر

قصة بيبسي .. اختراع بالصدفة وإفلاس ونجاح عظيم

وتعرض بعدها المصنع إلى تدهور كبير، بعد أن ظل صامدًا لفترة بعد تأميمه بفضل العمال، وفي عام 2000 تمت خصخصته، لتظل واحدة من أشهر العلامات التجارية المصرية متواجدة بالأسواق، وإن شهدت تراجعًا كبيرًا بسبب الإهمال الذي لحق به، خاصة بعد ظهور أنواع أخرى من الشيكولاتة.

المصدر: كتاب صنايعية مصر

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان